• 28 تشرين أول 2024
  • مقابلة خاصة

 

 

بقلم : الدكتور علي قليبو

 

منذ فجر التاريخ ارتبطت القداسة والبركة الإلهية ب “المكان العالي" أي المعبد الكنعاني بالقدس (ويطلق عليه أيضا اسم "الجرن المقدس") شملت الصخرة والكهف على قمة جبل مرية ورفعوا الأنصاب عليها وبنوا مذبحهم لتقديم القرابين وذاع صيت الجرن القدسي حتى غدا مزارا يشد اليه الرحال من أرجاء الهلال الخصيب حيث كانت قد انتشرت القبائل النطوفية والكنعانية والعمورية.

 بادر أجدادنا الكنعانيون فأشاروا الى العلاقة القدسية المميزة التي تصل بين مدينتهم " أور سالم "وبين مؤسسها الاله الكنعاني "سالم" وهي احدى أسماء وصفات إلاله الكنعاني "سالم" وهو إله الغسق والعالم السفلي وكذلك الصحة والكمال.  

  فنجد أن الاسم الكنعاني "أور سالم" يشير الى مكان تواجده من ناحية والى المدينة التي اختصت بعبادة الاله "سالم" من ناحية أخرى. يتكون اسم المدينة من كلمتين كنعانيتين؛ "أور" و"سالم." بينما تشير كلمة "أور" الى" مدينة" فإن كلمة س ل م (SLM) تشير إلى أن إله الغسق الكنعاني” سالم" قد أسسها.

 ارتبطت كلمة "س ل م" الكنعانية العربية باسم الاله الكنعاني "س ل م."  ومن هذا الجذر الثلاثي اشتقت بمعنى صرفي الأسماء “سالم" و"سليم" و"سلام" و"سلامة" و"سليمان" و"سويلم" كأسماء ذكورية شائعة بالمجتمع العربي وامتاز من بينها اسم "سلام" الذي يعتبر من الأسماء الحسنى في القرآن الكريم وأحد أسماء الله التسعة وتسعون. 

وتدل كلمة "سلام" كصفة من صفات الله على حالة الصفاء الإلهي والنقاء كما تشير الى صفة السلامة بمعنى الذي لا تشوبه شائبة وكذلك الى حالة النزاهة الخالية من الرغبات أي "الصمد" والى الكمال الغير قابل للتجزئة أو للاختزال. 

  ان دراسة الأسماء المتعاقبة لمدينة القدس من منظور أنثروبولوجي  يلقي الضوء على جانب من تاريخ فلسطين وعروبتها بشكل عام وجذور القدس الكنعانية بشكل خاص فيعتبر النطوفيون ومن ثم الكنعانيون من أوائل القبائل التي استقر بها المقام بها بجانب "عين سلوان", جنوب هضبة الأقصى,  وذلك في العصر النحاسي أي منذ ما ينيف على ستة آلف سنة فبادروا وأطلقوا على مدينتهم اسم "أور سالم“...

تعددت وتباينت أسماء القدس عبر التاريخ ما بين "أور سالم “الكنعاني و "بيبوس" العموري و"إيليا كابيتولينا" الروماني و "بيت المقدس" الإسلامي على سبيل المثال وليس الحصر.

 كيف؟ ولماذا؟ سؤال يطرح نفسه نتطرق في إجابته الى التحويرات اللغوية وتتبع صُرُوف الدَّهر والمحن التاريخية على مدينة السلام وما رافقها من تقلبات الزمن وتغير في الثقافات واللغات والعقائد الدينية كما يلقي الضوء على الدور الذي لعبته الصخرة المشرفة في تشكيل تاريخ القدس الشريف عبر التاريخ.   

يجمع علماء الأثار على أن أول مستوطنة بشرية أقيمت بجانب عين سلوان جنوب بين عامي 4500 و3500 قبل الميلاد كانت كنعانية. واستنادًا إلى الأدلة الفخارية، فإن تاريخ التطور المبكر للمدينة القديمة يعود إلى العصر النحاسي، أي حوالي عام 3500 قبل الميلاد.

