• 10 كانون الثاني 2023
  • مقابلة خاصة

 

  القدس - أخبار البلد - تتذكر مدينة هذه الايام احد ابنائها الذين أفنوا حياتهم  حبا للكتاب والثقافة وعشقا للمدينة أنه المؤرخ "فهمي الأنصاري" الذي رحل عنا قبل عامين ،بعد ان أمضى حياته بحثا وقراءة  وحاول قدر الامكان ان يكشف أسرار القدس  ففتح  الطريق أمام الباحثين والأكاديميين.

 ان من حقه علينا أن نتذكره وإن نترحم عليه وان نبقى ذكراه دائما امام اعيننا عندما نقرأ بعضا من معلوماته ، على امل ان يتحقق حلمه ذات يوم بان تكون مكتبته الاشهر في القدس متاحة للجميع .

 الباحث المقدسي نبيل الأنصاري شارك " أخبار البلد" ببعض مما كتبه عن عمه الغالي المرحوم " فهمي الانصاري"  ويشرفنا ان ننشر ما وصلنا  بشكل كامل وهذا اقل ما يمكن القيام به بحق هذه الشخصية الثقافية التاريخية الكبيرة : 

 فهمي الأنصاري ذاكرة القدس    

 كتب  نبيل الأنصاري

 تمر هذه الأيام ذكرى مرور عامين على طيب الذكر العم المرحوم والمؤرخ المقدسي الخالد في الذاكرة الأستاذ فهمي خليل بدر بن إسماعيل الأنصاري الذي لن يجود الزمان بمثله في العلم والبحث والدراسة والتنقيب ..

هذه الحكاية التي أدّونها هنا اليوم .. هي وفاءً لذاكره العزيزة العطرة .. الذكرى السنوية الثانية لرحيله ورحمة لروحه الطيبة العم المرحوم فهمي خليل بن بدر الأنصاري الذي لن يجود الزمان بمثله ..

بسم الله الرحمن الرحيم .. 

يقول الباري عز وجل في محكم كتابه، من سورة عمران ١٨٥

: ((كُلُّ نفْس ذائقةُ الموت، وإنّما تُوفّوْن أجوُركُمْ يوم القيامة، فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياةّ الدّنيا إلاّ متاعُ الغُروُر)) .. هذه هي سنة الحياة: حيث كل نفسٌ ذائقة الموت .. ولكن، يبقى الثناء وتذهب الأموال ولكل دهرٌ دولة ورجال، كما أنها الدنيا .. بسرورها وأيامها وذكرياتها الجميلة والحلوة .. وكذلك بمرارتها وعجائبها وأيامها الكدرة .. هي هي ..

 "هي الدنيا لا تبقي عزيزاً وساعات السرور بها قليلة .. هم السابقون ونحن اللاحقون .. وكل من عليها (على البسيطة) فانٍ ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام 

إنتقل إلى رحمته تعالى وإلى دار البقاء صباح يوم السبت 9/1/2021 الموافق ال- 5 من جمادى الأولى 1442 هجري  .. العم المرحوم الشيخ فهمي بن خليل بن بدر بن إسماعيل الأنصاري عن عمر يناهزُ 81 عاماً ودفن عصراً في مقبرة باب الرحمة بمنطقة باب الأسباط .. وبسبب الجائحة والكورونا وطفراتها وإجراءات التقييد التي كانت سائدة في مدينة القدس، اقتصرت جنازة المرحوم الكبير الشيخ فهمي خليل بدر الأنصاري على عائلته وذويه ومحبيه ومعارفه ..  يا الله .. هي الدنيا لا تبقي عزيزاً وساعات السرور بها قليلة .. رحمة الله على روحه الطيبة لأبو الفهد  وأسكنه الباري جل جلاله  فسيح جناته ..والتعازي الحارة في ذاكره الثانية نرفعها لعقليته أم الفهد وأولاده فهد ومحمود وطارق وكريماته أريج وإيناس وأماني ولجميع أهله وعائلته وعموم آل الأنصاري ومعارفه ومحبيه من عائلة عقيلته المظفر والعائلات الكثيرة الأخرى، راجين للجميع الصحة والعافية ومديد العمر والصبر والسلوان ..

