• 10 آذار 2024
  • ثقافيات

 

بقلم : د. زيدان عبد الكافي كفافي 

 لفت انتباهي لهذا الموضوع سيدي سمو الأمير الحسن بن طلال المعظم، حفظه الله ورعاه، حين دفع إلي مقالة تتحدث حول امكانية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تبيّن أحرف الكلمات وخطوط النصوص المكتوبة على ورق المخطوطات ، خاصة المحروق والمكربن منها. تتركز المقالة الصحفية  والمنشورة بصحيفة (Geneva Solutions)، تحت عنوان :

“Scholars Use AI to read scrolls Scorched by Vesuvius Eruption.” Published on February 18, 2024.

على استخدام الذكاء الصناعي في قراءة بعض نصوص برديات هيراكلينيوم، إذ تمكن ثلاثة طلبة باحثين هم:

  1. Luke Farritor من نبراسكا/الولايات المتحدة الأمريكية.
  2. يوسف نادر / برلين ألمانيا. 
  3. Julian Schilliger/ زيورخ-سويسرا.

من تطوير واستخدام آلة بواسطة الذكاء الصناعي تستطيع قراءة الكتابة غير الواضحةعلى الورق المحروق والمكربن، استطاعوا بواسطتها قراءة ما يقرب من ألفي كلمة مكتوبة على ورق البردي المحروق سمي باسم “The Herculaneum Papyri”، وعثر عليها في فيلا في موقع هيركيولنيوم مدينة بومبي الإيطالية.  تعدُّ هذه اللفائف أضخم مكتبة من الفترة  اليونانية- الرومية. ويظهر أن هذه الفيلا التي ضمت هذه المكتبة الكبيرة خصت أحد الأثرياء ربما كان أباً لزوجة يوليوس قيصر.  وأن الفيلا دمرت نتيجة لثورة بركان "فيزوف" في عام 79 م.

 الذي يهمنا من هذا الأمر أن تاريخ مخطوطات هيركيولنيوم أن كاتبها هو الفيلسوف  الأبوقيري "فيلوديموس " المولود في بلدة أم قيس /مكيس الحالية،  "جدارا" اليونانية في عام 110 قبل الميلاد وتوفي في سنة 40 قبل الميلاد. لكننا وللأسف لم نطلع على فحوى ما ترجم، بسبب أن المشروع لا زال في بدايته. إذن هذا الاكتشاف وان كان قد وجد في بومبي/ إيطاليا إلاّ أن كاتبه ولد وترعرع وتعلم في "جدارا". 

ينبهنا هذا الأمر إلى نفس الحالة التي وجدت فيها برديات البترا، غير أن مكان العثور مختلف في الحالتين، إذ عثر على برديات هيركيولنيوم في مكتبة في فيلا خاصة، وعلى  الأخرى في مبنى لكنيسة في البترا. كما أن الفترة الزمنية تبتعد في الأولى عن الثانية حوالي خمسمئة سنة. إلاّ أن مخطوطات البحر الميت المؤرخة بين القرنين الثاني قبل الميلاد والأول الميلادي  والتي تعاصر بداية المسيحية جاءت على وجه التقريب معاصرة لبرديات هيركيولنيوم.  ومن هنا نجد أن هذه الوثائق التاريخية الثلاث لها علاقة بالديانة المسيحية والمجتمع المسيحي وترتبط بأهل الأردن وفلسطين.

