• 29 حزيران 2022
  • مقدسيات

 

القدس - أخبار البلد - كتب محمد الشنطي :  نظمت  القنصلية الاسبانية بالشراكة مع مركز دراسات القدس التابع لجامعة القدس محاضرة ولقاء علمي حول  ( تاريخ وصيانة مجمع جامع - كاتدرائية مدينة قرطبة)  قدمها البروفيسور جبرائيل كابيرو ، وذلك في قاعة مركز دراسات القدس في البلدة القديمة .

 في كلمته رحب د. يوسف النتشة مدير المركز بالحضور معربا عن شكره للقنصلية الإسبانية  والبروفيسور المهندس جبرائيل كابيرو  الذي خصص هذه المحاضرة حصريا لمركز دراسات القدس . مؤكدا ان  مركز دراسات القدس التابع لجامعة القدس يعمل على تبادل الخبرات مع جميع دول العالم .

  والقى رئيس  جامعة القدس د. عماد أبو كشك كلمة أشاد فيها بجهود القنصلية الاسبانية في تفعيل المشهد الثقافي والعلمي في المدينة المقدسة، مؤكدا على استمرارية الحراك الثقافي في كافة المراكز التابعة لجامعة القدس والكائنة في قلب المدينة المقدسة بغية الحفاظ على كينونة الهوية المستمدة من التراث الاصيل .

 بدوره شكر القنصل العام الإسباني ألفونسو ماتيو جامعة القدس ومركز القدس لاستضافتهم هذا الحدث الثقافي الحضاري  ، والذي من شأنه تعزيز التواصل الاسباني الفلسطيني في مختلف المجالات الثقافية والعلمية والاكاديمية وغيرها ، كما أشار إلى السيرة الذاتية المشرفة التي يتحلى بها البروفيسور كابيرو .

 هذا وقدم البروفيسور المهندس الشهير جبرائيل كابيرو  محاضرته وسط اعجاب الحضور ، متطرقا من خلالها إلى نبذة تاريخية عن « مجمع جامع - كاتدرائية مدينة قرطبة » منذ ان كان نشأة المكان الى يومنا الحاضر ، اذ كان المكان قديما عبارة عن كنيسة ثم أصبح بعد ذلك مسجدا  وقصرا ومن ثم عاد الى كونه كنيسة .

 وأشار البروفيسور الاسباني إلى ان هذا المكان لم تنقطع فيه الصلاة منذ أن أقيم الى يومنا الحاضر ، مستعرضا  الحيثيات المعمارية التي تعتبر كنزا تاريخيا من بينها جمال الأقواس وطريقة البناء المدروسة علميا وجماليا والاعمدة الرومانية التي تم اعادة بناءها من جديد لإعطاء المكان زخما تاريخيا عريقا . هذا بالاضافة الى القباب الكبيرة والتي وصفها بالسماء في الوسط والنجوم التي من حولها المملثة بالقباب الصغيرة والتي هي على شكل أصداف البحر والتي كانت ومازالت وجهتها المكانية نحو ( القبلة ) ومكة المكرمة ، بالإضافة الى المنطقة الجغرافية للمكان القريبة من النهر الذي يعتبر المحطة الاخيرة للتبادل التجاري العالمي البحري . كما استعرض البروفيسور الفترة والخلافة الاموية منذ بدايتها وصولا الى المنصور الذي قام بتدمير الواقع الجمالي لبعض الواجهات اذ كان لديه توجه قاس في الحكم والإدارة بعيدا عن الحس الفني المعماري . هذا وقد طلب الحكام والملوك الإسبان من علماء الآثار الإبقاء على المكان كما هو وعدم تغيير اي نمط معماري يضر بالعظمة المعمارية الاسلامية والتي تعد شاهدا على روعة العمارة الاسلامية . 

هذا وأشار البروفيسور الى وجود مكتبة في الفناء الخارجي للمكان ، إذا كانت سيدة تدعى " فايزة " تجمع الكتب من العواصم العربية وتضعها في أروقة المكتبة وايضا كانت سيدة اخرى تدعى "لبنى" تقدم بإعادة ترميم هذه الكتب من خلال تنظيم ورشات عمل مع الأولاد والبنات في قاعات مختلفة للقيام بذلك ، ومن ثم عرضها في أحسن حال في المكتبة .

 ومن الجدير ذكره أن مجمع جامع - كاتدرائية مدينة قرطبة :يعتبر المكان من أعظم المساجد الإسلامية العريقة على مر التاريخ أسسه عبد الرحمن الداخل في العام 784 مقرا للأندلس وقام بتوسيعه الحاجب المنصور ابن ابي عامر في العام 987 ، وقد تحول الى كاثدرائية على يد فرديناند الثالث في العام 1236، واشتهر ان ذاك بإسم مزكتيا او الجامع « الكاتدرائية » ، اذ يمتاز بعدة مميزات نذكر منها بصحنه الفسيح المزين بأشجار الحمضيات ، وعقوده المركبة بألوانها القرميدية الزاهية.