                   وإنا لله وإنا إليه راجعون 

 

يا سادةً .. في الحياة هناك أشخاص تتعرف وتلتقي بهم، يمرون مرّ الكرام في الذاكرة، وهناك أشخاص تعرفهم وتعمل معهم ولا يغادرون الذاكرة، وأستاذنا وعمّنا الكبير فهمي خليل بدر بن إسماعيل الأنصاري الخزرجي ابن ال - 81 عاماً ستبقى ذاكرته باقية وسيبقى علماً بارزاً وشامخا ً في مدينتنا الحبيبة .. 

وبادئ ذي بدء يتوجب الأشارة إلى أن المرحوم فهمي خليل بدر الأنصاري هو سليل عائلة مقدسية أصلية من بيوت بيت المقدس العريقة، أجداده من العلماء وهو من عائلة تقدر العلم والكتاب . فلا عجب أن يكون أستاذنا الأنصاري كذلك ..

وهو وبشهادة الخبراء والمطلعين يُعد مؤرخاً تراثياً مقدسياً مميزاً .. ليس فقط في مدينة القدس وإنما في كافة أنحاء الدول العربية والإسلامية وأرجاء العالم .. لقد ساهم الباحث البارز والمميز والأستاذ والمؤرخ فهمي خليل بدر الأنصاري في علمه وكتابته وتحقيقاته التراثية حول مدينة القدس في النهوض بمدينتنا الحبيبة من خلال أعماله الواسعة والتي تضمنت التحقيق والتمحيص والكتابة والإفادة عن المدينة وأخبارها وأحوالها، حيث أنه أفنى سنوات عمره لأجل الأجيال القادمة، ولخدمة الشعب والوطن، ولم ينتظر الشهرة ولم يسعى وراء المال، وبقي صامداً باحثاً تراثياً فذاً في إثراء المعلومات القيمّة حول مدينة القدس وتاريخها التليد .. 

بحث وكتب وصال وجال .. وفتح مكتبته "حصنه الثقافي الشامخ" ((بمخطوطاتها وكتبها بل وكتبه التراثية القيمّة والخاصة التي تتناول تاريخ المدينة وشخوصها وتاريخها وعائلاتها ومكاتبها ..))، لكل الباحثين والكتاب والزوار ومحبي العلم والطلبة الجامعيين وطلبة المدارس .. وساهم الأنصاري في الحفاظ على تراث المدينة خصوصاً وتاريخ فلسطين بشكل عام من الزوال .. 

فقام خلال 50 عاماً من عمره ووقته بإقتناء وجمع الكتب والوثائق والمخطوطات الفريدة التي تعود لمئات السنين، والتي تبين كذلك المراحل التي مرت بها فلسطين وأهلها منذ القدم. ولديه ولدى عائلته مكتبة تراثية خاصة وهامة في آن واحد .. وكان المرحوم مولعًا بجمع وإقتناء الكتب التراثية النفيسة، حيث قام خلال الخمسين سنة المنصرمة بشراء وجمع النفيس من الكتب والمخطوطات والمجلات والصحف من أرجاء العالم العربي والإسلامي .. 