لكن من هو الفيلسوف والشاعر فيلوديموس؟ 

درس ابن "جدارا"  الفيلسوف فيلوديموس على يد الفيلسوف الفينيقي الأبوقيري "زينو الصيداوي Zeno of Sidon"  الذي كان رئيس المدرسة الأبوقيرية في الفلسفة في أثينا، قبل أن يستقر به المقام بروما عام 80 قبل الميلاد، ارتحل بعدها إلى هيركليولنيوم، المجاورة لبومبي.  وعلى الرغم من أنه كان من اتباع هذه المدرسة ، إلاّ أنه كان خلاّقاً ومبدعاً ومفكراً خاصة في علم الجمال. كما ويضم الأدب الإغريقي ما مجموعه 34 قصيدة قصيرة من أشعاره، جاء معظمها في الحب والغزل. وتم التعرف على بعضٍ من قصائده الشعرية هذه من خلال برديات هيركيولنيوم  التي اكتشفت في القرن الثامن عشر، لدرجة أن واحداً من الباحثين اقترح أنه صاحب مكتبة الفيلا  هو كاتب البرديات. ولهذا الأديب والفيلسوف إضافة لكتاباته في الفلسفة، كتابات أخرى،  في الأخلاق، والفضيلة، والرذائل، والدين، والبلاغة، والموسيقى، والتاريخ.

تم الكشف أثناء التنقيب في الفيلا في الفترة بين أعوام 1752-1754م على لفائف بردية متفحمة نتيجة لتدمير الفيلا بما فيها المكتبة أثناء ثوران بركان فيسوف في عام 79 ميلادي. وقد تم نشر أولى الجذاذات من برديات "فيلوديموس" في عام 1824م. كما تم في عام 2019 قراءة بردية غير ملفوفة  تتحدث حول تاريخ أفلاطون في الأكاديمية بواسعة الأشعة تحت الحمراء. ومع تطور العلوم،  بدأ استخدام الذكاء الصناعي لتسهيل الأمر على الباحثين في قراءة مثل هذه المخطوطات ، خاصة ذوات اللفائف المحترقة منها. 

أما برديات البترا والمكتوبة باللغة الإغريقية (اليونانية) القديمة فقد كشف النقاب عنها في عام 1993م عندما كانت بعثة مشتركة من دائرة الآثار العامة الأردنية والمركز الأمريكي للأبحاث الشرقية بعمان باشراف الدكتور (زبينغيف فيما) تنقب في كنيسة بيزنطية بمدينة البترا. ويظهر أن هذه الكنيسة قد تعرضت لحريق شديد أتى على كل ما فيها  ومن بينها هذا الأرشيف الهام الذي يوثّق لمسائل حياتية يومية عاشها أهل البترا في القرن السادس الميلادي. ولقراءة نصوص هذه البرديات الورقية  تم تشكيل فريق عالمي يتكون من عدد من الباحثين الأمريكيين (جامعة ميتشغان آن آربر)، والفنلنديين (جامعة هيليسنكي) ، والأردنيين (الدكتور عمر الغول من جامعة اليرموك وهو الأردني الوحيد الذي اشترك مع الفريق العلمي في دراسة برديات البترا)، واستطاع هذا الفريق بالوسائل العلمية الحديثة (غير الذكاء الاصطناعي) أن يقرأ ما كتب على أوراق البردي هذه وأن يذكر بأن تاريخ آخر نص بين هذه البرديات كان باليونانية ويؤرخ لعام 594 ميلادية. ويشمل الأرشيف أكثر من 140 ورقة بردي مكتوبة، وتعدُّ أكبر مخزون وثائقي عثر عليه في الأردن حتى الآن، وأهم الاكتشافات التي تخص علم البرديات خارج مصر. وللعلم فإن هذه  البرديات معروضة الآن بمتحف الأردن /رأس العين/ عمان. تشابه الحالة التي وجدت عليها حال برديات هيركيولنيوم المذكورة أعلاه من حيث أنها مكربنة وفي أنها حفظت بضربة حظ بعد أن اشتعلت بها النيران وكربنتها.

