• 17 أيلول 2025
  • مقابلة خاصة

موسكو- أخبار البلد- كتب المراسل الخاص

 يعتبر الفنان الروسي ميدخات شاكيروف  من أشهر الفنانين الروس في العصر الحالي ، وأكثرهم  حصولا  الجوائز، لوحاته تعرض في أهم المعارض والمتحاف في روسيا وخارج روسيا .

 ولد ميدخات شاكيروف. في قرية كيزيل تشيشما، مقاطعة باتيريفسكي، جمهورية تشوفاشيا الروسية عام 1953.

 تخرج من معهد تشوفاشيا الحكومي التربوي، قسم الفنون والرسومات عام 1978. فنان - مدرس. 

في عام 2005، تخرج من كلية الدراسات العليا، ودرس في قسم الأدب والفنون في معهد غاليمجان إبراهيموف في أكاديمية العلوم بجمهورية تتارستان الروسية، وتخصص في الفنون الزخرفية والتطبيقية.

 عمل في مدرسة باتيريفو للفنون للأطفال طوال حياته، وتتلمذ على يديه مئات الفنانين والمهندسين المعماريين والمصممين من مختلف الملامح، والمعلمين والاساتذة ومعلمي الرسم.

 وهو عضو في مجلس الفرع المحلي للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية في جمهورية تشوفاشيا، وعضو أكاديمي في الأكاديمية الدولية للثقافة والفنون.

وهو يشغل منصب رئيس اللجنة الثقافية لجمعية الصداقة والتعاون بين شعوب جمهورية تشوفاشيا وفلسطين.

حاز على لقب شخصية العام لفلسطين - 2021. وهو ممثل المؤسسة الخيرية اليونيكو في جمهورية تشوفاشيا. كما  تم تكريمه  بأعلى جوائز الدولة الثقافية في الإتحاد الروسي و جمهورية تشوفاشيا. 

تعكس لوحة الفنان ميدخات شاكيروف "الارتباك"، التي رُسمت عام 2020، حياة الشعب الفلسطيني كما هي اليوم. على خلفية أنقاض المدينة، تُصوّر أمًا تحمل طفلًا رضيعًا، ربما تبحث عن بقية أطفالها. فوضى، في ركن من مدينة غزة شوّهه القصف. في المقدمة، طفلة صغيرة في عينيها رعبٌ وارتباكٌ وسوء فهم لما يحدث. على يمين السياج، طفلان في حالة صدمة مما يحدث، يبحثان عن الخلاص والحماية. عائلات مُفككة، أقارب مفقودون، أصدقاء، وجيران. حزن، خوف، يأس. يناشد الفنان الجمهور دوما بمساعدة الشعب الفلسطيني.

بدأ الفنان برسم لوحات واقعية بأسلوب استعاري، ولجأً أحيانًا إلى الرمزية. وهو متأثر جدا بآلام الشعب الفلسطيني ومعاناته، مستخدمًا سلاحه الرئيسي - الفرشاة والألوان - 

يعود مرارًا وتكرارًا إلى هذا الموضوع، متطرقًا إلى حياة الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات. لنأخذ، على سبيل المثال، لوحة "درس التاريخ" للفنان، الشخصية الرئيسية في اللوحة هي معلمة تقف متأملة في غرفة هدم القصف جدارها. يجلس الأطفال على الأرضية المفروشة بالسجاد، وأيديهم مرفوعة، مستعدين للإجابة على سؤال المعلمة. عن ماذا تسأل؟ ليس من الصعب التخمين - السؤال يتعلق بالوطن الأم. وأين هو هذا الوطن؟ إنه مداس، ملطخ بدماء آباء وأمهات وآباء وأجداد أبرياء. فوق النافذة على الجدار، رسم الأطفال يدًا تحمل مفتاح منزلهم (الرمز الرئيسي للشعب)، والذي للأسف لم يعد موجودًا على الأرجح.

وإليكم لوحة أخرى للفنان، مستوحاة من قصص كتاب الكاتبة الفلسطينية الشهيرة آسيا عبد الهادي "الحب والخبز". حبكة الصورة بسيطة: كهف وجدت فيه الأمهات وأطفالهن مأوى. 

