• 19 تشرين أول 2025
  • ثقافيات

 

موسكو- أخبار البلد- كتب المراسل الخاص

 استضافت مدينة ألميتيفسك المنتدى الإنساني الدولي العاشر "الوحدة الثقافية والحضارية والروحية لشعوب جمهورية تتارستان". وقد جمع هذا الحدث، الذي يُعقد سنويًا في إطار البرنامج الجمهوري "تتارستان - أرض الوئام بين الأعراق والروحانية"، خبراء بارزين وأفرادًا من الجمهور ومندوبين من مختلف مناطق روسيا. ويُعقد المنتدى سنويًا بفضل مبادرة ودعم رئيس مجلس شورى أكساكال في ألميتيفسك، السيد إيلدوس حضرة مالكوف، ومسجد خيكمت إيالاري في قرية سالكين آلان.

وقد زاد الحضور الدولي الواسع للمنتدى من أهميته, اذ كان من بين الضيوف المميزين إنجل رازاكوفيتش تاجيروف، رئيس الأكاديمية الإنسانية الدولية لأوروبا وآسيا، وعضو لجنة جمهورية تتارستان لدى اليونسكو، والأكاديمي بسام فتحي البلعاوي، ممثل دولة فلسطين، الحاصل على دكتوراه في القانون الدولي، والأكاديمي في الأكاديمية الدولية للثقافة والفنون.

أثار معرض اللوحات الذي قدمه الدكتور بسام فتحي البلعاوي اهتمامًا خاصًا لدى الزوار. ضم المعرض 16 عملاً فنيًا، وهي جزء من مشروع دولي واسع النطاق بعنوان "آراء فناني العالم حول فلسطين"، والذي يضم أكثر من 700 لوحة. وقد عُرض هذا المعرض المتنقل 171 مرة حول العالم. ومن بين الأعمال المعروضة، لوحة للفنانة خالدة كوزمينا، وهي من مواليد ألميتيفسك وتقيم وتعمل حاليًا في موسكو.

افتتح المنتدى السيد إيلدوس حضرة مالكوف، أحد المنظمين الرئيسيين للحدث، مؤكدًا أن المنتدى لا يقتصر على كونه منصة لتلخيص إنجازات العام الماضي والتخطيط للأهداف المستقبلية فحسب، بل يُعد أيضًا أداة مهمة للتنمية الإقليمية, وأكد قائلاً: "نسعى جاهدين لأن يُسهم المنتدى في تعزيز نمو إنتاج الهدايا التذكارية، وتحفيز التجارة، والأهم من ذلك، تعزيز الروابط الودية بين الناس. ونُولي اهتمامًا خاصًا لاختيار ودعم الأسر النموذجية، إذ يُعدّ خفض معدلات الطلاق أحد أهدافنا الاجتماعية ذات الأولوية".

وفي الجلسة العامة، رحّب فأنيس مرتازين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية للشؤون الاجتماعية في مقاطعة ألميتيفسك، بالمشاركين في المنتدى الدولي نيابةً عن رئيس المقاطعة.

وفي كلمته، أبرز إنجل تاجيروف الأهمية البالغة لدور تتارستان والشعب التتري في التاريخ الحديث لروسيا والعالم. كما استعرض الإنجازات والمساهمات التاريخية للجمهورية، بما في ذلك ألميتيفسك، في تعزيز الحوار بين الأعراق والثقافات. وقدمت روشانيا نازموتدينوفا، رئيسة المجلس الإقليمي لألميتفسك التابع لجمعية تتارستان لجمهورية التتار (ARMA)، تقريرًا عن الجوانب التاريخية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأكدت أن التحديات المعاصرة تتطلب فهمًا عميقًا للخلفية التاريخية, أي دعم، بغض النظر عن نواياه، قد يكون له عواقب إيجابية، وللأسف، عواقب سلبية. وتم التأكيد بشكل خاص على أن تحليل الماضي يسمح لنا بفهم الحاضر وبناء مستقبل أكثر استدامة من خلال التعلم من التجارب التاريخية.

قدّمت لانديش زاريبوفا، رئيسة فرع ألميتيفسك للمؤتمر العالمي للتتار، النتائج الرئيسية للاجتماع الاستثنائي للمنظمة، الذي حضره ممثلون عن الحكومة والجمهور. وأعربت عن امتنانها لمنظمي المنتدى، وقدّمت جوائز المؤتمر العالمي للتتار، مشيرةً إلى مساهمة المشاركين الكبيرة في تعزيز الوحدة.

تحدث رافيل سابير، رئيس فرع ألميتيفسك لاتحاد كتاب جمهورية تتارستان، عن دور الكُتّاب في المجتمع الحديث. وفي كلمته، وركز على التحديات التي تواجه الشخصيات الثقافية اليوم، مشددًا على أهمية مساهمتها في تشكيل الرأي العام والحفاظ على القيم الروحية 

في معرض حديثه عن أهمية اللقاءات والتفاعلات، استشهد فاسيل كمالوف، ممثل مجلس شيوخ مقاطعة نيجنكامسك، بالمثل التتري القائل: "لقاء واحد - حياة واحدة". وأكد على ضرورة تبادل الخبرات، والالتقاء بأشخاص ذوي توجهات متشابهة، والحفاظ على الروابط العائلية.

