• 6 كانون أول 2022
  • مقدسيات

 القدس - أخبار البلد - "ان اسرائيل تعمل على خلق تواصل معماري  وتقطيع أوصال البلدة القديمة وعزل المسجد الاقصى ” بهذه الكلمات لخص الدكتور يوسف النتشة مدير مركز الدراسات المقدسية في جامعة القدس في حديثه ل“أخبار البلد“  ما يجري في سوق القطانين والمعروف لدى البعض في القدس بالسوق العتم، او سوق 

 وأضاف النتشة الذي يقع مقره في مركز الدراسات المقدسية في سوق القطانين أن ما جرى هذا العام من قبل الشرطة الاسرائيلية بإجبار أصحاب الحوانيت على  عدم فتح محالهم التجارية والسماح لليهود المتطرفين الاحتفال في السوق واقامة كنيس يهودي مؤقت يعتبر انتهاكا غير مسبوق للوضع في القدس وبداية تهويد للسوق الذي هو الاقرب الى المسجد الاقصى.

 ويذكر أنه سبق هذا التحول الكبير في سوق القطانين  حملة لربط هذا المكان بالعقيدة اليهودية حيث نشر الصحفي اليمني المعروف "نداف شرغاي" تقريرا واسعا  في صحيفة هآرتس قبل سنوات يؤكد فيها ارتباط اليهود بسوق القطانين  حتى أنه عزا اللوحة المشهورة للرسام الألماني غوستاف باورنفايند  بانها رسم اليهود وهم يقفون على درج باب القطانين للصلاة مباشرة نحو قبة الصخرة المشرفة  ويقول شرغاي : ”في السنوات الأخيرة و بالتدريج يعود اليهود الى باب القطانين، الذي يتوسط سبعة أبواب في الحائط الغربي للحرم. هم يأتون إلى هناك في 9 آب وفي أمسيات أيام السبت وفي الأعياد وفي الايام العادية، بالأساس يأتي اليهود المتدينون؛ غالبا بصورة فردية وأحيانا بمجموعات. طالما أن قدومهم واحيانا ايضا صلاتهم هناك لا تخلق إزعاجا أو تخل بالنظام فان الشرطة تسمح لهم بالوقوف والصلاة والنظر الى الداخل، إلى "أرض الميعاد"، التي لم يتم الحصول عليها، "الحرم"، بالضبط مثل اليهود في لوحة فايند“ 

 بل إن علماء الآثار اليهود  يقولون إن اليهود سكنوا في السوق وهذا ما ذكره  شرغاي في مقالته التي نشرتها صحيفة الأيام الفلسطينية : ” ما عزز الوجود اليهودي في باب القطانين وفي المنطقة المجاورة له هو سكن اليهود في هذه الأماكن، الذي انتهى في أحداث العام 1929. أحد اليهود المشهورين، الذين سكنوا في المكان، كان الحاخام يوسف شفارتس من الباحثين المعروفين في "أرض إسرائيل" وصاحب كتاب "فوؤوت هآرتس". وقد سكن حسب شهادته قرب حمام الشفع، الذي كان الدخول إليه من سوق القطانين. كان اليهود يأتون لهذا الحمام، وكذلك الى الحمام المجاور "حمام العين" واستخدموهما بشكل دائم. في شارع الدكاكين، الذي يؤدي إلى باب القطانين، كان يقع في السابق أيضا عدد من طواحين القمح الصغيرة التي شغلها اليهود. إحداها اشتريت في نهاية القرن التاسع عشر من قبل عائلة بيرمان. من أصحاب المخبز "بيرمان"، وقربها عمل ايضا القبو المعروف لعائلة شور"

 وهذه الرواية اليهودية لا يوجد لها اي دليل على أرض الواقع كما قال العديد من الخبراء العرب حيث اثبتت الدراسات المختلفة وان سوق القطانين هو وقف إسلامي صحيح كما جاء في مؤلف جديد  للدكتور "يوسف النتشة " سوف ينشر قريبا  نقتطف منه هذه الفقرة في وصف تاريخ سوق القطانين  :

 ” مِنْ أَهَمِّ أَسْواقِ القُدْسِ وَأَكْبَرِها الَّتي تَعودُ إِلى العَصْرِ المَمْلوكيِّ وعَدَّهُ كريزولُ عالِمُ العِمارَةِ الإِسْلاميّةِ مِنْ أَجْمَلِ الأَسْواقِ وَأَكْمَلِها، في الشّامِ، كَما امْتَدَحَهُ مُجيرُ الدِّينِ الحَنْبَلِيُّ مُؤَرِّخُ القُدْسِ قائِلًا: بِأَنَّهُ مُحْكَمُ البِناءِ، وَغايةٌ في الارْتِفاعِ وَالإِتْقانِ لَمْ يوجَدْ في كَثيرٍ مِنَ البِلادِ. وَهُوَ مِنْ أَقْدَمِ الأَسْواقِ مُقارَنَةً مَعَ المُدُنِ الأُخْرى، كَدِمَشْقَ وَحَلَبَ وَإِسْتانبولَ. وَالسُّوقُ حَلْقَةُ وَصْلٍ ما بَيْنَ البَلْدَةِ القَديمَةِ لِلْقُدْسِ وَالمَسْجِدِ الأَقْصى المُبارَكِ، وَكانَ مَرْكَزًا لِلْحَرَكَةِ التِّجارِيَّةِ لِمَدينةِ القُدْسِ. يَضُمُّ السُّوقَ خانًا وَحَمّامَيْنِ (شَكْلُ 25)، وَلِهذا السُّوقُ مَدْخَلانِ، شَرْقِيٌّ وَغَرْبيٌّ، أَمّا المَدْخَلُ الشَّرْقيُّ فَيُمَثِّلُ أَحَدَ أَبْوابِ الحَرَمِ القُدْسِيِّ الشَّريفِ الرَئيسةِ، وَأَمّا البابُ الغَرْبيُّ فَهُوَ عِبارةٌ عِنْ فَتْحَةٍ مُسْتَطيلةٍ، يَعْلوها عَقْدٌ مُنْبَطِحٌ يَتَكَوَّنُ مِنْ سَبْعَةِ صُنُجٍ مُعَشَّقَةٍ، يَعْلوها عَقْدُ تَخْفيفٍ وَنافِذَةٌ دائِرِيّةٌ، كُلُّهُ داخِلَ حَنْيَةٍ طَويلَةٍ تَنْتَهي بِعَقْدٍ مُدَبَّبٍ. وَالسُّوقُ مُكَوَّنٌ مِنْ طابِقَيْنِ؛ الأَرْضيُّ مِنْهُما مَعْقودٌ بِقَبْوٍ بِرْميليٍّ يَتَشَكَّلُ مِنْ سِلْسِلَةٍ مِنَ العُقودِ، في كُلٍّ مِنْها مِنْوَرٌ لِإِدْخالِ الهَواءِ وَالضَّوْءِ، وَطُولُ السُّوقِ المُمْتَدِّ مِنَ الشَّرْقِ إِلى الغَرْبِ حَوالَيْ (95) مِتْرًا. وَخُصِّصَ دَخْلُهُ السَّنَوِيُّ لِلصَّرْفِ وَالإِنْفاقِ عَلَى المَدْرَسَةِ التِّنْكِزِيَّةِ، وَعَلَى صِيانَةِ المَسْجِدِ الأَقْصى المُبارَكِ وَتَرْميمِهِ، مُناصَفَةً.