 وعلاوة على ذلك، كشفت الأبحاث الأثرية الحديثة في القدس عن جدار عمره 3700 عام، ويبلغ ارتفاعه 8 أمتار (26 قدمًا)، وهو جدار من الصخور الضخمة الحجم ثقيلة الوزن وبناءها امر مدهش في تلك الفترة المبكرة، فيتفق علماء الآثار على أن نظام الدفاع الكنعاني في أور سالم هو الأكبر والأقدم من نوعه في المنطقة…

 وبحلول القرن السابع عشر قبل الميلاد، كان الكنعانيون قد بنوا جدرانًا عظيمة بارتفاع ثمانية أمتار مستخدمين صخور ضخمة تزن 4 و5 أطنان، بهدف حماية نظام المياه الكنعاني.

ورد ذكر مدينة سالم أول مرة في الألفية الثالثة قبل الميلاد في نصوص تل العمارنة (2040 إلى 1782 قبل الميلاد) حيث نجد اسم المدينة باللهجة الفرعونية وبالكتابة بالهيروغليفية باسم "روسالم". وحيث أن حروف العلة لم تكن تكتب استنتج العلماء التوراتين أن الجذر (س ل م) SLM في الاسم يشير إما إلى "سلام" أو "سالم" إله الغسق الكنعاني بحيث يتوافق الاسم في النص الفرعوني مع اسم (أور سالم) في الرواية التوراتية حين زار سيدنا إبراهيم قريبه اليبوسي "ملكي صادق" (وكليهما ينحدران من القبائل العمورية) وذلك حوالي عام 2000 قبل الميلاد.

 ومن الجدير بالذكر أن سيدنا إبراهيم كان وفقا للنص التوراتي كنعاني العقيدة يؤمن بمجمع الآلهة الكنعانية ومن بينها إله الغسق “سالم" الذي يعتبر ابنًا لإيل عليون أي بعل وعاشيرت، والذي عرف في التوراة بانه " الله العلي، خالق السماء والأرض."  تتابع الرواية التوراتية فتصف استقبال ملك وكاهن القدس الأعظم “ملكي صادق" لسيدنا إبراهيم الذي كان وشاركه في طقوس العبادة الكنعانية في يبوس والتي شملت تناول الخبز والخمر.

تتكرر مقاطع من اسم مدينة "أور سالم" في اللغة الهيروغليفية عبر التاريخ في رسائل تل العمارنة بصور إملائية مختلفة فذكرت  باسم "رشليمون" حوالي 2000-1800 قبل الميلاد ثم أعيد ذكرها بعد بضعة قرون، في رسائل "عبدي هبة" والتي كتبها الملك الكنعاني عبدي هبة (1330 قبل الميلاد) يطلب الملك الكنعاني من فرعون المساعدة في صد قبائل "الحبيرو" الغازية على فلسطين وفي هذه الرسائل تم تهجئة اسم مدينة سالم بصورتين إحداها أوروساليم (URU ú-ru-sa-lim) والثانية أوروشاليم (URU ú-ru-ša-lim).  كذلك ورد ذكرها في الألواح الهيروغليفية في تل العمارنة تعود الى نفس الفترة الكنعانية، فذكرت القدس باسم "أورو سالم"،

