• 22 تشرين الثاني 2021
  • مقابلة خاصة

 

 

 اسطنبول - أخبار البلد - ان زيارة مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية     (IRCICA)  التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في مقره وسط اسطنبول مدينة التاريخ والعراقة والثقافة  في مقره  بالقرب من قصر طوب قابي وجامع السلطان أحمد،  في مجمع ولاية اسطنبول،  لها معنى خاص، فهذه المؤسسة تحمل في جنباتها كنوزا ثقافية تاريخية بالغة الاهمية ، ويعمل فيها علماء وباحثين  يعتبرون الخبراء في مجالهم ، ولطالما كانت تلك المؤسسة حلم الكثير من الباحثين ، وفي الزيارة الاخيرة  بدا واضحا أن  المركز شهد  تغيرات  بعد انتهاء ولاية السيد خالد ارن المدير العام السابق والذي خدم المركز لسنوات طويلة تاركا بصمات واضحة على هذه المؤسسة البحثية التاريخية الثقافية ، وتسلم مهام منصب المدير العام الدكتور الدبلوماسي محمود ارول قليج الذي ترك حياة اكاديمية امتدت لأكثر من عشرين عاما  وعشرات الكتب وبعدها حياة دبلوماسية  غنية حول العالم  ترك كل ذلك من أجل العودة الي المدينة التي عشق وولد فيها وعاش أيام طفولته بملاعبها  وحاراتها وأزقتها ، فهو كما يقول اسطنبولي حتى النخاع ابا عن جد .

 تسلم الدكتور "محمود  ارول قليج " دفة إدارة إرسيكا في اصعب الاوقات ، حيث الضائقة المالية باوجهها  بسبب استمرار جائحة  الكورونا ، هذه الظروف أجبرته على اتخاذ سلسلة من القرارات  الصعبة وفي الاتجاه الصحيح من أجل الحفاظ على هذا الصرح التاريخي الثقافي  الاسلامي قائما، قرارات بالتأكيد لن تعجب القليل من الناس ولكنها ستقود سفينة ارسيكا لشاطئ الامان . 

 وفي حديث ودي بعيدا عن الدبلوماسية والرسمية ،  قال الدكتور " محمود ارول قليج"  الذي يتقن العديد من اللغات منها الانجليزية والعربية والفرنسية والفارسية إضافة الى التركية لغة الأم  لرئيس تحرير شبكة "اخبار البلد" خليل العسلي  ، أنه  يشعر بفخر لتولي هذا المنصب  الهام والحيوي  وأنه  مستمر بنفس الخطى التي بداها المدراء السابقون مضيفا أنه يسعى إلى  تقديم كل مساعدة ممكنة باجود الوسائل الحديثة  للباحثين والمؤرخين  والمثقفين بما في ذلك إدخال نظام الديجيتال الكتب وتوفيرها على الانترنت لكل الباحثين  والتقليل قدر الامكان من طباعة الكتب ، رغم ان هذا القرار قد أغضب البعض الا انه قرار ضروري من أجل تحسين الخدمة وايصال المعلومة  لكل طالب لها .

 وشدد المدير العام لارسيكا ل " أخبار البلد" ان مدينة القدس الشريف  ستبقى في لب الأبحاث  وفي أعلى درجة في سلم الأولويات  وفق الإمكانيات المتوفرة الحالية، فالقدس الشريف  في قلب وعقل كل مسلم ولا خلاف  بين المسلمين على أهمية دعم القدس ورفع شأنها، وتوثيق تاريخها، ونحن في ارسيكا نشرنا الكثير من الكتب عن القدس الشريف في الأرشيف العثماني، وبالتأكيد سنبقى على العهد ولكن بصورة مختلفة  وبشفافية كاملة،  مؤكدا أن مقر ارسيكا مفتوح لكل باحث وكل مؤرخ يريد ان يستفيد مما لدينا من أجل القدس الشريف.

 وعلى هذا العهد انتهى  الحديث مع  الدكتور الدبلوماسي " محمود ارول قليج " ذو الشخصية  الاكاديمية الجذابة يعجبك حديثه وعلمه،  انتهى الحديث وأصبح لدينا شعور بأن القدس الشريف كما أطلق عليها طيلة الحديث هي بايد امينة. بانتظار الأفعال، فالقدس الشريف بحاجة الى الكثير من الأفعال  حتى تبقى حية في عقول وقلوب وذاكرة المسلمين قبل العرب ، فما كتب عن القدس وما نشر لا زال قليلا بحق هذه المدينة العظيمة الحزينة هذه الأيام .