يمكننا تصنيف برديات البترا على أنها وثائق توثق للحالة الاقتصادية والاجتماعية التي عاشها الناس في الفترة السابقة للإسلام، فهي تحتوي مراسلات خاصة بأسرة ميسورة الحال. ويظهر أن رب هذه الأسرة كان من الطبقة العليا واسمه "ثيودوروس" الذي عمل شمّاساً في هذه الكنيسة البيزنطية، وامتلكت الأسرة هذه الوثائق التي تتعلق بملكية الأراضي الزراعية والمساكن في البترا. كما وتناقش هذه الوثائق مختلف شؤون الأسرة في مجتمع البترا في ذلك الوقت من زواج وميراث ومبيعات وقضايا قانونية،  نظرت أمام المحاكم في البترا. وكان من أهم هذه القضايا المرفوعة، قضايا نزاعات على الملكية، وسجلات ضرائب، واستعمالات الأراضي والمساكن. كما تذكر أسماء حوالي 350 شخصاً من خارج أسرة "تيودوروس" / من بينها أسماء عربية، مذكورة بصفة شخصية وقانونية. واستطاع الدكتور الغول الذي كلف بقراءة الأسماء العربية أن يخرج بعدة نتائج جديدة حول اللغة العربية ومنها أن بعض الأسماء ، مثل اسم العلم (نايف) جاء منقوطاً، أي قبل تنقيط أبو الأسود الدؤلي . ومن بين المعلومات التي ذكرتها هذه الوثائق أن عائلة نبطية تملكت أراضي في غزة.

أما مخطوطات البحر الميت فتبدأ قصتها بأن شاباً من عرب التعامرة في منطقة بيت لحم في فلسطين، يدق باب التاريخ لتفتح له مغارة بداخلها لفائف موضوعة داخل جرار فخارية في مغارة في موقع قمران، مدون عليها معلومات قد تطيح بأفكار مذهبية، لو تنشر بحذافيرها . وتقول قصة اكتشافها بأن الراعي "محمد الذيب" فقد أحد أغنامه وراح يبحث عنها وقت غروب الشمس في العراء والكهوف الموجودة في المنطقة. وساقه الحظ أن يضرب حجراً داخل كهف وسمع صوت جرار فخارية تتكسر نتيجة ضربها بالحجر، فدخل يستطلع الأمر فوجد لفائف داخل جرار، وأخذها إلى اسكافي (حذّاء)  في بيت لحم اسمه "كاندو" وظهرت كتابات عليها بعد أن نقعها هذا في الماء ليصنع منها نعالاً للأحذية المهترئة، فعرضها على بعض العارفين من كهنوت بيت لحم ، ووصل الأمر إلى المتحف الفلسطيني. 

 يقع موقع خربة قمران على بعد 13كم جنوبي جنوب شرق مدينة أريحا، بالقرب من شاطئ البحر الميت. وتم اكتشاف الموقع عن طريق الصدفة عام 1947م، وبدأ التنقيب فيه عام 1951م باشراف كل من Lankester Harding مدير دائرة الآثار العامة الاردنية في حينه وRoland de Vaux من المعهد الفرنسي للآثار التوراتية في القدس، واستمر العمل حتى عام 1958م. ولم تغب أهمية هذا الكشف الأثري الهام عن بال المسؤولين الأردنيين ، فجردوا بعثة أثرية أردنية – فرنسية مشتركة في الفترة الواقعة بين أعوام 1952 وحتى 1956م، كلفت الدولة أموالاً طائلة، لتكشف عن مزيد من هذه المخطوطات النادرة والقيّمة في كهوف أخرى غير قمران مثل ، كهوف مربعات  والدالية ؛ وهذه تشرف أيضاً على الساحل الغربي للبحر الميت .