وكانت كلمات دافئة من بسام فتحي البلعاوي، رئيس فرع تشوفاشيا للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، حاضرة بشكل خاص. حيث شارك انطباعاته عن ألميتيفسك قائلاً: "هدفنا هو الصداقة، وتعزيز الصداقة العريقة بين الشعوب. بالنسبة لنا، التتار شعب مترابط وذو قرابة. هذه أول زيارة لي لمدينتكم، وقد استقبلوني بحفاوة بالغة وصداقة وكرم ضيافة. أنا سعيد للغاية بقدومي إلى هنا". وأكد في كلمته على أهمية الاحترام المتبادل والعلاقات الأخوية بين الشعوب.

ترأس جلسة المنتدى رؤوف إبراهيموف، رئيس مجلس أكساكال في جمهورية تتارستان، وألفيا يامايفا، المؤرخة والخبيرة المحلية. وشملت مسؤولياتهم توجيه النقاش، وإدارة الحوارات، وتلخيص الاستنتاجات النهائية.

وصرح رستم شمس الدينوف، مدير فرع ألميتيفسك التابع لجامعة KNITU-KAI، بأن تنظيم واستضافة هذا الحدث الرفيع المستوى يُعدّ شرفًا عظيمًا ومحطةً مهمةً في مسيرة هذه المؤسسة التعليمية. وأكد قائلاً: "يتواجد هنا نخبة من الشخصيات المتميزة، واللقاءات الشخصية معهم تُمثّل فرصةً فريدةً لطلابنا لإبراز مواهبهم واكتساب خبرات قيّمة واستلهام الأفكار".

واختُتم المنتدى الإنساني الدولي العاشر "الوحدة الثقافية والحضارية والروحية لشعوب جمهورية تتارستان" بحفل توزيع الجوائز. حصلت روشانيا نازموتدينوفا، مديرة فرع ألميتيفسك بجامعة تيسبي للإدارة، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع، والأستاذة المشاركة، ورئيسة المجلس العام الإقليمي في ألميتيفسك، على جائزة مرموقة - ميدالية وردة العالم الذهبية من اليونسكو. تُمنح هذه الميدالية لجهودها في تعزيز قيم الإنسانية والتسامح والوئام العرقي والديني والحوار بين الشعوب والثقافات والحضارات من أجل السلام والازدهار على الأرض.

حصل مارس خزييف، الخبير الفخري في شركة تاتنفت والأكاديمي الفخري في الأكاديمية الروسية للعلوم الإنسانية (RAHS)، على ميدالية الرحمة الذهبية من الأكاديمية الإنسانية الدولية الأوروبية الآسيوية. ومساهمته الكبيرة في تنفيذ مشاريع اليونسكو الرائدة الدولية الرئيسية، لجهوده في تعزيز الإنسانية والتعاطف والحوار بين الشعوب والثقافات من أجل السلام والازدهار على الأرض، مُنح إيلدوس مالكوف ميدالية الشرف من الأمم المتحدة.

بعد حفل توزيع الجوائز، تواصلت فعاليات المنتدى على شكل مائدة مستديرة، ناقش فيها المشاركون مواضيع راهنة: فن صناعة "شِزْرِه" ("شجرة الحياة") وأهميته في الحفاظ على التاريخ والتواصل بين الأجيال، وآفاق تطوير السياحة التتارية كأداة للتبادل الثقافي والنمو الاقتصادي، وقضايا تثقيف جيل الشباب بروح احترام الثقافة والتقاليد.

قدّم ممثلو متحف التاريخ المحلي، الذين شاركوا بفعالية في المنتدى، معروضات من مجموعتهم. وقد أتاح لهم هذا الاجتماع فرصة ليس فقط لعرض تراثهم الثقافي، بل أيضًا لاكتساب خبرة قيّمة وبناء علاقات مع شخصيات ثقافية وعامة بارزة.

وفي تصريحه لـ أخبار البلد، قال الدكتور بسام فتحي البلعاوي: إنه لحدث مهم جدا وقد لمست تعاطفا كبيرا جدا من قبل المشاركين مع مأساة شعبنا الفلسطيني، 

وقد ركز المتحدثون على وجوب دعم الشعب الفلسطيني ضد الفاشية والعنصرية والاضطهاد الذي يتعرض له على أرض وطنه المحتل وكان لافتا حجم هذا التضامن من خلال الكلمات التي تحدث بها الخطباء, وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها دعوة فلسطين الى هذا المؤتمر الدولي, وهذه أول مرة أزور فيها هذه المدينة, وقد فوجئت بدفئ الاستقبال الذي يعكس مكانة فلسطين وقضية شعبها في عقول وقلوب وأرواح هذه الشعوب الصديقة, وتم الاتفاق على مواصلة التعاون لدعم أواصر الصداقة بين شعوبنا بما يعود بالفائدة على أجيالنا الحالية والمقبلة. وسنسعى جاهدين الى تطوير هذه العلاقات لتكون نموذجا حيا للصداقة الفلسطينية التترية الروسية.