• 2 تموز 2024
  • نبض إيلياء

 

 بقلم : خليل احمد العسلي 

 

 لقد كانت صدمة كبيرة للجميع وبالاخص الصديق العزيز "خليل الخالدي"  بعد ان انتشر خبر قيام مجموعة من رعاع المتطرفين اليهود المدعومين من المؤسسة الرسمية والشرطة بمغامرة غير محسوبة تتمثل باقتحام منزل وقفي لعائلة الخالدي في باب السلسلة ، يعلم المستوطنون والشرطة بأنه خالي وانه قيد الترميم، واعتمد هؤلاء على قصاصة ورق، تلك القصاصة كانت كافية للشرطة الإسرائيلية في القدس  لكي تقدم الحماية الكاملة والمساعدة بكسر قفل الباب الأخضر المعروف في باب السلسلة وابعاد أصحاب العقار والجيران .

 نفس الشرطة  ترفض حتى النظر الى احترام قرار محكمة اسرائيلية مانع لهدم منزل مقدسي أصدرته في آخر لحظة قبل ان تعمل الجرافات أنيابها في جسد المنزل المسكين كصاحبه  وتضرب  بعرض الحائط هذا القرار ، وتستمر بالهدم والتدمير .

ما علينا 

 المهم،ان المفاجأة كانت لان الصديق "خليل الخالدي" احد متولى وقف عائلة الخالدي يعمل بكد ونشاط من أجل المحافظة على كل حجر وكل وثيقة وكل عقار تابع لعائلته، ويعلم علم اليقين ايضا ان جميع عقارات العائلة  أوضاعها  القانونية صحيحة وأوراقها جاهزة ومرتبة وأن هذه العقارات جميعها في البلدة القديمة هي وقف ذري لا تباع ولا تشترى .

فهذه كانت حكمة الأجداد ،وعمق بصيرتهم  عندما  أوقفوا عقاراتهم لاولادهم واحفادهم من بعدهم  إلى أن قيام الساعة .

 ويعرف كل من له علاقة بالوقف الخيري والذري  ان عائلة الخالدي من  أكثر العائلات المقدسية تنظيما وحماية ومعرفة بكل عقاراتها الوقفية اكثر من اي عائلة اخرى ، فنحن عائلة العسلي  على سبيل المثال لا الحصر لا نعرف إلا النذر اليسير عن  العقارات والأراضي الوقفية التي تعود للعائلة في البلدة القديمة وهكذا حال الغالبية العظمى من العائلات المقدسية التي تملك وقفا ذريا  في قلب القدس ولا تعرف عنه شيئ.

 النقطة  الإيجابية  في هذا الموضوع هو ان جمعية المحافظة على الوقف والتراث المقدسي 

" وقفنا" أخذت على عاتقها منذ تأسيسها  مهمة زيادة الوعي لدى جيل الشباب بأهمية الوقف الذري من خلال توفير كل الوثائق اللازمة في موسوعة سترى النور قريبا هي الأكبر في هذا المجال  لتضع بين يدي القاصي والداني  ومن جيل الشباب المقدسي المعرفة لكل صغيرة وكبيرة عن وقف  عائلته من باب العلم بالشئ  ومن باب الحفاظ على هذا الإرث الذي تنفرد به القدس عن غيرها من مدن العالم .

فالقدس برمتها  هي وقف سواء كان خيري أو ذري اسلامي او مسيحي وهذا كان  سدا منيعا أمام طوفان الضياع والاستيلاء والتهويد . فكل مقدسي يعتبر هذا الإرث رغم انه قليل المردود فخرا وتاريخا يجب أن يحافظ عليه ونقله الى الأجيال القادمة  .

وكما قال صديقنا القاضي الباحث المتخصص في الوقف الذري والخيري "فواز عطيه الصافوطي "  في مقدمة كتابه " دور الوقف الذري في القدس الشريف" : 

" ما لا شك فيه أن السلف الصالح أوقف عقاراته في القدس الشريف من منطلق إيماني عقائدي. كيف لا، وحجة كل وقف ناطقة بما فيها من علامات وإمارات تؤكد على طلب صاحبها الثواب الجزيل من رب العالمين"  

كان "خليل الخالدي" هادئا غير متوتر قال لي قريبا سنعرف كل التفاصيل والالاعيب ولكن بالتأكيد نحن نعرف انفسنا وواجهنا موقفا كهذا قبل سنوات  وايضا استعدنا عقارنا بعد معركة قضائية طاحنة ، ولهذا فأنا لست قلق من هذا الاقتحام والاعتداء الذي سينتهي حتى قبل أن يبدأ، وهكذا كان ، فاليهود المستوطنين المدعومين من المؤسسة الرسمية لم يحضروا جلسة المحكمة ، مما أجبر المحكمة على إصدار الحكم لصالح الخالدية  بعودة العقار لهم.

 إن هذه المحاولة بالاستيلاء على عقار وقفي سواء كان خيري او ذري تعتبر بداية خطيرة لحملة قد تكون أكثر عنفا ضد العقارات الوقفية بالقدس ، حتى بأوراق مزورة، او بدون اوراق  مستغلين أصحاب النفوس الضعيفة  والعملاء من أبناء القدس ومن عرب الداخل .

  ومن المعروف ان  إسرائيل الوقف الخيري والذري تحدّيًا أساسيًّا أمام هيمنتها المادّيّة والأيديولوجيّة على القدس .

 وبعد أن دخل "خليل الخالدي " العقار المستهدف تنفس الصعداء متعهدا لحجارته  وغرف العقار بأنه على العهد باقي ، وان روحه  تهون من أجل الحفاظ على عقارات العائلة فهي امانة في عنقه وعنق  كل مقدسي .

 وللحديث بقية 

ان كان في العمر بقية