ووضعت الحكومة الاردنية أمر قراءة وتفسير فحوى هذه المخطوطات بين أيدي مجموعة من العلماء المعروفين وعرضتها في المتحف الفلسطيني في القدس. وسقطت القدس، ومعها المخطوطات، بأيدي الإسرائيليين في عام 1967م، فأقامت لها إسرائيل متحفًا خاصًا. وكما نشرت مجموعة من الدراسات حولها من قبل عدد من العلماء من أوروبا وأمريكا، وبرزت أهميتها والتي لا تقارن بمثل، خاصة أنها تؤرخ للفترة التي مهدت لظهور الديانة المسيحية، بل وعاصرتها. كما وظهرت مؤخراً ترجمات باللغة العربية لعدد من الكتب التي نشرت التي نصوصًا من هذه المخطوطات عن طريق مشروع مخطوطات البحر الميت. إذ شكلت  وزارة التعليم العالي في الأردن قبل سنوات لجنة أسمتها "لجنة مخطوطات البحر الميت" قامت على مشروع  أشرف عليه الدكتور عمر الغول من جامعة اليرموك، وممول من صندوق البحث العلمي في الوزارة. وقد تم من خلال هذا المشروع نشر وترجمة عدد من الكتب المتخصصة بالموضوع، كما وتضم المكتبة الحسينية في الجامعة الآن عدداً كبيراً من المصادر والمراجع المتخصصة بالموضوع، هي الأفضل في الأردن.

تم العثور على بقايا ما يقارب  900 مخطوطة موزعة على إحدى عشرة مغارة في موقع قمران والمناطق القريبة منه، ولم يصلنا منها إلآ 11 مخطوطة كاملة تقريباً. وأكثر النصوص المكتشفة كمالاً هو مخطوطة إشعيا لأنها جاءت محفوظة بشكل جيد. ووجد في كهوف قمران كافة أسفار التوراة، ما عدا سفر إستير، ومؤلفات ترفضها اليهودية الحاخامية وتقبل بها اليهودية الهللينية والكنائس المسيحية. وأكثر النصوص غزارة تلك التي يدعوها الكاثوليكيون بالمنحولة والمتعلقة بالمفاهيم الآخروية، والتي لم تشجعها اليهودية الحاخامية على الإطلاق. كما وعثر على عدد من النصوص الأدبية، نجد بينها 9 نسخ من كتاب الخمسينات بالعبرية و10 نسخ من كتاب أخنوخ (أخنوخ الحبشي) بالآرامية، ونصوص بالآرامية لسفر لاوي، وأخرى بالعبرية لسفر نفتالي. وأكثر النصوص غرابة هو تنظيم الحرب الذي يشتمل على نوع من الخدمة والوصف والتنظيم خلال حملة الجماعة التي كتبت المخطوطات لقتال الكفار. ويصعب التفريق بين الخيال والرمز والواقع في مثل هذا المؤلف. وربما يكون المقصود بالقتال هنا هو القتال الروحي.

تعد مخطوطات البحر الميت أهم مخطوطات دينية اكتشفت في العالم. إذ أنها ترجع الى نحو ألفي عام، وتشتمل على نصوص أصيلة لملّة يهودية هي الأسينية. ويفترض كثير من العلماء أن الديانة المسيحية ولدت وترعرعت في البيئة الأسينية. إن اكتشاف مخطوطات قمران، قرب البحر الميت، حيث عاشت هذه الجماعة لا نعرف من هي الجماعة أو الجماعات التي كتبت مخطوطات البحر الميت وتركت لنا إرثاً ضخماً وغنياً من مخطوطات تخص:

  1. التوراة
  2. التوراة المنحولة
  3. كتب الملّة الأسينية

سمحت للمهتمين والمتخصصين فتح ملف تاريخ الديانة اليهودية بشكل خاص وبلاد كنعان بشكل عام. وكشفت المخطوطات عن جوانب متعددة وغير منتظرة من حيث التطور التاريخي والسياسي للدين اليهودي وتأثره بمجريات الأحداث السياسية التي كانت تجري في منطقة بلاد الشام بشكل خاص، وبلاد الشرق الأدنى القديم بشكل عام. إن الكشف عن محتوى ومكنون هذه اللفائف المخطوطة جاء بعد أكثر من خمسين عاماً على اكتشافها، وربما يكون سبب هذا التأخر في نشرها المعلومات الواردة فيها؛ حيث تشير أن الديانة اليهودية انطوت على تناقض، خاصة مع ظهور المسيحية في المنطقة. ولا نبالغ إذا قلنا إن هناك آلاف الكتب والأبحاث التي كتبت حول هذه المخطوطات.

