- 18 تشرين الثاني 2013
ان الحديث مع الصديق والطاتب المقدسي الاصيل عزام ابو السعود شيق ورشيق فهو حديث لا تختفى فيه الابتسامة ، فحديث كاتبنا هو حديث ذكريات وحكايا مقدسية لا تعرف عنها الجيل الجديد أي شئ، هو حديث عن عادات وتقاليد وشخصيات وحكايا لم تعد موجودها ، وهذا ما كان يحاول الكاتب الاقتصادي الاديب ابو السعود ان يركز عنه من خلال سلسلة روايته الاخيرة "صبري "و"حمام العين" و"سوق العطارين" و"الستيفادور "
ومن خلال هذا الحوار مع اديبنا تحاول مجلة "اخبار البلد" ان تسلط بعض الضوء على جوانب من شخصيته المقدسية :
اخبار البلد: الاستاذ عزام هل انت كاتب اولا او اقتصاديا او كلاهما!؟
- في الأصل انا اداري اقتصادي، فدراستي كانت بكالوريوس تجارة ثم ماجستير في ادارة المؤسسات، اما الكتابه فقد بدأت معي منذ الصغر، ولكنها تطورت من هواية الى شبه احتراف.
اخبار البلد:كيف يمكن ان نصف الكاتب المقدسي عزام توفيق السعود للقارئ المحلي والعربي ؟!
- احب صفة لي هي كاتب وناقد ساخر، وهذا هو الوضع في جميع اعمالي المسرحية.بعض الناس يقدموني على انني كاتب متخصص في شؤون القدس، وهذه صفة تغلب على مقالاتي في الجريدة، لكنها لا تحددها فمقالاتي يمكن تقسيمها الى 5 مجموعات : مقدسيات، مقالات عامة، قراءات نقدية، رثاء شخصيات، مقالات طريفة اما في الرواية : فيقولون انني اكتب الرواية التاريخية، وفي هذا بعض من الصحة وليس التعميم، فالرواية هي رواية أصلا، لكني ادخل تاريخ فلسطين والقدس فيها ضمن الدراما الروائية بطريقة اكثر سلاسة وتشويقا من التحدث عن التاريخ كمادة مجردة.
اخبار البلد: يقول البعض ان تركيزك في كتابات على الهموم المقدسي وعلى التاريخ المقدسي جعلك مميزا، هل توافق هذا الراي ؟!
- لا يمكن ان اصف نفسي بأنني مميز، فلكل كاتب اسلوبه، لكنني اعشق القدس، واحترق ألما للوضع الذي آلت اليه مدينتي ، وينعكس ذلك بالتأكيد على كتاباتي الأدبية، او دراساتي العديدة التي تناولت القدس من أكثر من جانب، الثقافي، الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، والتاريخي .. او حتى لقاءاتي وبرامجي التلفزيونية.. لكنني اود ان أقول انني عندما اقابل اي شخص خارج القدس، فان اول سؤال يسألني اياه عن احوال القدس، وهل يمكن ان تعود عربية، وذلك قبل أن يسألوني عن صحتي او أوضاعي.. وفي كثير من الأحيان وعندما اقابل مجموعة من الناس في اجتماع او مؤتمر او حتى لقاء عاديا ، عندما يراني المجتمعون يقولون: ها قد وصلت القدس .. هذا هو انطباع الناس!!!
اخبار البلد: في سلسلة قصصك الاخيرة اعتمدت على القصة المقدسية في نقل التاريخ، هل تعتقد ان هذا القصة شارفت على الاختفاء ولم يبقى اي شئ للاجيال القادمة ؟!
- نعم هذا صحيح من حيث اعتمادي على القصة المقدسية، لكني دوما في رواياتي ربطت مدينة القدس بمحيطها الضيق المتمثل بمدن فلسطين وريفها كمدن يافا ونابلس وحيفا وجنين والعفولة ومرج بني عامر، وفي المحيط العربي كمدينة دمشق وبيروت وصيدا وطرابلس وبغداد والقاهرة، وفي محيط دولي مثل لندن وباريس وغيرها.. لكن القدس تبقى هي القلب لكل الأحداث، وقد اعتمدت تبسيط التاريخ وجعل ابطال روايتي جزء من صانعي الحدث التاريخي، وهذا ما يرسخ بقاء سيرة الاجداد والاباء في الذاكرة الشبابية لشباب القدس وفلسطين.
اخبار البلد: هل انت متاثر باسلوب كتابي بعينه ام ان هناك عدة اساليب تعتمد عليها ؟!
- بالتأكيد كل روائي ينظر الى نجيب محفوظ كقدوة له في الكتابة، وانا قرأت جميع روايات نجيب محفوظ ، وتأثرت بأسلوبه، لكنني لن استطيع الوصول الى مستواه بالتأكيد، اما الكاتب الثاني فهو توفيق الحكيم، واسلوبه في تبسيط اللغة والمج بين الرواية وكتابة المذكرات ، وقد التقيت عدة مرات في شبابي واثناء دراستي بمصر، بكل من توفيق الحكيم ونجيب ومحفوظ، ولهذا فانا متأثر بثلاثية نجيب ورواياته الأخرى، وبيوميات نائب في الأرياف للحكيم، وعالميا شكل لي ارنست همنجواي عنصرا ملهما في تحديث الرواية، وتشكيل شخوصها .
اخبار البلد: ما هي نصائحك للاجيال المقدسية القادمة للحفاظ على الرؤية المقدسية وعلى الحياة المقدسية وعلى الاسلوب المقدسي المميز ؟!