ويعدُ المرحوم المؤرخ فهمي خليل بن بدر الأنصاري من القلائل الذين تناولوا سجلاّت المحكمة الشرعية بالبحث والتمحيص والكتابة على مدار 50 عاماً  وكان وبحق استاذاً فريداً علّم من الأجيال الشابة في المدينة الأخلاق والقيم وحب العلم ورفعة الانسان بالعلم والصبر على الألم .. وكتب وحقق الكثير الكثير من الكتب الهامة التي تخصُ مدينتنا الحبيبة .. فمثلاً  في بحثه الهام حول مؤرخ مدينة القدس .. مجير الدين الحنبلي العليمي .. أثبت الأستاذ فهمي خليل بدر الأنصاري، وخلافاً لما كتبه وحققه الآخرون أن صاحب كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل .. مجير الدين العليمي مدفونٌ في مقبرة مأمن الله (ماميلا) .. وليس في منطقة باب الأسباط حيث يربضُ ضريحٌ بإسمه .. يدلل على عظمته والخدمات الجليلة التي قدمها هذا المؤرخ مجير الدين للمدينة الخالدة بكتابه وسفره النفيس (( الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل)) خصوصاً وأنه عاصر وكان شاهداً على الأحداث التي حدثت وجرت في مدينة القدس أواخر العصر أو العهد المملوكي وبداية العهد العثماني ..

هذا الانسان الانساني البسيط المرحوم العم المتواضع يستحق منا أن نتوقف ونتأمل وأن ننصفه ونعطيه حقه، وذلك إنصافاً للحقيقة والتاريخ وإنصافاً للحقيقة العلمية ومن أجل أن تكون الأسطر التي أخُطها هنا بمثابة كلمة وفاء واعتبار لمبدعُ وإنسان شامخ من الشوامخ في مدينة القدس .. رجال ما عاهدوا الله عليه .. في زمن يعزُ فيه وجود رجال أصفياء أنجاد أنقياء القلب والنفس معاً .. لا بد من التذكير بأن هذا العبد الفقير لوجه الله وغيره من الأصفياء المرحومين يستحقون منّا التكريم والثناء لأنهم أعطوا وقدموا لأهل القدس الكثير الكثير وساهموا في نهضة المدينة وتطورها ..

المرحوم فهمي خليل بدر الأنصاري، هذا الباحث التراثي والمؤرخ المقدسي البارز بإمتياز .. إبن القدس البار، وبجهد شخصي رغم العوز والحاجة، أقام مكتبته الشهماء بعرق حبينه، وقام بشراء مراجع الكتب النفيسة وبنى مكتبة وطنية منذ عشرات السنيين، دون أن يلتفت إليه أحد، ودون حتى أن يشكره ويحيّي فيه هذه الروح الوثّابة .. هذه المكتبة ساعدت وزودت طلاب المعرفة وأتاحت لهم للتزود برحيق المعلومات وكتب المصادر والمراجع للدراسات الأكاديمية العليا 

    إنها مكتبة تراثية مقدسية تاريخية وطنية تضم عشرات الآلاف من الكتب .. وجمال هذا المؤرخ العالم المقدسي يكمن بأنه كان طوال سنين عمره عوناً وصديقاً للبسطاء والفقراء والمهمشيّن والطبقة الكادحة، وإنني أجزم هنا بأن الفضل لا يعرفه إلا ذووه!!! هاكم بعض المعلومات الموجزة نخطها هنا للمعرفة والفائدة لأهله ومعارفه ومحبيه ..  كان المرحوم متزوج من الست فدوى المظفر الأنصاري وهو أب لثلاث أولاد أكبرهم إبنه البكر فهد فهمي الأنصاري والسيد محمود والشاب الخلوق طارق وثلاث بنات .

حياته :

فهمي خليل بدر الأنصاري من مواليد القدس 1940/5/26، ترعرع في مدينة القدس، ونشأ

في عائلة من والدين مسلمين مقدسيين ((حيث والده هو الشيخ الجليل خليل بدر بن إسماعيل الأنصاري الخزرجي الدنفي "الولهان بحب الله"-وسادن المسجد الأقصى وقبة الصخرة في الفترة التركية والبريطانية))، له تسعة إخوة ذكور وأخت واحدة .أغلبهم وافتهم المنية..

