• 30 تموز 2025
  • مقدسيات

القدس - أخبار البلد -  "واضح أن الخطر محدق بل انه وصل الى مرحلة اللاعودة"  هذا ما أجمع عليه الشارع المقدسي  عند الحديث عن المسجد الأقصى والخطوات التي تقوم بها السلطات الاسرائيلي من أجل تغيير الوضع القائم كليا ، بل إن الخوف من إمكانية تحويل المسجد الأقصى لوضع شبيه بالحرم الإبراهيمي - شبه مصادر - بل الخوف من هدم المسجد الاقصى  بات شائعا في الشارع المقدس.

 هذا القلق من القادم كان واضحا في حديث أحد أكثر الأشخاص اطلاعا بشكل يومي عما يجري في الأقصى الدكتور وصفي كيلاني المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وهو أحد أكثر الأشخاص تواصلا مع القدس وأهلها ، وذلك أثناء حديثه الذي أراد منه لفت أنظار العالم الإسلامي نحو البوصلة الاهم للقضية الفلسطينية من خلال الحلقة ٦٧٠ من برنامج عين على القدس  الذي يبثه التلفزيون الأردني من سنوات طويلة وهو البرنامج الوحيد الذي لم يتوقف والمخصص للقدس وأهلها المسيحيين والمسلمين ومسجدها وكنائسها.

 وقال الدكتور وصفي الكيلاني بخصوص كثرة الحديث عن حفريات جديدة أسفل المسجد الأقصى وهذا ما تنفيه إسرائيل مرارا وتكرارا :  

 "  في الماضي تمكنت الاردن ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية من وقف عمليات الحفر  أسفل المسجد الأقصى في أكثر من خمسة عشر حالة وتم سد الثغرات،  ولكن  في آخر خمسة عشر عاما هناك حفريات سرية إسرائيلية موجودة  في أكثر من موقع اسفل المسجد الاقصى .

  الأسبوع الماضي  وصلتنا تقارير من دائرة الأوقاف الإسلامية تظهر قيام اسرائيل بنقل أطنان هائلة جدا من الحجارة الاثرية الضخمة من باطن الأرض من تحت المسجد الأقصى ، وامعانا بإخفاء آثار الجريمة الأثرية  يتم تفتيت تلك الحجارة الأثرية  التاريخية وتحويلها الى  تراب  بمعدات خاصة في محاولة واضحة لطمس كل الآثار حتى لا نطالب بارجاعها ال« القصور الاموية او الى الحائط الغربي من المسجد الاقصى ، وتم  إلقاء هذه الأطنان من الآثار في أماكن مختلفة خارج المدينة المقدسة ، وهذا يدل على وجود فراغات كبيرة جنوب المسجد الأقصى والقصور الأموية بموازاة  الجدار الغربي ، والدليل الأكبر على وجود هذه الحفريات هو قيام رئيس الحكومة نتنياهو الاحتفال  بما يسمى عيد الاستقلال  من داخل نفق سلوان  الذي يدعون أنه نفق يهودي يؤدى مباشرة إلى أسفل المسجد الأقصى.

 لذلك عندنا قلق كبير وخوف شامل وشك اكبر من أن هناك مساحات  تم اختراقها أسفل المسجد الأقصى ، ومن هنا فلقد سارع الأردن وتقدم  بطلب عاجل من خلال اليونسكو   من أجل  تمكين أية بعثة دولية من الكشف على هذه الحفريات والأنفاق 

 وهنا سال  المذيع ما هي توقعاتكم واكثر شي يخيفكم بما يخص المسجد الأقصى ؟ 

  فجاء الرد  من قبل الدكتور وصفي الكيلاني : التطرف الأيديولوجي اليهودي الأخير في العالم وفي أوساط الجمعيات الاستيطانية والمتطرفين لم يترك لنا مجال بالتوقعات فواضح أن هدفهم هو تدمير المسجد الأقصى  بالكامل وهدمه وهذا خطر كبير  وهذا ما يقولونه علنية في مقاطع الفيديو  مما يعنى انه هدفهم معلن وغير خفي  من اجل اقامة ما يسمى الهيكل المزعوم.

التحريض الواضح  من قبل الوزراء وأعضاء الكنيست ومشاريع القوانين التي  تعرض على الكنيست يدل على ان هناك  جهود من أجل تحويل الجزء الشرقي من المسجد الأقصى إلى كنيس . 

وحذر الدكتور الكيلاني من أن أشد الأخطار على المسجد الأقصى تكمن في الفكر الارهابي المتطرف المسيحية الصهيونية الأمريكية التى تدعم وتدفع التيار اليهودي الصهيوني الإرهابي والمتطرف باتجاه أقصى اليمين اي فكر الوزير سموتريش وهم يتشاركون بوجه ديني وصل بهم الحد لاعتبار القتل والإبادة في غزة وهجمات المستوطنين الإرهابيين في الضفة بمثابة تكفير عن خطايا سابقة تتمثل بانسحاب شارون من غزة ٢٠٠٥ أو التوقيع على أوسلو ١٩٩٣ او الاعتراف بمطلب الدولة الفلسطينية … وهذا ناتج عن كسل وضعف دعم اليسار الأمريكي الديموقراطي لليسار الإسرائيلي الذي بات هو الآخر غير مؤثر وبائس. 

نحن اليوم قلقين جدا ونعلق جرس الخطر لما يحدث على  أرض الواقع من الساحة الشرقية من الصلاة التلمودية و الصراخ المزعج  وتهريب القرابين وانه ان الاوان لهدم المسجد .  نحن في خطر لم يسبق له مثيل ، ونحن على قناعة بأن الله سوف يحمي بيته  بعد أن خذله العرب والمسلمين 

  وماذا عن الوصاية الهاشمية؟!  

 وعن هذا السؤال يجب الدكتور الكيلاني : "  مشكلتنا بالتنفيذ ، تعبيرا لا تزال الدولة العبرية إسرائيل تقول علانية بعد أي ضغط دولي بانها تحترم دور الأردن والوصاية الهاشمية والوضع القائم ،  ولكن تنفيذا على أرض الواقع لا نجد أي تعبير لذلك بل نجد التغير الجذري الذي تقوم به إسرائيل على مدار الساعة في الوضع القائم الديني والتاريخي والاجتماعي سواء في المسجد الأقصى او في محيطه ، السؤال اذن: اين احترام الوصاية؟  وعندما تدرس الواقع خلال عشر سنوات تعرف حجم الكذب الاسرائيلي.

ولخص الكيلاني في حديث خاص لـ "اخبار البلد" المقدسية الوضع بقوله:  ان الارهاب الصهيوني المتطرف يستبدل اليوم مشاريع السلام والتطبيع المطروح بمشاريع تطبيع الخوف والرعب والقتل والدمار وتهويد الأقصى والقدس والاعتداء على الكنائس والمسيحيين وكأنه حق ديني وهذا التطبيع لن يحدث وسيبقى منبوذ وعلى العالم التصدي له بكل صلف وقوة حتى لا نصل للاستسلام لعقلية الوحشية وشريعة الغاب وهذا ما يحدث من التحركات العالمية المتصاعدة التي تعترف بمطلب الدولة الفلسطينية و المطالبة بوقف قتل الأبرياء وإرهاب المستوطنين في القدس والضفة. هؤلاء المتطرفون سيدخلون إسرائيل ويهود العالم في حالة عزلة وخوف غير مسبوق .