- ادعو شبابنا للقراءة اولا وثانيا وثالثا، وكم انا سعيد بأن المدرسة الابراهيمية العريقة في القدس، اختارت رواياتي ككتب مطالعة للصفوف العليا، وناقشت هؤلاء الطلاب فيما قرأوا ووجدت ان لدينا شبابا نفخر بهم وبوطنيتهم وبقدرتهم على الاستيعاب .. مع الأسف فان الكتب التي اصدرناها عن القدس باللغة العربية تقل عن 1% مما اصدره اليهود عنها، ما أطلبه هو أن قرأ على الأقل ما يتوفر تحت ايدينا من هذه الكتب.
اخبار البلد :هل تعتقد ان هناك جهات رسمية فلسطينية او عربية معنية بدعم القدس ثقافيا وفنيا ؟!
- لا أعتقد ان العرب معنيون فعلا بالدعم الثقافي والفني للقدس، هم يكررون ويظهرون عواطفهم نحو القدس، لكنهم عمليا لا يقدمون الا النذر اليسير، هناك مؤسسات ثقافية عربية عديدة، لكن من يصل منا اليهم هم المتنفعون والمستنفعون، ولا يقدمون لهم اعمالا تلفت الانتباه، علينا الوصول الى هؤلاء بأعمال قوية اصلا، والعمل القوي يسوق نفسه .. لكن أهل القدس الحقيقيين، عفيفي النفس، فلا يتقدمون لأحد طلبا للدعم.
اخبار البلد: كيف يمكن ان تصف حالة القدس الثقافية والاقتصادية؟!
- حالة القدس الثقافية تتراجع باستمرار، المسرح الوطني الفلسطيني بالقدس لم ينتج اي عمل مسرحي مثلا منذ 3 سنوات! والصالونات الثقافية لدينا محدودة الرواد، وبعضها يدار بطريقة كلاسيكية لا تجذب الشباب، والسائح لا يرى من الثقافة المقدسية الا النفايات المتجمعة بعد سوق يوم السبت في شوارع المدينة، لا يوجد لدينا سينما في القدس، ولا توجد الا قلة تقرأ الكتب، حتى المسلسل التلفزيوني الذي قدم عن القدس شوّه صورتها .. لذلك فالقدس تنام مبكرا. اما الحالة الاقتصادية فتسير نحو دمج اقتصاد القدس العربية بالاقتصاد الاسرائيلي بوتيرة متسارعة، ليكون اقتصادا خادما لإقتصادهم، لا يوجد لدينا اي ابتكار أو تنويع اقتصادي، ولا نستغل السياحة لخدمة مدينتنا رغم ان الاماكن الدينية موجودة لدينا، فلا زال الاسرائيليون يحصلون على 92% من الدخل السياحي للأراضي المقدسة، ونحن فقط نحصل على 8% فقط من هذا الدخل!!!
اخبار البلد : هل لديك اي شئ ترغب باضافتة تعتقد انه لم يتم القاء الضوء على شخصية عزام ابو السعود الانسان والكاتب والاقتصادي ؟
- نعم .. فعزام ابو السعود يحب النكتة والقفشة، كتب الشعر في صباه لكنه لم يكمل في هذا الطريق، ولدى عزام ابو السعود هواية الحفر على الخشب، وربما سيكون له معرض في نهاية العام القادم، كما انه يهوى الرسم، وخاصة رسم الوجوه، بشكل اسكتشات ، وغالبا ما يقوم بذلك وهو يشارك في ندوة ، وهو الآن انسان متقاعد يهتم بصحته، وبأن لا ينساه الناس!!!
عزام ابو السعود في سطور:
ماجستير إدارة مؤسسات ذات عضوية (Association Management )
بكالوريوس تجارة/ جامعة القاهرة 1971
مدير وصاحب – شركة التجهيزات الفنية 1971-1982
مدير تجاري – شركة البيرة التجارية 1975-1980
مدير دائرة العطاءات واللوازم- جامعة بيرزيت 1982-1996
ممثل دور نشر عالمية – 1996-1999
مدير عام الغرفة التجارية الصناعية العربية بالقدس- 1999- 30/7/2013
كاتب وباحث متخصص في شؤون القدس
المنشورات :
حوالي 1600 مقال معظمها في جريدة القدس تصنف كمقدسيات أو كسياسية واقتصادية واجتماعية
مش هيك يا بلد – مسرحية 1999
قفل 12 طقة - مسرحية 1999
طار الحمام - مسرحية 2005
صبري - رواية 2008
حمام العين – رواية 2009
سوق العطارين- رواية 2009
خنيفسه - قصة اطفال 2009
الستيفادور - رواية 2013
معد ومقدم الحلقات التلفزيونية : حكايات مقدسية
الدراسات : مجموعة دراسات وأوراق عمل وبرامج تلفزيونية عن الأوضاع الاقتصادية وتطوير اقتصاد القدس ، القطاعات الاقتصادية للقدس ، تطوير شارع الزهراء بالقدس، تطوير اماكن جذب سياحية اضافية في القدس، اقتصاديات السياحة في القدس ، الحياة الثقافية والأدبية في القدس، النهوض بالثقافة في المدينة المقدسة، قراءات النقدية، الطفولة والشباب المبكر لياسر عرفات ، التاريخ الشفوي لمدينة القدس.
مناصب ونشاطات مجتمعية:
- عضو مجلس أمناء وإدارة الملتقى الفكري العربي بالقدس
- عضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات
- عضو مجلس ادارة مؤسسة أمان للمسائلة والشفافية- رام الله
- أمين سر مجلس أمناء جمعية القدس للرفاه والتطوير- اعمار البلدة القديمة بالقدس
- عضو الهيئة الادارية لجمعية القدس للدفاع القانوني والاقتصادي
- عضو المجلس الاستشاري للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
- رئيس سابق مجلس أمناء وإدارة المسرح الوطني الفلسطيني
- عضو سابق مجلس أمانة القدس