 بدأ دراسته الابتدائية في المدرسة البكرية، ثم التحق بعدها مدارس في مراحل تعليمه المختلفة  المدرسة البكرية، الرشيدية، والعمرية، وابو ديس. وقد انهى تعليمه الثـانوي فـي الكليـة القبطية آنذاك، وكان لأسرته دوراً كبيراً في تشجيعه على القراءة، والكتابة  كما كان لبعض معلميه دور في تمكينه من اللغة العربية ونجاحه ومنهم الاستاذ موسـى غوشـة والاسـتاذ زهـدي النشاشيبي  ..

مؤهلاته العلمية :

التحق المرحوم بجامعة دمشق لدراسة التاريخ العام في عام 1963/64، درس لمدة سنتين فقط، ولكن لم يكمل دراسته الجامعية لظروف الخاصة صعبة، ومنعه ضيق اليد من مواصلة تعليمه الجامعي في الـدول العربية والأجنبية .

سفراته ورحلاته :

زار فهمي الأنصاري 36 دولة في اسيا واوروبا وافريقيا بهدف الاطلاع على واقـع الامـة العربية والاسلامية وزيارة الأماكن الأثرية فيها .

- واشتغل معلماً في المدرسة العمرية معلماً مدة ثمانية عشرة سنة، درس فيهـا جميـع المواد الدراسية للمرحلة الابتدائية .

- أثناء عمله مدرسا اشتغل مساعداً لمدير كلية مكتبة الدعوة وأصول الدين لمـدة احـد عشرة أشهر، وقام بفهرسة مقتنيات المكتبة، حيث كان يعمل بها ساعات محددة خلال

فترة الشتاء.

- في بداية 1982 عمل مع د. حمد احمد عبد الله يوسف على تأسيس قسم احيـاء التراث الإسلامي في بيت المقدس ثلاث سنوات بدون مقابل.

-  في 1985/8 /10 اشتغل في قسم احياء التراث الاسلامي، بعد تقاعده من مدرسة العمرية التي علّم فيها أكثر من 19 عاماً في الدراسة والتدريب بمجال المعارف الإسلامية .

أعماله :

- تراجم أهل مقبرة ماميلا 1986 .

-  الصحابي الجليل عبادة بن الصامت، لمحة عن حياته وموضع قبره 1986.

- الصحابي الجليل شداد بن اوس. لمحة عن حياته وموضع قبره 1986.

-  العلاّمة المؤرخ مجير الدين الحنبلي العليمي (مؤرخ مدينة القدس والخليل- صاحب كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل) : حياته وموضع قبره ، 1986.

- الاشراف على فهرس المخطوطات العربية المصورة : النحو والصرف.

-  نور الدين زنكي في بيت المقدس.

-  سلسلة مساجد القدس داخل السور:

-  مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقابل كنيسة القيامة 1993 .

-  مسجد جامع ابي بكر الصديق، باب خان الزيت 1994 .

-  مسجد السلطان برقوق 1994 

 - مسجد الشيخ ريحان، ومسجد قلاوون، والمسجد القيمري، في دراسة واحدة 1995 .

المسجد القيمري، في دراسة واحدة 1995 .

من أصدقاء المرحوم أبو الفهد وزواره الدائمين في المكتبة الأستاذ الشاعر فوزي البكري أبو إسلام أطال الله في عمره والمرحوم عبد الله البديري سليل أعرق أسرة في بيت المقدس, وبيته كان مجاورًا و ملتصقًا بالمسجد الأقصى المبارك، و يُحسب  من ساحته. والأستاذ القاضي المرحوم الشريف وغيرهما ..

وأيضاً المرحومين رزق الصفوري أبو دياب والأستاذ إبراهيم الحسيني أبو المعتز وإخوة عقيلته أم الفهد (حاتم أبو إبراهيم ومحمود أبو يعقوب ومأمون ومعتصم أولاد المرحوم إبراهيم المظفر)

يا سادة ..