اقتصرت قواعد الإملاء في اللغات السامية القديمة على كتابة الحروف الصامتة فقط، أما إدراج الحروف الصائتة (حروف العلة) في قراءة الكلمات وخاصة من قبل التوراتيين، فهي عملية اجتهاد تنطوي على تحوير وتزوير وتحريف الصوت الأصلي وتلفيق المعنى للكلمات الكنعانية من خلال تحريف قراءة وكتابة الاسم المركب أور سالم. وعلى هذا فإن "يروشلايم" في اللهجة العبرية مشتقة من اسم أقدم بكثير من الذي كتب في الكتاب المقدس الأرامي والعربي بصيغة "أور شليم" عوضا عن "اور س ل م " والذي كان قد كتب في العصر البرونزي الأوسط. لقد تم إعادة تفسير الاسم "أور" مرارًا وتكرارًا في لغات مختلفة، ولا سيما في اللغة اليونانية التوراتية، حيث ارتبط العنصر الأول من الاسم باليونانية: ἱερός، hieros، أي “مقدس". وبالتالي يشار إلى بيت المقدس في اليونانية إما باسم Ierousalēm (Ἰερουσαλήμ) أو Hierosolyma (Ἱεροσόλυμα).  يعرض الأخير إعادة اشتقاق أخر، من خلال الارتباط بكلمة hieros (اليونانيةἱερός

بالرغم من اختلاف الأسماء وتعدد صيغة كتابة الاسم " أور سالم" في اللغات المختلفة المرتبطة بسيادة الشعوب التي احتلت فلسطين من فرس وبابليين وإغريقيين ورومان وعبريين وصليبيين، فلقد بقي الاسم الكنعاني العربي والذي يفسر بمعنى البيت المقدس يحمل الدلالة الأصلية للمدينة، ويعكس تطور الديانات   التوحيدية التي عززت سمو روحانية "مدينة سالم" واستمراريتها منذ فجر التاريخ الكنعاني بربطها بأحداث خطيرة الأهمية في حياة سيدنا عيسى من ناحية وليلة الإسراء المعراج من ناحية أخرى.  

يعود الفضل في وضع الأسس الدينية في فلسطين الى أجدادنا النطوفيون والعموريون الذين أرسوا الشعائر والطقوس الدينية الكنعانية في علاقة ديناميكية مع جغرافيا فلسطين متخذين كنقطة انطلاقهم   المبادئ الثنائية المتضادة ورسخوها في علاقات متعارضة نذكر منها: العالي/المنخفض، الذكر/الأنثى، المقدس/الدنيوي، الطاهر/النجس... الى أخره.  فلقد لعبت التضاريس الجبلية الصخرية الوعرة دورا كبيرا في خلق إحساس ثاقب بالقداسة ارتبط بالدورة الزراعية وتشكيل الطقوس الدينية المتعلقة بالخصوبة والإحساس الغامر بوجود “الآخر". ذلك الشعور الغامض بالوجود المتسامي.  فارتبط الشعور الديني ارتباطا وثيقاً بالطبيعة.

 حتى غدت المعتقدات الدينية الوثنية لأجدادنا الأوائل جزئا لا يتجزأ من جغرافية فلسطين من صخور وكهوف وينابيع المياه وأشجار، وتشبعت بأساطيرها. لقد كان يُنظر إلى المناظر الطبيعية الجبلية لدينا باعتبارها الموطن الطبيعي للآلهة. وكان الإله الرئيسي في مجموعتهم هو بعل المعروف بلقب "إيل عليون"، والذي يمكن ترجمته إلى "الله الأعظم" وعرف أيضا بلقب "راكب السحاب" حيث انه إله البرق والرعد والمطر. 

لقد درج الكنعانيون على ممارسة طقوسهم الدينية في مواقع جغرافية صخرية مرتفعة يقبع أسفلها كهفا أشار اليها الكنعانيين بمصطلح "جرن" او "المكان العالي" وما أشبه الجرن الكنعاني مع البيدر المعاصر من ناحية اختيار الموقع الصخري المرتفع!  فأقاموا الهياكل الدينية ومارسوا طقوس العبادة من صلاة وتقدمة النذور والقرابين في العراء فوق سطح صخري كما استخدموا الكهوف أسفلها كأماكن مقدسة للعبادة.

 وكانت "الأماكن المرتفعة" غالبًا ما تتضمن مذبحًا للتضحية، وانصاب بشكل عمودًا حجريً، واعتبر النصب "مسكن الآلهة" ويقدس بهذه الصفة.

