• 30 أيلول 2024
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد -  كتب خالد الاورفالي: 

هل سنشهد انفراجه في موضوع البازار التاريخي في القدس ؟ سؤال راود كل من يتابع وتابع الشان المقدسي وخاصة ملف البازار الكبير الذي كان ذات يوم  قلب البلدة القديمة النابض بالحياة حيث تجتمع كل أطياف المجتمع عامة والمقدسي خاصة في هذه المكان الذي يقع في طريق باب الخليل على بعد أمتار من سوق اللحامين وسوق العطارين وقباله سوق الحصر.

 في هذا البازار لا تزال تعشعش الذكريات المقدسية في جنباته فهذه السيدة القادمة من بيت قد افترشت زاوية لبيع الباذنجان البتيري المعروف الذي لا مثيل له في العام ، وهذه السيدة القادمة  من الخضر تعرض العنب أصنافه واشكاله  وهذا الرجل الذي يلبس القمباز الطويل وقد قام بترتيب الخضار على بسطته وعرض الكوسا البلدي المخطط والقرع الخليلي الدائري والباذنجان الريحاوي الرومي، مما يغري الداخل الى البازار بشراء كل الأصناف ، وعلى مدخل البازار كان هناك فتية ورجال يحملون سلال القش الكبيرة على ظهورهم ( العتال)  بانتظار تحميل ما لذ وطاب من الخضار والفواكة للزبائن لاخذها الى  الحوانيت أو المنازل مقابل مبلغ من المال.

 الحياة كانت هناك في البازار الكبير وكذلك بالقرب منه البازار الاخر الذي تحول عبر الايام ليكون محلا لبيع التحف للسياح .

 الأمل الذي عاد للمقدسيين بعد  وصول معلومات عن تخصيص مبلغ من المال من صندوق تمكين القدس  من اجل ترميم وتشغيل البازار الذي هو بيد صندوق الاستثمار الفلسطيني الضخم والذي لم يتمكن من تحريك حجر عن أخيه طيلة أكثر من عشرين عاما  رغم .

 وكما يأمل المقدسيون والغيورين على  المدينة وتاريخها الذي يصرع سكرات الموت  في معركة الحفاظ على الهوية المقدسية  أن تعود الحياة  إلى عروق البازار الكبير  الذي بقي مغلقا لسنوات طويلة  لجهل القائمين على المشروع بالاهمية القصوى للتراث والتاريخ وفضلوا البحث عن مستثمر فلسطيني وعربي لن يأتي في يوم من الايام ، لان المستثمر ترغب بالربح وليس بالدفع .

 من جهتها  توجهت جريدة " أخبار البلد" المقدسية لصندوق الاستثمار  من أجل التعليق على ما جرى لكن المسؤولين هناك لم يعيروا أي اهتمام الطلب بالتعليق  من قبلهم قبل النشر ، بانتظار رد من الصندوق الذي لا يرغب أن يخسر في القدس ولكنه في الوقت نفسه لا يريد الاستثمار …

 أصل الحكاية 

 قبل أكثر من عشرين  قام صندوق الاستثمار بدفع  ما يسمى مفتاحية للشخص الذي كان يستخدم البازار  وأخرجه،  كما عقد اتفاق مع عائلة الحسيني صاحبة العقار  ايجار العقار مقابل مبلغ من المال ،  ومنذ ذلك الوقت لم يقم صندوق الاستثمار  باستثمار هذا العقار الهام وبعد سنوات دخلت على الخط شركة القدس القابضة والتي  خلقت شعور لدى تأسيسها بأنها  العنوان الحقيقي للاستثمار في القدس  وقامت بالحصول على البازار من أجل الاستثمار فيه ولكن بعد سبع سنوات فشلت شركة القدس القابضة بتحرك حجر في البازار ، وتلاشى حلم شركة القدس القابضة بعد أن قبضت أموال المساهمين وفشلت في تحقيق أمانيهم. فعاد الموضوع إلى صندوق الاستثمار والذي حاول مع مؤسسة التعاون أن تقوم ترميمه وتشغيله ولكن بسبب خلافات في المواقف وتعديلات كثيرة على الاتفاق النهائي الذي لم يوقع  انسحبت التعاون، لنعود الى المربع الاول ولكن هذه المرة بعد مرور أكثر اربع وعشرين عاما لصندوق الاستثمار ، هذه الأيام وفي أجواء احتفالية  اقيمت في عمان لا تتناسب والوضع المأساوي لمدينة القدس تم إطلاق صندوق تمكين القدس (المنبثق عن صندوق ووقفية القدس ) والذي كان من بين مشاريعه مشروع البازار.

هناك من قال ان صندوق الاستثمار اما لا يرغب بالاستثمار في القدس فهي من ناحية استثمارية غير مجدية او بسبب تجاربه السابقة التي فشلت جميعها ، قرر أن يتعاون مع مؤسسة متخصصة في ترميم العقارات في البلدة القديمة ألا وهي مؤسسة الرفاه  والتطوير من أجل  أن تقوم بترميم البازار وتشغيله تحت إطار المؤسسة الأممية المعروفة صندوق الانماء UNDP

إن حكاية البازار الكبير وغيره من عقارات  وأسواق مقامات ومزارات هامة ومميزة في القدس تطرح العديد من التساؤلات حول جدية الجهات التي تتحدث عن ضرورة الاستثمار في القدس  ودعم المدينة وأهلها حفاظا على الإرث التاريخية للمدينة والهوية الثقافية لها أمام طوفان التغيير !!