لقد كانت مكتبة المؤرخ الأستاذ المرحوم فهمي خليل بدر الأنصاري حصن ثقافي شامخ في مدينة القدس الشريف .. وقد قلنا أن مكتبة فهمي خليل الانصاري كانت تشكل ملتقاً ثقافياً وتثقيفياً، يحفظ فيه التراث الثقافي والإنساني والحضاري، ويعمل على تربية جيل مثقف وواعي ، قادر على تحمل المسؤولية في المستقبل، من خلال انسجامه في الإطار الثقافي العام انسجاماً يؤدي الى تكيفه والى حسـن قيامه بنشاطاته المختلفة. ومكتبة فهمي الأنصاري تحتفظ برونق خاص، فهي مكتبة المثقف المقدسي، أي مكتبة بيتية، ولم يشأ الأنصاري حرمان المثقفين وطلبة العلم من الانتفاع منها، وبـالرغم من صغرها إلا أنها تحتوي على كتب لا يوجد الكثير منها في المكتبات.

فكرة نشوء المكتبة وتطورها عبر السنين :

ارتبطت فكرة إنشاء المكتبة في ذهن السيد فهمي خليل الأنصاري حينما كان يبحث عن معلومـات مختلفة ومن ضمنها " الانباط "، حيث توجه الى المكتبات الموجودة فـي القـدس مثـل :الخالدية وقد كانت مغلقة، ومكتبة المجلس الثقافي البريطاني وكانت مغلقة ... ولم يجـد مـا يحتاجه من المعلومات، منذ ذلك الوقت قرر أن يقوم بشراء الكتب ليشكل نواة مكتبة خاصة له من راتبه الشهري وسنة بعد سنة تطورت المكتبة بمساعدة بسيطة من قبل بعض الأصدقاء حيث كان كل منهم يساهم بقيمة عشرة شواقل شهريا لشراء الكتب، حتى أصبحت بهذه الأعداد الكبيرة .

محتويات المكتبة:

بدأ صاحب المكتبة فهمي خليل الأنصاري بجمع الكتب منذ عام 1956، حيث تعد المكتبة من أهم المكتبات في المدينة وتتنوع فيها الكتب ما بين التاريخية القديمة والسياسية والأدبية، وتضم قسما لجميع المجلات الدورية والصحف المحلية، التي صدرت في القدس والعالم العربي منـذ وقبل عام 1967 ، واهتم فهمي الأنصاري بكتب التاريخ، والبلدان، وتراجم الرجال، والآثار وشـمل هذا الاهتمام الكبير من الكتب عن الثقافة العربية والإسلامية بما قدمه الآخرون والمحدثون، واتجه اهتمام فهمي الأنصاري الى العلوم الأخرى عند الأقدمين، مثل الطب، والفلسفة، وجمع الكثير من الكتب فيها، واهتم بالمجلات والكتب التي تنشر عن الطب حديثا. أما الموسوعات العربية الاسلامية فقد اقتنى فهمي الأنصاري الكثير منها مثل صبحي الأعشى، العقد الفريد .. الخ من الموسوعات المختلفة. واقتنى القصـص والروايـات الموضوعة والمترجمة على أساس تطوير المكتبة لتكون مكتبة خاصة ذات فائدة عامة. اهتم بجمع المناهج في أربعة عهود : التركي والإنجليزي، الاردني، والاسرائيلي، لاعتقاد فهمي الأنصاري ان المناهج سبب في تقدم او تأخر الامة. 

كما أن المكتبة تحتوي على نسبة عالية من الكتب الفلسطينية القديمة، والحديثة، والكتب المفقودة في الأدب الفلسطيني.( بدوان، 1996)

المجموعات القرائية العربية في مكتبة الأنصاري: 

تضم المكتبة حالياً أكثر ما يقارب من 40 ألف كتاب ومجلد تتنوع مواضيعها بين التاريخ، والأدب، والصحة، والشعر، والتراث والفن والقانون والسياسة والجغرافيا، والدين الإسلامي، والمعاجم، وكتب الأطفال والناشئة، والأعلام، والموسوعات، والصحة، تربيـة، والرياضـة، والخرائط، والقصص .وتحتوي المكتبة على 1,000 عنوان دوريات عربية تصدر في مختلف أنحاء العالم  العربي ومحليا، إضافة إلى 100 عنوان من الصحف التي تصدر في الدول العربية وفلسطين .