وتشهد الأحجار والصخور والكهوف المقدسة   في الكنائس والمقامات والجوامع الكلاسيكية على التراث المسيحي -الإسلامي المشترك وجذورها في المعابد والأساطير والطقوس الكنعانية. 

هذه الصخور والكهوف الأثرية في مختلف أرجاء فلسطين تؤكد استمرارية الخطاب الروحاني الديني الذي يربط بين أجدادنا الكنعانيون وبيننا. فالحرم الشريف وصخرة المعراج وصخرة الجلجلة وحجر المسحة في كنيسة القيامة والصخور التي بكى عليها المسيح في كنيسة الجسمانية وخطوات قدم سيدنا إبراهيم المنقوشة على الصخرة في "مقام ياقين" في قرية بني نعيم (على سبيل المثال لا الحصر) تدل على اكتساب الصخور المقدسة قداستها منذ الأزل بسبب الظهور الإلهي؛ وهي بقايا من نمط التفكير الديني الكنعاني والعموري الوثني القديم. ولم تنحصر القداسة والتواجد الإلهي على الصخور والكهوف أسفلها فحسب، بل امتدت لتشمل أحراش البلوط وشجر السنديان والخروب واعتبروا عيون المياه والإبار أيضًا مساكن أو مناطق راحة للآلهة "عاشيرت" الكنعانية.

في هذا السياق يحذرنا العالم بالديانات المقارنة “ميرسيا إليادي" فيقول ما مفاده انه يتعين علينا أن نتذكر أنه مهما كان الإله الذي رآه الكنعانيون في الصخرة أو الحجر حيث تجلي الاله إيل، فإن الموقع الحجري لم يمثل قط أكثر من علامة ومسكن هو شاهد على الظهور إلهي. فقد كان الإله يتجلى بمفهومهم من خلال الحجر أي يحل به فيصبح بيته، أو ـ وفي طقوس أخرى تكون الصخرة قد اكتسبت قداستها لأنها شهدت عهداً ابرم مع الاله. في هذا الخطاب الديني تبوأت بعض الكهوف والصخور أهمية قصوى نتبين استمراريتها في المقدسات الفلسطينية والتي تشمل المقامات والكنائس والمساجد التراثية، حيث تبرز الصخرة فنجدها قد ارتبطت بالقداسة والبركة الإلهية نذكر على سبيل المثال مغارة الميلاد الصخرية في بيت لحم، وصخرة الجلجلة في كنيسة القيامة، والصخرة والكهف في المسجد الأقصى، وقد أضحت كنائس وجوامع تعود أسسها المعمارية والعقائدية الى المعابد الوثنية الكنعانية واليونانية ورومانية.

 على مر الزمان، نسبت كل ديانة روايتها وأساطيرها وطقوسها في مدينة القدس إلى "الصخرة المقدسة" وتباينت وتعددت المسميات، فنجد باديء ذي بدء أن أجدادنا الكنعانيون قد اتخذوا الصخرة والكهف أسفلها معبدا مكشوفا (أي بدون سقف) يطلقون عليه اسم “جرن" والذي اعتبروه "المكان العالي" وبنوا معبدهم وأقاموا أنصابهم والتي كانت بمفهومهم "بيت الآلهة" وبنوا مذبحه لتقديم القرابين عليها. يشمل مصطلح "جرن" بالكنعانية مفهوم "الحوض المقدس،" المرادف الى مفهوم إلى “المكان المرتفع"، وهو المكان المقدس المرتبط بالصلاة والقرابين والتواصل مع الوحي الإلهي والملائكة وحيث تتم التجليات الإلهية.

أرتبط “المكان المرتفع" الكنعاني بالقدس على قمة جبل مرية - أي هضبة الأقصى - باخر ملك يبوسي بالقدس ويدعى "أرونا" وهو من سلالة "ملكي صادق" الآنف ذكره واختص هذا الحوض المقدس بعبادة الاله "سالم" إله الخصوبة والسلام. فنطالع في الرواية التوراتية أن الملك داود البيدر انتزع ملكية الجرن لبناء المعبد العبري فكان أرونا أخر رئيس كهنة كنعانيً يبوسي.

