• 26 آيار 2025
  • مقابلة خاصة

 

 كتب: خليل احمد العسلي* 

 

 رغم الجراح العميقة التي اثخنت قلب القدس  ورغم ما تعيشه المدينة عامة والاقصى بشكل خاص هذه الأيام من توحش جارف في زمن الغطرسة ، الا ان القدس تجد لزاما على نفسها أن ترسل باقة حب وعشق لشقيقتها وتوأم روحها "عمان" العاصمة الأقرب لها روحيا وجغرافيا وتاريخيا وتراثيا ودينيا . 

 وذلك بمناسبة احتفالات الأردن بعيد الاستقلال التاسع والسبعين ، ذلك الاستقلال الذي هو بريق امل للقدس وأهلها وبث التفاؤل من أن القادم  هو خير وأن الفرج قريب مهما ساد الظلام الحالك سماء المدينة .

 فالجميع في القدس يرفعون لجلالة الملك عبد الله الثاني والشعب الاردني أصدق آيات  المحبة والشكر والتهنئة بمناسبة يوم استقلال الاردن ، وهم على يقين بان ما يفرح "عمان" يسعد القدس وما يحزن القدس يبكى "عمان" ، وكما قال احد الاصدقاء المقدسيين المخلصين إن العلاقة بين القدس وعمان هي علاقة روح وظل وتاريخ ومصير فمن عمان كانت الأنظار دوما تتجه للقدس بعين المسؤولية والمحبة والرعاية، ومن القدس كانت الدعوات تعبر إلى عمان تحمل رسائل الوفاء والبركة. في عمان يتردد صدى القدس في الخطاب والفكر، وفي القدس يعيش أهلها المخلصين الصابرين الصامدين على عهد الهاشميين الذين نذروا أنفسهم حماة المقدسات المسيحية والاسلامية .

 في القدس لا يزال صوت جلالة الملك عبدالله الثاني يتردد في جنبات المدينة وأزقتها وحواريها يسمعه كل مقدسي  عندما قال بأن القدس خط أحمر لا مساس بها لآخر رمق في حياتنا، فهي تنتمي للأمة العربية والإسلامية وجهودنا كهاشميين بقيَت وستبقى قنديلاً يُضيء أروقة القدس وأحيائها وشوارعها وأزقتها من خلال رسالة خالدة لن تموت، ما دام في الهاشميين الأطهار نَفَس يَشُم ترابها الغالي.

 فالقدس تتذكر في يوم استقلال الاردن  ما عمره الهاشميون من مساجد أضاءوا في لياليها المآذن ، وزرعوا على ترابها شجرا ، وأصلحوا قبابها قطعة قطعة ، ومكنوا اهلها من البقاء في أحيائها وأزقتها.

 فبإسم رواد القدس وزوارها وحماة مسجدها وابطال معاركها وحراسها ، نقول  هنيئا للأردن استقلاله.

 فنحن على ثقة بأنكم يا اهل الاردن لن تتركوا القدس وحدها في مواجهة المغول الجدد ، فنحن نعلم أن القدس عند الهاشميين هي اعز المدن واغلى المواقع كما قال المغفور له جلالة الملك  الحسين بن طلال في مقالته المشهورة بعنوان " القدس عندي "  مضيفا : " هي درة في جبين التاريخ الإنساني وجوهرة السلام، مهوى أفئدة المؤمنين بالله هي للهاشميين والعرب والمسلمين اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم  وهي عندي أمانة ووديعة حملها الهاشميون "

  ونحن في القدس إذ نبارك للاردن بعيد استقلاله فإننا نهنئ انفسنا ايضا فنحن والاردن واحد لا يتجزأ واحد ثابت صامد بوجه  العاصفة القادمة  الهادفة  إلى تغيير القدس وتاريخها وحجرها قبل بشرها .

 فمن القدس تحية لعمان في عيد الاستقلال .

  • ناشر ورئيس تحرير " اخبار البلد" المقدسية