المجموعات القرائية الأجنبية في مكتبة الأنصاري :

تحتوي المكتبة على خمسة عشرة الف كتاب لغات منها الإنجليزية وهي الغالبية والفرنسية والاسبانية وبعض الكتب الروسية والالمانية والاسبانية والايطالية واليونانية والسويدية والبولونية والعبرية إضافة الى دوريات باللغة الانجليزية حوالي 500 جريدة للغات مختلفة .

موقع المكتبة :

أسس فهمي الأنصاري مكتبته في بيته، حيث كان بيته مكانا يرتاده الباحثون من الطلاب في الجامعات والكليات في مدينة القدس، ولما كان استخدام المكتبة من قبل الطلبة والباحثين كبيراً اضطر الى نقل المكتبة الى مركز احياء التراث في ابو ديس حيث مكثت المكتبة هناك مدة (3) سنوات، وبعد ذلك تم نقل المكتبة من مركز احياء التراث الاسلامي الى مقرها حتى عام 2015 في شارع سان جورج وقد شيد مبناها قبل عام 67 لصالح محافظة القدس . 

تقع مكتبة الأنصاري في شارع عمر بن الخطاب، الذي يربط شارع صلاح الدين الأيوبي وشارع نابلس في القدس. وكانت تفتح المكتبة أبوابها يوميا للقراء من دون مقابل .

وحاول الأنصاري قبل وفاته إيجاد مكان جديد لنقل ما تحتويه المكتبة للحفاظ عليها من أجل الأجيال المقبلة، كتراث عربي وإسلامي تاريخي. وقد «عرضت» بلدية القدس نقل الكتب إلى جناح خاص في مكتبة البلدية الواقعة قرب المدرسة المأمونية في المدينة .

ويشار إلى أنه قد قام قبل ستة أعوام وقبل وفاته عدد من طلاب من الجامعة المورمونية من الولايات المتحدة الأمريكية (من الذين تطوعوا مع المسؤولين عنهم مشكورين للمساعدة) في نقل صناديق الكتب الى القاعة المستأجرة من قبل جمعية الاتحاد النسائي، وذلك قبل رجوعهم الى الولايات المتحدة، ((حيث كان المأوى الجديد للمكتبة قبل عدة سنوات في قاعة المناسبات على اسم المرحومة السيدة زليخة الشهابي في مبنى جمعية الاتحاد النسائي))، كما تبرعوا كذلك بثلاثين خزانة رفوف للكتب. جهات الخير والوقف في دولة الإمارات تبرعوا بمبلغ 15,000 دولار لشراء المعدات من خزائن ورفوف.. وكذلك الأمر جهات الخير في تركيا قدّمت المساعدة...

((كما يحدوني الأمل في هذه المكانة أن أشير إلى أن معظم عائلات القدس المشهورة تحتفظ بوثائق عائلية تخص الأوقاف التي حبّسها أجدادها على ذريتهم وعلى المؤسسات الخيرية والعامة، ومن بين العائلات المعروفة بحيازتها لوثائق وحجج وقفية نذكر عائلة الخطيب، وعائلة الدنف الأنصاري حيث يعد الأستاذ فهمي الأنصاري واحداً من أشهر رجالات القدس المعاصرين الذين حملوا راية الحفاظ على تراث الآباء والأجداد المتعلق بالأوقاف، وعائلة الحسيني التي جمع أبناؤها أرشيفاً خاصاً بوثائق الوقف التي كانت متناثرة في منازل أبناء العائلة، ومن أبرزها أوقاف السيد حسن أفندي بن عبد اللطيف الحسيني مفتي السادة الحنفية في القدس (1156هـ/1743م – 1226هـ/1811م)، وعائلة الخالدي التي تتميز بمكتبتها العريقة والتي تشتمل بالإضافة إلى المخطوطات المتنوعة على عدد من الوثائق الخاصة المتعلقة بأوقاف وأملاك العائلة الخالدية في القدس، وعائلة البديري حيث كانت توجد وثائق الوقف الخاصة بالعائلة لدى المتولي السابق الحاج عبد الله البديري في منزل الوقف الكائن في حارة باب الناظر لصق المسجد الأقصى المبارك، وعائلة الإمام، وعائلة قويدر، وعائلة الترجمان، والنشاشيبي، وقطينه، وغيرهم من عائلات القدس العربية التي لا مجال لحصرها في هذا السياق.