وأكثر مما يمكن أن يقال بهذا الخصوص أن هذه المخطوطات تثبت أن الديانة اليهودية نفسها تعرضت لإضافات وتغيرات متكررة. وعلى أية حال، فإننا نود أن نؤكد هنا أن مخطوطات البحر الميت يجب أن تدرس بناء على منهج علمي غير متحيز مما يؤدي إعطاء صورة حقيقية صحيحة حول تاريخ الديانات السماوية خاصة التي ظهرت في المنطقة في حينها.

   أثبتت الحفريات أن بداية الاستيطان في الموقع يعود للقرن الثامن أو السابع قبل الميلاد ومن ثم هجر حين أعيد سكناه في عهد هيركانوس (134-104 ق.م)، وكان آخر استخدام له عندما لجأ اليه ثوار ثورة بار- كوخبا لفترة وجيزة من الوقت بين عامي 132-135م.

والسؤال كيف وصلت هذه المخطوطات الى داخل الكهوف؟

استنتج بعض العلماء مثل ديفو أن سكان قمران خبأوا مخطوطاتهم الثمينة في المغاور مع وصول الجيش الروماني عام 68م إلى أريحا. يرى العالم الاسرائيلي E-Sukenik أن المغائر قد استخدمت مستودعات للكتب التالفة أو المستعملة لدى الإسينيين  ونظراً بأن حالة عدد من اللفائف كانت جيده ومع وجود مخطوط نحاسي بينها غض العلماء الطرف عن اقتراح Sukenik.

ختاماً، تعكس المخطوطات الثلاث هيركليونيوم والبترا والبحر الميت مدى التقدم الفكري والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية التي عاشتها هذه المجتمعات  منذ نشأة المسيحية، أي منذ قبل الاعتراف بها ديناً رسمياً في الدولة الرومية وحتى بزوغ الفكر الإسلامي . إن قراءة ما ورد في هذه المخطوطات وكشف مضامينها هام جداً. ونعلم مدى الصعوبة التي واجهت العلماء في دراسة مخطوطات البحر الميت من حيث جمع الجذاذات ومحاولة ضمها ولصقها بطريقة تعدُّ غير متقدمة مع التطورات العلمية المعاصرة، أي قبل ظهور الذكاء الصناعي، ومن هنا يبرز سؤالٌ هامٌ، لو قدر لنا أن نعيد قراءة مخطوطات البحر الميت، وبرديات البترا باستخدام الذكاء الصناعي، هل ستختلف القراءآت عن سابقاتها؟ والله أعلم.

المراجع:

أندريه دوبون- سومر ومارك فيلوننكو 1998؛ التوراة كتابات ما بين العهدين: مخطوطات قمران- البحر الميت، ج1-3. ترجمة وتقديم موسى ديب خوري. دمشق: دار الطليعة الجديدة. 1998.

الغول، عمر، 2023. برديات بترا اليونانية شواهد على تاريخ العربية من القرن السادس الميلادي. ص ص 135-147 في وقائع الموسم الثقافي الأربعين لمجمع اللغة العربية الأردني. عمان: مجمع اللغة العربية الأردني. 

فيرم، غيزا، 2006. النصوص الكاملة لمخطوطات البحر الميت. ترجمه وقدم له سهيل زكار. دمشق: دار ابن قتيبة.

Sabur, Rozina 2024; Scholars used AI to read Scrolls Scorched by Vesuvius Eruption. The Telegraph Newspaper, 5. Feb. 2024.London.