لقد اضفى اليبوسيين مسحة القداسة على “الحوض المقدس" أي "هضبة الأقصى" كونه مسكن وبيت "الإله سالم" واكتسبت المدينة اسمها "يابوس" نسبة الى اسم العشيرة العمورية التي حل بها المقام بالقدس. وذاع صيت "الجرن المقدس" في جبل مرية بالقدس بين الكنعانيين والقبائل العمورية الذين كانوا قد انتشروا عبر الزمان في أرجاء الهلال الخصيب. 

استمر اقتران اسم "أور سالم" بالقداسة وكمسكن للإلهة في مختلف الديانات المتعاقبة عبر العصور ثابتا على الرغم من العوامل السياسية اللغوية المتغيرة التي غيرت الاسم وفقًا للنظم السياسية والدينية. فنجد انه، بعد احتلال فلسطين من قبل الإمبراطور الروماني هادريان، قد تم تغيير اسم المدينة إلى "إيليا كابيتولينا" لتشير الى العلاقة الدينية بين الإمبراطور هادريان واله الحرب الروماني "جوبيتر" والقدس.

 إن اسم إيليا مشتق من عائلة هادريان،" إيليا جينس،" بينما تشير كلمة كابيتولينا الى أن المدينة الرومانية قد اختصت بعبادة الاله الروماني "جوبيتر كابيتولينوس".

باديء ذو بدء اختار أجدادنا الكنعانيون الصخرة المقدسة التي على تعلو هضبة الأقصى، كبيت كبير الآلهة "سالم" المعروف بلقبه "ايل اليون"، فتبوأت لرفعة شانها الديني وسموها الروحاني مكانة عالية بين القبائل العمورية بصفتها المدينة المقدسة بامتياز. هذا ولقد حظي "الجرن المقدس “، على جبل مروة بمكانة عالية في نفوسهم لتصبح "أور سالم" ومن ثم "يابوس" مزارا تشد اليها الرحال من مختلف أرجاء الهلال الخصيب. ولعبت الرواية التوراتية دورا كبيرا في تعزيز قدسية "المكان العالي، حيث مارس طقوس الصلاة الكنعانية وسجد سيدنا إبراهيم أثناء مشاركته في قربان الخبز والخمر مع ملكي صادق، وبالرغم من تقلبات الدهر وتحولها الى معبد عبري ومن ثم معبد وثني روماني لتصبح كنيسة بيزنطية فلقد حوفظ على جوهرها القدسي حتى جاء الإسلام الصخرة بحادثة المعراج لتنسخ الاعتقادات القديمة ولتكتسب قداستها وصفتها الإسلامية كالصخرة المشرفة في الحرم الشريف في المسجد الأقصى. ومن هنا جاء الاسم الإسلامي، بيت المقدس.

على مدار التاريخ ومن العصور الأولى للنطوفيين والعموريين وصولا الى أحفادهم الفلسطينيين المعاصرين، نجد أن التسميات المختلفة للمدينة المقدسة قد ربطت ما بين مدينة أور سالم الكنعانية والصخرة المقدسة بالظهور الإلهي واكتملت العلاقة الروحانية ليلة الإسراء والمعراج لتربط ما بين السماء والأرض في العقيدة الإسلامية حين عرج النبي محمد(صلعم) السماوات العلى وصولا الى “سدرة المنتهى" فكان" قاب قوسين أو أدني ". في تلك اللحظة السرمدية وبارك الله هضبة الأقصى بقوله تعالي "ٍسبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" باسم "بيت المقدس" لتصبح ليلة الإسراء والمعراج من اهم محاور التاريخ والدين الإسلامي ولتصبح الصخرة المشرفة مصدر الهام الفكر الصوفي عبر العصور تشد الرحال اليها حتى غدا مسجد الأقصى أحد أكبر مساجد العالم، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، وثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد الحرام.