- 6 تشرين الثاني 2025
- في إيتلية
موسكو - أخبار البلد - كتب المراسل الخاص
تواصل أخبار البلد تسليط الضوء على حراك فني روسي عالمي، يوحد منظمات المجتمع المدني، يقودهم كبار أساتذة الفن التشكيلي، والكتاب والأدباء والشعراء، والصحفيين، والمطربين، والممثلين، والمخرجين السينمائيين، واتحادات المهن التعليمية، والثقافية، والفنية والنقابية، والإعلامية، وقنوات التلفزة، والمدارس والمعاهد والجامعات، والمساجد، والكنائس، والكاتدرائيات، ودور العبادة، والقصور، والمراكز الثقافية، والمتاحف، وصالات العرض، جميعهم اتحدوا من موسكو وحتى سيبيريا، مرورا بجمهوريات ومدن وعواصم روسيا الاتحادية، تحت شعار وهدف واحد، الدفاع عن حق الحياة والعدالة للشعب الفلسطيني ولجميع الشعوب المظلومة والمقهورة والمسلوبة حقوقها، وذلك من خلال الدبلوماسية الناعمة، وهذا كله حدث حينما انطلقت أول فعالية فنية في 15 مايو 2021 من العاصمة التشوفاشية، مدينة "تشيبوكساري"، بافتتاح أول معرض فني روسي في تاريخ العلاقات الثقافية بين شعوب روسيا وفلسطين، والذي حمل اسم، "فلسطين بعيون الفنانين الروس"، والذي اتحد فيه 52 فنانا تشكيليا، قرروا الانخراط في المشروع الذي أطلقته جمعية الصداقة الفلسطينية التشوفاشية، ليتحول هذا المشروع وفي خلال 4 سنوات على انطلاقة، لمشروع عالمي، انضم اليه الفنانون الاجانب والفلسطينيون والعرب من دول عديدة، لينخرط فيه فنانون من دول أوروبية أيضا، وينتج عنه حتى كتابة هذه السطور، أكثر من 300 معرض فني، بينها 168 معرضا تحت اسم "فلسطين في قلوبنا".
ومن بينهم المشاركات في هذه النشاطات الفنانة ومعلمة ليليا أبوغالييفنا أحمدولينا الخبيرة في الفن التشكيلي من جمهورية "باشكورتوستان الصديقة"، التي تشارك حاليا في معارض روسيا الدولية، من خلال مشروع "فلسطين بعيون الفنانين الروس والأجانب"، فلسطين بعيون فناني جمهورية باشكورتوستان.
وُلدتُ الفنانة ليليا أبوغالييفنا أحمدولينا في 5 يونيو/حزيران 1972، في منطقة بريوتوفو العمالية، في قلب جمهورية باشكورتوستان الروسية.
تقول الفنانة:
منذ طفولتي، أحاطتني طبيعة الأورال، بجمالها المتواضع والعميق، فأثارت فيّ قلبي حب الفن ورغبةً في رسم العالم على القماش.
بدأت مسيرتي المهنية عام 1991 بتخرجي من كلية أوفا التربوية، ثم تابعتُ دراستي في جامعة باشكيريا الحكومية التربوية، حيث حصلتُ على مؤهل مُدرّسة الفنون الجميلة. لأكثر من 15 عامًا، أعمل مُدرّسة فنون في مدرسة فنون الأطفال رقم 2 في مسقط رأسي بريوتوفو.
أُعلّم الأطفال رؤية الجمال وإبداعه، وأُعلّمهم أساسيات الرسم والفنون والتأليف، مُؤمنةً بأن الفن لا يُنمّي العين فحسب، بل يُنمّي الروح أيضًا. بالنسبة لي، الفن ليس جماليًا فحسب، بل هو أيضًا صوت القلب، وسيلة للتعبير عما يصعب التعبير عنه بالكلمات. عملي حوار مع المُشاهد حول أهم مواضيع الوجود الإنساني، بل وأحيانًا ما تكون مؤلمة.
لوحتي التي أسميتها "فلسطين"
(زيت على قماش، 60 ×80 سم)
أقدم لكم عملي "فلسطين". هذه اللوحة ليست مجرد رسمة بل هي استجابة عاطفية، صرخة من القلب، مُجسّدة بالألوان .في قلب اللوحة، يقف رجل يحمل علم فلسطين. بالنسبة لي، هذا ليس رمزًا للانتماء السياسي، بل رمزًا للروح الإنسانية الصامدة، للأمل، والصمود الذي يصمد رغم كل الصعاب.
في المقدمة، يلوح سلك شائك بحدة وقسوة. قطرات الدم على أشواكه الحادة شاهدة صامتة على الألم والفقد والجروح التي أصبحت تُعاني منها البشرية يوميًا. هذا هو الثمن الذي يدفعه الناس من أجل حقهم في الحياة على أرض وطنهم.
خلف هذا الرمز للمعاناة، وفي الخلفية، تبرز امرأة، كما لو كانت من ضباب أو نور، في مسجد. يعبّر وجهها عن مزيجٍ رائع من الحزن والكرامة والإيمان. إنها تجسيدٌ لفلسطين نفسها: ثقافتها العريقة، وقوتها الروحية، وروحها الأمومية التي تصون أرضها وأطفالها وتحميهم.
كل هذه العناصر - الرجل حامل العلم، والأسلاك الشائكة، ووجه المرأة - لا تتواجد جنبًا إلى جنب على القماش فحسب، بل تندمج في كلٍّ واحد، في شكلٍ موحدٍّ حيويٍّ وتكوينيٍّ. بهذه الطريقة، أردتُ إظهار الصلة الوثيقة بين النضال والأمل، والمعاناة والإيمان، والدم والقداسة.
هذه صورةٌ واحدةٌ للإنسانية، عالقةٌ في قلب المأساة، لكنها لا تفقد بريقها. بهذه اللوحة، أتحدث عن التعاطف، أتحدث عن كيف أن ألم شخصٍ آخر، حتى لو كان بعيدًا جدًا، لا يمكن أن يكون غريبًا.
يجب أن يُذكرنا الفن بإنسانيتنا المشتركة.

