• 12 شباط 2025
  • حكايات مقدسية

 

 

بقلم : الباحث الشيخ مازن اهرام 

 

على مقربة من بيتي يقطن الحج إبراهيم أبو خليل وزوجته جيراننا الطيبين ما ينوف على خمسون سنة بيت متواضع يتكون من غرفة واحدة وحوش بسيط يلتف حوله سنسله سور حجري صاحب ابتسامة ووجه صبوح يعمل في حظيرته المتواضعة يعتني بالخيل ويربي الدواجن ويزرع في حديقته بعض الشجيرات والخضروات وام خليل تعتني بالأزهار والورد الجوري وشجرة الياسمين التي تظلل مدخل البيت بجمالها الأخّاذ وعطرها الفواح في مدخل البيت مقعد خشبي (دوشك)عليه مفرش ووسادتين يستقبل الجيران ويتسامرون في كل مساء، ينادي على ام خليل حطي كبايات الشاي ع الاسكملة وصبي الشاي وإذا في النملية حاجة أكرمي الجيران 

يروي حكايات عن أيام العثملي كيف كان يساعد والده الذي كان يعمل سائس للخيل في قلعة القدس عند دزدار القلعة حكايته المعهودة الشيقة تملأ الأجواء بسحرها الخاص يُلقى الليل عباءته السوداء على الكون، فتعم السكينة والهدوء تحتضن القلوب أحلامها، وتتجدد الآمال في ظل هذا الهدوء الذي يعم الأرجاء. يستكين الناس في منازلهم، يختلون بأنفسهم، يتأملون في يومهم، ويخططون ليوم جديد ما عدا الحج إبراهيم فهو في تلك الليلة شارد الذهن مشغولَ البالِ حزين وكأن على رأسه الطير كأنه فقد عزيز عليه لَمْ يَنْبَسْ بِبِنْتٍ شَفَةٍ ولَمْ تَصْدُرْ عَنْهُ َ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ انعقد لِسانهُ عن الكلام؟؟

أخبرنا بالله عليك ما الحكاية هل فقدت عزيزا أوحلت بك نائلة؟؟

كما تعلمون قبل عدة أشهر تقدم مشتري وأصر على شراء الفرس الأصيلة مُكرها خوفا أن تصيبها عين وهي عزيزة مليحة أحببتها واشترط على المشتري أن أول مولود تلده الفرس من حقي انجبت الفرس مهرة(فلوة) وبعد أربعة أشهر طالبته بالمهرة كما تعاهدنا واتفقنا 

قال هي بالزريبة فلم أجد سوى جدي صغير!!!! بالله عليكم أليس هذا عجباً عُجاب أعلمنا يا مختار ما الحيلة؟؟

 أبو خليل إذا كان الخيل مقابل الخيل ساعتها الخيل تلد خيل وإذا الخيل غير مقابل الخيل ساعتها الخيل تلد جدي وخراريف وإذا عزوتك وجاهك مقابل البائع تقدر تحصل المهرة ونتعلم لغيرها وكل حاجة لها أصول وعوائد وقد جاء ذكر الخيل في القرآن الكريم في خمس سور فضلا عن تسمية سورة باسمها وهي (العاديات) وقد أقسم الله بها وذكرها لما فيها من منافع كثيرة يقول الله تعالى (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة)

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) الخيل هبة من الله علينا خاصة عند العرب وقد اعتبرت على مر التاريخ أنها رمزا للمروءة والشجاعة والوفاء وعلى ظهورها تمت الفتوحات الإسلامية ولذلك احتلت الخيول عند العرب مكانة عالية أما مكانتها في الأسلام فيقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم 

(عليكم بإناث الخيل فان ظهورها عز وبطونها كنز)

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الخيل ثلاثة: فرس للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله، وأما فرس الإنسان فالتي يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها فهي ستر من فقر، وأما فرس الشيطان فالذي يقام ليراهن عليه". 

الخير ما طلعت شمس وما غربت ... معلق بنواصي الخيل معقود

وخذلك هالدرس للمرة الجاية 

ومن أحد اشكال بيع الخيول الاصيلة بيع المثنى أو (المثاني) حيث تقسم الفرس كما هو متبع عند العرب الى أربعة وعشرون قيراط (معيار دقيق تحدد الحصص من خلاله) وعندما تباع الفرس اما ان يبيع المالك نصفها وهذا يعني مقدار أثنى عشر قيراط او يبيع ثلثها او يبيعها كلها تحت مصطلح يسمونه (بطن وظهر)..

 ويسمى أيضا (المقلفع) عند العرب ويعني بيع منقطع لا حق للبائع فيه من جهة المواليد وعند ما يبيع المالك أثنى عشر قيراط من الفرس اي نصفها فيصطلح لذلك انه باعها (ظهر من دون بطن) ويعني هذا ان المشتري بعد اخذه الفرس وامتلاكها يذهب أول مولود للبائع في حال كانت انثى (فلوة) يتسلمها البائع بعد أربعة أشهر من الولادة أما مصطلح بيع المثاني فيكون فيه البيع: 

(البطن الأول للبائع) (والبطن الثاني للمالك الأخير المشتري) (والبطن الثالث للبائع الأول)، وبعدها ينقطع الشرط وينتهي البيع، وإذا بيعت الفرس تحت هذا المصطلح مثالثة فانه يتم الاتفاق مسبقا على المواليد مع الاحتفاظ بحق المالك الاول (بالبطن الاول) 

ويشمل المصطلح أيضا بيع الفرس مرابعه أي لأربعة اشخاص الا انه نادر ويشمل القانون في حالاتى المشتري الذي اشترى من المالك الاصلي أثنى عشر قيراط من الفرس وقام ببيع حصته لرجل اخر فعلى المالك الاصلي ان يعود الى هذا الرجل لأخذ حصته ويبرز في هذه الحالة صك الحجة.. لنفرض ان الفرس التي بيعت مناصفة بين رجلين كان بطنها الاول ذكر وليس انثى في هذه الحالة يرسل المشتري الى البائع بعد اربعة أشهر طالبا حضوره ويتم تسعير الفلو وعرضه فإما ان يشتريه المالك الاصلي الأول او يبيعه للشريك المشتري ويدفع نصف ثمن الحصان للبائع الأول وبالإمكان ان توزع وتباع كحصص معدودة بين الشاري والبائع.

وقالوا العرب قديما ظل يجمع الخيول حتى ضاعت منه الأصيلة عميقة لمن يفهمها.

المعنى في قلب الشاعر الذين يعشقون الكثرة والتنوع بالعلاقات لم يستقر أبداً على شخص واحد ضاعت منه الأصيلة ومشى مع البغل ورفسه بأول الطريق فعلا ضاعت والأصل نادر جدا