اللاإنسانية واضحة: شعب معتدى عليه يدفع فيه الناس إلى الكهوف، أي أن الزمن يعود إلى آلاف السنين، لكن هذا ليس حال الشعب الفلسطيني، فهم يحتفظون بأمل ضئيل في المستقبل: الأمهات يُطعمن أطفالهن، ويتسولن الخبز. هؤلاء المحتلون اللاإنسانيون، بأفعالهم ضد السكان المدنيين، عادوا إلى عصر المجتمع البدائي.

لقد أصبح من التقليد السنوي لنا مع بداية كل عام دراسي جديد أن نبدأه، باعطاء دروس في المدارس الشاملة في بلديتنا وفي مناطق أخرى من جمهورية تشوفاشيا ومناطق أخرى من روسيا. 

وقد كانت البداية قبل أربع سنوات في مدرسة باتيريفسكي للفنون للأطفال في بلدية باتيريفسكي. وعادة ما يتم تنظيم معرض لأعمال الأطفال والفنانين المحترفين في هذا اليوم. وخلال هذا الحدث، نخبر الأطفال عن فلسطين وشعبها. 

في العام الماضي، كان علينا أن نخبر الأطفال المزيد عن الأحداث المأساوية التي تحدث في فلسطين. ونخبرهم أن قرى ومدن فلسطين تُدمر بالكامل بسبب قصف العدو، وأن العديد من المدنيين العزل والأطفال الأبرياء يموتون. ووفقًا لسكرتير عام الأمم المتحدة، تحولت فلسطين إلى أكبر مقبرة للأطفال في العالم. أنها مأساة درامية للغاية - فلا يمكنك قول ذلك بشكل أفضل مما قاله سكرتير الامم المتحدة. 

لم يعد هناك أي أمل في أن يعود العدو إلى رشده. علينا أن نوحد الشعب الفلسطيني وندعمه روحياً، وهذا يعني رسم لوحاتٍ عن أحداثٍ مأساوية، وتأليف قصائد وأغاني عن الشعب الفلسطيني المحتاج، لا المحطم! مهمتنا هي أن ننقل ذلك للسياسيين والمجتمع الدولي، بعبارةٍ مُلطفة، حرباً ظالمة وغير إنسانية شنّها السياسيون الإسرائيليون. نعم، الله سينصر الشعب الفلسطيني، وسينهض المجتمع الدولي ضد الأعداء المتوحشين.

بدأ الفنان رسم اللوحة، التي تحمل عنواناً مُعبّراً "غيوم فوق القدس"، قبل عامين، ولم يُكملها إلا هذا العام. فلسطين تُغطّيها غيومٌ داكنةٌ بشكلٍ متزايد، وهذا رمزٌ لخطر زوالها الوشيك. شعب فلسطين، الذي حالفه الحظ بالنجاة من القصف، يُجبر على جمع مقتنياته الضئيلة، ومغادرة منازلهم والهجرة إلى مناطقَ هامدة، أو حتى مغادرة البلاد. هنا ينعكس احتجاج الفنان الصامت على العنف الموجه ضد السكان الأصليين في فلسطين، وعلى وحشية الاحتلال تنطلق هذه الصرخةٌ من روح الفنان.

لوحة ميدخات شاكيروف "غيوم فوق فلسطين" رُسمت بأسلوبه المميز، بأسلوب الواقعية وتقنية الرسم الزيتي.   

الصباح يمضي، لكن النهار لم يأتِ بعد. السماء الصافية مغطاة بالغيوم، وهو ما يتوافق مع الأحداث الجارية على هذه الأرض، التي يكاد الإسرائيليون يصادرونها بالكامل. قصف يومي يُجبر السكان الأصليين - الفلسطينيين - على مغادرة أماكن سكناهم والذهاب إلى المجهول. أطفال أبرياء، آباء، وأجداد وجدات يموتون. كم من مصير مُقعد! وكم من إنسان مُقعد، جريح، مُعاق! ظلمٌ مُريع! يستحق شعب فلسطين شيئًا مختلفًا تمامًا - حياةً هانئة، سماءً صافية، حياةً هانئةً وسعيدةً تحت أشجار الزيتون، وأخيرًا نيل صفة الدولة. 

إن أمل الفلسطينيين في حياة مشرقة بفضل تدخل المجتمع الدولي وتأثيره على ما يحدث هنا، يجب أن يتألق مثل القبة الذهبية للمسجد الأقصى!