• 23 تشرين أول 2024
  • مقدسيات

 

القدس - أخبار البلد -  تحولت مدينة القدس هذه الأيام إلى ثكنة عسكرية محكمة الاغلاق بفضل الحواجز  التي أقامتها الشرطة الاسرائيلية في غالبية الأحياء العربية  وهذا أسفر عن عزل المدينة كما تم تشديد الإجراءات على مداخل البلدة القديمة، ونتيجة لذلك تم تعطيل الحياة العامة في المدينة وإلى شلل في  الحياة الاقتصادية حيث فضل العديد من أصحاب المحال التجارية عدم فتح محالهم بسبب العقبات التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية  امامهم للوصول الى محالهم داخل البلدة القديمة .

 كل هذه الإجراءات جاءت لتسهيل وصول اليهود الى المسجد الأقصى واقتحامه في عيد العرش اليهودي  تلبية لدعوة المنظمات والجماعات اليهودية للقيام بأوسع اقتحام للاقصى في عيد العرش ، حيث كان يامل هؤلاء أن يقوم أكثر من خمسة آلاف يهودي باقتحام الاقصى في يوم واحد في ايام عيد العرش .

 هذا الوضع المتوتر في المسجد الأقصى كان  المحور الرئيسي في الحلقة الاخيرة  للبرنامج التلفزيوني الوحيد في العالم العربي الذي يتناول حال القدس ومقدساتها ، انه برنامج  "عين على القدس "  الذي يبثه التلفزيون الأردني  كل يوم اثنين الساعة التاسعة مساءا، ، في  الحلقة قال مدير عام دائرة أوقاف القدس، الشيخ محمد عزام الخطيب، إن الجانب المتطرف في الحكومة الإسرائيلية يسعى إلى تهويد المسجد الأقصى، الذي تحول إلى 'ثكنة عسكرية' مع بداية الاقتحامات، نتيجة لتواجد القوات الخاصة وحرس الحدود والشرطة والمخابرات الإسرائيلية، بهدف حماية المقتحمين من جهة، ومنع المسلمين من الدخول إلى المسجد من جهة أخرى، لافتا إلى المنع الكامل للشباب الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك.

بدوره، قال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، الدكتور وصفي كيلاني، إن هناك تصاعدا مستمرا في أعداد المتطرفين اليهود المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، حيث كانت أعداد المقتحمين قبل عدة سنوات لا تتجاوز ال 5 آلاف سنويا، في حين وصلت هذا العام إلى أكثر من 60 ألف مقتحم، لافتا الى وجود تصاعد في أشكال التدنيس و'التنجيس' المعنوي تجاه المسجد الأقصى المبارك.

وأشار إلى أن من أكبر الانتهاكات، هو أن من يملك خيار السماح بالاقتحامات ودعمها وحمايتها وتسهيلها، هو كبير المستوطنين، الحاخام الوزير ايتمار بن غفير، الذي أعلن منذ مطلع آب الماضي أكثر من مرة عزمه 'تخريب المسجد الأقصى' وبناء كنيس يهودي بداخله، والسماح بطقوس لم يجرؤ المتطرفون اليهود على القيام بها من قبل.

وفي  نفس البرنامج  التلفزيوني المييز  قال أمين عام دائرة الإفتاء الأردنية، الدكتور زيد كيلاني، إن المسجد الأقصى 'حق خالص' للمسلمين، ولا حق لغيرهم فيه، وإن أي محاولة من قبل الاحتلال لتقسيمه 'زمانيا ومكانيا' مرفوضة في عقيدة المسلم، مؤكدا أن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى اليوم، خطر يتهدد كل مسلم.

مطالبا جميع الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف خلف الوصاية الهاشمية ودعمها في الدفاع عن القدس والمقدسات والحفاظ عليها.

 في هذه الأثناء أصدرت المرجعيات الدينية في القدس بيانا حول ما يجرى  الاقصى من اعتداءات يهودية  ووقعت على البيان الذي وصلت نسخة من لجريدة " أخبار البلد" كل من مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، وهذا ما جاء في البيان : 

 تطالب الهيئات الإسلامية في القدس الشريف المجتمع الدولي بإسناد جهود صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف والتحرك العاجل لوقف التصعيد الخطير جداً في انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، خلال مناسبات أعياد اليهود وخارج أيام الأعياد، حيث باتت حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية تمكن المتطرفين اليهود بتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم بالمسجد الأقصى المبارك، من خلال السماح لأعداد كبيرة منهم بتنفيذ حملة مسعورة من ممارسة الصلوات التلموديه والانبطاح ونفخ البوق وأداء الرقص والمجون والغناء والصراخ ورفع الأعلام وتكسير وسرقة حجارة المسجد، وذلك في تحدي سافر ومستفز لكل مسلمي وأحرار العالم. 

وتناشد الهيئات الإسلامية المقدسية الأمة الإسلامية ممثلة بمنظمة التعاون الإسلامي بحكم واجبهم العقدي والسياسي باتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لوقف الاعتداءات التهويدية الفظيعة والمتصاعدة باتت تهدد سلامة ووظيفة أولى القبلتين ومسرى ومعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. 

وتحث الهيئات الإسلامية المقدسية هيئات علماء الأمة الإسلامية ومسلمي فلسطين والعالم بالتحرك العاجل، كلٌ حسب استطاعته، للدفاع عن الأقصى المبارك وشد الرحال للصلاة في المسجد الأقصى المبارك لكي يبقى للمسلمين وحدهم بمساحته البالغة 144 دونم فوق الأرض وتحتها كما كان منذ أن بنته الملائكة وصلى فيه الرسول الكريم "محمد صلى الله عليه وسلم" مسجداً إسلامياً خالصاً لا يقبل قسمة ولا شرك ولا شراكة. 

وتدين الهيئات الإسلامية بأشد العبارات انتهاكات المتطرفين اليهود وسلطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، وتؤكد على أنها باطلة قانونياً وتاريخياً وشرعاً دينياً وأنها تدنيسٌ للمسجد الأقصى المبارك ومساسٌ بقدسيته، سيحبطها الله في الدنيا ويعذبهم بها في الآخرة. 

وتحذر الهيئات الإسلامية المقدسية المسلمين عامة ومسؤوليهم خاصة من أن ينالهم غضب الله سبحانه وتعالى إن استمر الصمت والقعود عن حماية المسجد الأقصى المبارك، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) سورة محمد:38.