• 23 شباط 2025
  • مقابلة خاصة

 

بقلم : الشيخ مازن أهرام 

 

أيام زمان كنا صغار 

فاكر ياخي وإحنا أولاد صغار وبيتنا عمار وأهلنا حوالينا ليل ونهار 

لقمة تكفينا وهدمة تغطينا صحيح كان ضيق الحال ونقول مصير الهم ينزال  

فاكر أحلى سنين وذكريات ومقالب وضحكات   زمان كنا عايشين بجنة أمن وآمان وما شاعرين أن البساطة وراحة البال ودوام الحال ولقمة هنية وتكفي ماية والله طارح البركة وزيادة   ما أجمل الطفولة في ابتسامتنا

براءة وبساطة وعفوية 

فاكر ياخي سبعة أُخوة ننام وعلى فرشة ونص كصف العسكر بالطابور وتغفى عيوننا على حكاية المساء 

فاكر لما أبونا يظللنا ويغطينا كالصقر على فراخه الصغار

فاكر لما أمي تحضنا ونشعر بالمحبة والحنان وقصص عفا عليها الزمان 

فاكر يوم العيد والعديات   شلن أوبريزة عشرة قروش ماشي الحال زيارة ناسنا وأهلينا والجيران وكعك ومعمول وضيافة 

فكر ياخي القدس ليلة العيد تتجلى زينة وبهجة وأناشيد وحلويات  

فاكر ياخي وإحنا صغار في رمضان نصوم صوم العصافير درج الصخرة وعيونا في الطول والعرض 

فاكر ياخي فانوس رمضان فانوسك الأخضر مثل اللؤلؤ والمرجان 

فاكر ياخي لما نخبي الملابس تحت الوسادة عشان تبقى مكوية 

والكندرة تحت السرير

 فاكر ياخي لما أمي تقول الله يرضى عليكم يا أولادي خليكم شُطار  

فاكر ياخي لما أُمي تعجن وتخبز الخبيزات وتحضر العصرونية والزوادة وتخبيها بالشنتة بين الكتابات  

 فاكر لما يرن جرس المدرسة وننشد تحية العلم والسلام وفي الصف الأستاذ زهدي يرمقنا من خلف نظارته   يُخرج منديلا يمسح عدسات النظارة يعيدها فوق أنفه، يتعجب من طوشة الصف وتبلش الفلقة ونقول مش أنا أستاذ

فاكر ياخي أستاذ الحساب وجداول الضرب ومين يجاوب له ملبسة وحبة شكولاتة النسر 

أيام كنا صغار كانت أحلى حياة محبة واحترام وأخلاق

فاكر يوم الخميس لما أمي نجلس على لوح الخشب نستحم بالطشت النحاس والليفة الخشنة والصابونة النابلسية 

فاكر لما نبوس إيد الوالد والجدة كمان بيقولو بوسة الحمام 

  فاكر يوم الجمعة ويمسك أبونا أيدينا ونصلى في المسجد الأقصى

وندعي مع الأمام لكن دعائنا يا رب عجل يا شيخ نلحق طنجرة المقلوبة قوام مع طوس اللبن ياسلام ...

فاكر ياخي لما شُوطْ الكورة وكسرت زجاج الجيران وتخبينا في بيت المونة آه عمله قد قاضي الرملة يا سلام عَدتْ يوميها على خير وسلام 

فاكر ياخي حتى يوم نتضارب خمس دقايق ونرجع حبايب القلوب تتصافى وهي أصلا بيضاء مثل الثلج 

 فاكر ياخي لما ابن الحارة بدو يستعرض عضلاته وقفنا مع بعض وصدينا الهجمة وتصالحنا أخر النهار 

 فاكر ياخي وصية الوالد الأخ هو السند لنا في جميع الأوقات هو الأب الثاني، 

نعمة رزقنا بها الله عز وجل 

 الأخ ركن الروح، وزاوية الذاكرة، ومفصل الذكرى، الأخ عمود الروح أن يكون جميع البشر إخوة هو حلم الذين ليس لهم إخوة.

فاكر ياخي ما عرفنا قيمة الأب والأم لما خلفنا وصرنا كبار 

فاكر ياخي أجيال وراها أجيال 

فاكر ياخي لما فرقنا الزمان وكل واحد راح بطريقه 

فاكر ياخي صار البعيد على العين بعيد على القلب و

من زمان كنا نتلهف لبكرا. اليوم نحن منخاف من بكرا..

آآآآآآآآآآآآه وألف آه على ايام زمان يا زمن غدار ما لك امان

كبرنا وختيرنا الزمان  كبرنا وختيرنا الزمان

فاكر ياخي إن فرقنا الزمان والمكان سيظل القلب على العهد يحيا بذكراكم دوماً