بيد أنه لا يوجد حتى الآن إحصائية شاملة لعدد الوقفيات الإسلامية الخاصة بمدينة القدس، وقد أعدّ مجهول في سنة 1338هـ/1919م فهرسةً لعدد من الوقفيات المسجلة في سجلات المحكمة الشرعية في القدس، كما يوجد لدى عائلة الأنصاري في القدس دفتر بخط الشيخ محمد أمين الدنف الأنصاري يشتمل على فهرسة لعدد من الوقفيات المسجلة في سجلات المحكمة الشرعية في القدس، بالإضافة إلى الفهارس التي أعدّها الشيخ أسعد الإمام الحسيني بمساعدة آخرين لأوائل سجلات المحكمة الشرعية في القدس والتي تكشّف من خلالها عن عددٍ غير قليل من حجج الوقف المسجلة في سجلات المحكمة الشرعية، إلاّ أنّ عمله هذا – رغم الجهد الواضح فيه - ما كان ليشفي غليل الباحث الأكاديمي بسبب توقف مشروع الفهرسة عند منتصف القرن الحادي عشر الهجري وفق منتصف القرن السادس عشر الميلادي وهي مرحلة مبكرة من سجلات العهد العثماني التي احتضنت عدداً كبيراً جداً من الوقفيات العثمانية.  جهات الوقف!))

المخطوطات :

احتوت مكتبة فهمي الأنصاري على 200 مخطوطة دينية و4 في الطب و 3 في الفلك وقد تم بيع هذه المخطوطات لاحقا ..

من خلال العرض السابق يتضح لنا أن حب الكتب والاهتمام بها، وإنشاء المكتبات الخاصـة والتباهي بها والمحافظة عليها، وتخصيص مكان في كل بيت ليكون نواة مكتبة خاصة، مـن أجل تحقيق الهدف السامي للمكتبة وهو الارتقاء بمستوى الأفراد الفكري والثقافي من خلال توفير الكتب وتشجيع القراءة والحركة الثقافية على كل المستويات . فالمحافظة على هذا التراث الكبير الموجود في مدينة القدس وعلى استمرارية هـذه المكتبـة الكبيرة لهو من أهم الامور التي يجب إعطائها الاهمية الكبرى في هذا المؤتمر، ولتبقى مكتبة فهمي الأنصاري صرخاً شامخاً صامداً في مدينة القدس الشريف

"إنا لله وإنا إليه راجعون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما امره الله تعالى وخير ما يقال في هذا الشأن:

اللهم آئجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها الا آجره الله في مصيبته واخلف له خيراً منها"..

سبحان من قهر العباد بالموت وكتب الفناء على أهل هذه الدار وجعل عقبى الذين اتقوا الجنة وعقبى الكافرين النار قدر مقادير الخلائق وأقسامها وبعث امراضها واسقامها وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملاً نحمده على حلو القضاء ومره ونعود به من سطوته ومكره ..

"وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلاّ في كتاب ان ذلك على الله يسير"

أيها العم المرحوم .. أيها الملهم .. وداعاً .. أيها الحامل أمانة البقاء .. رحمك الله عليك يا أيها العم الطيب وإلى جنات الخلد مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً .. 

سامحونا .. أبو الفهد هو خير خلف لخير سلف .. فذكر إن نفعت الذكرى!