- 24 نيسان 2025
- مقدسيات
القدس - أخبار البلد - انطلقت مؤسسة " التعاون" مشروع منحة السردية الفولكلورية الفلسطينية وذلك بالشراكة مع خمس مؤسسات ثقافية وبدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
ووفق البيان الصحفي الصادر عن مؤسسة التعاون عن هذا المشروع فان هذا المشروع استثنائي وجاء في البيان : " في لحظةٍ تقف فيها الرواية الفلسطينية أمام تحديات كُبرى من الطمس والتشويه، يأتي إطلاق مجموعة "نرويها لتبقى" من قبل مؤسسة التعاون وشركائها ليؤكد أن الحكاية، كما الحجر، قادرة على الصمود، بل على صناعة الحياة.
وتُوج هذا التعاون بإنتاج 44 مادة مرئية موزعة على خمسة مشاريع تنوعت بين الوطن والشتات، بالإضافة إلى توثيق شفوي شامل للمبادرات المشاركة عبر مقابلات مع المؤسسات الشريكة، وإنتاج فيديوهات قصيرة تُبرز الحكايات والقصص الشعبية المرتبطة بالمواقع الأثرية الفلسطينية.
وفي خطوة تهدف إلى صون هذا التراث وضمان استدامته، عملت مؤسسة التعاون بالشراكة مع المتحف الفلسطيني على رقمنة جميع المخرجات وأرشفتها ضمن الأرشيف الرقمي للمتحف، لتشكل ذاكرة بصرية وسمعية نابضة، تحفظ الرواية الفلسطينية وتنقلها للأجيال القادمة.
وقال د. طارق امطيرة المدير العام لمؤسسة التعاون في كلمته التي افتتح بها هذا النشاط: “في مؤسسة التعاون، نؤمن أن الثقافة هي روح الشعب، وأن الحفاظ على تراثنا الشفوي والمادي هو مسؤولية وطنية لا خيار فيها. لا يمكننا السماح للرواية الفلسطينية أن تندثر أو تتلاشى، بل يجب أن تبقى حية ومتجددة، كما الحجارة التي تثبت جذورنا في الأرض. من خلال ‘نرويها لتبقى’، نحن نتجاوز التوثيق البسيط لنعيد إحياء تاريخنا، ونربط الأجيال الحالية بالماضي. هذا المشروع هو خطوة مهمة في نقل الذاكرة الفلسطينية للأجيال القادمة باستخدام الأدوات المعاصرة. نحن لا نقتصر على جمع القصص، بل نربطها بالأماكن، ونعزز الهوية الوطنية الفلسطينية التي يجب أن تُروى وتُحفظ للأجيال القادمة.”
بينما قال عامر الشوملي، مدير عام المتحف الفلسطيني : “دائمًا ما كانت حياتنا كفلسطينيين وكلّ ما حولنا من أماكن ومباني ومعالم وأناس، عرضة للقصف، أو النهب أو السرقة أو الاغتيال وفي أيّة لحظة، لذلك فإنّ كل فيديو نوثّقه قد يتحوّل في أي لحظة إلى وثيقة تاريخية مهمّة، حتّى وإن كنّا لا ندرك أهميتها في لحظة التصوير".
وشهدت الجلسات حوارا حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني والتحديات التي تهدد هذا التراث ، حيث أكد المشاركون على ضرورة دعم المؤسسات الثقافية في أرشفة مخرجاتها وحمايتها، بالإضافة إلى التأثيرات التي قد تعيق الحفاظ على الهوية الثقافية. كما تم تسليط الضوء على أهمية توثيق الروايات الشفوية للأجيال الأكبر سناً. وقد أُشير إلى أهمية استمرار هذه المبادرات، خاصة في ظل الدمار الكبير الذي شهده قطاع غزة.
قال أحمد الفرا، مدير البرامج في مؤسسة التعاون: “نستمر في تعزيز صمود الهوية الثقافية الفلسطينية في وجه التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، بما في ذلك محاولات طمس روايته. مبادرة ‘نرويها لتبقى’ هي جزء أساسي من جهودنا المستمرة لحفظ تراثنا الشفوي والتاريخي، حيث نقدم من خلالها القصص والحكايات الشعبية الفلسطينية التي ترتبط ارتباطًا عميقًا بالمواقع الأثرية في فلسطين التاريخية وفي الشتات. هذه المبادرة، التي تم تمويلها بدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، هي أكثر من مجرد توثيق؛ هي جسر بين الأجيال، يعزز الانتماء ويساهم في بناء هوية فلسطينية قوية ترتبط بالذاكرة والمكان. من خلال هذا المشروع، نحن نثبت أن الرواية الفلسطينية حية، وستظل تُروى لتبقى في مواجهة محاولات محوها.” وأوضحت دانة خلف، منسقة المشروع قائلة : “ربما لم نستطع منع تدمير كنيسة القديس برفيريوس أو قصر الباشا، لكننا ضمنا أن تبقى سيرتهم حاضرة، ومؤثرة، ومحفوظة في أرشيف رقمي مفتوح للجميع.”
ووفق بيان التعاون فان مشروع “نرويها لتبقى” ليست مجرد مجموعة من القصص، بل وثيقة وطنية، خريطة هوية، وشهادة على أن الثقافة الفلسطينية، مهما حاولوا تغييبها، ستظلّ تُروى… لتبقى.