• 17 تشرين أول 2020
  • حارات مقدسية


بقلم : الباحث الشيخ  مازن اهرام

تقع حارة المنصورية على سفح جبل الطور أو جبل الزيتون: ويسميه العرب "جبل الطور" أو"طور زيتا" وعليه تقع قرية الطور. ويقع هذا الجبل شرقي القدس. ويبدو أنّ اسمه مأخوذ من شجر الزيتون الذي كان موجودًا بكثرة. ويرتفع الجبل قرابة 826 م عن سطح البحر من الجهة الغربية وتتوسط حارة المنصورية الطريق الممتد من أعلى  الجبل حيث مقام الزاوية الأسعدية: عند قمّة الجبل، وتضم جامعًا ومقام العالم الصّالح "محمد بن عمر علي". وقد سمّيت هذه الزّاوية بالأسعديّة نسبة الى مؤسسها "أسعد المفتي". ومقام وقبر رابعة العدوية وهي "رابعة أمّ الخير" بنت اسماعيل الصّوفيّة الصّالحة المشهورة إلى أسفل الجبل حيث  الجثمانية ومقام مجير الدين العُليمي الذي يقبع على قارعة الطريق من الجهة اليسرى

لنتعرف على صاحب الحارة  وهو الشيخ منصوربن علي السطوحي المحلي  المصري نزيل القدس والشام  الصوفي الشاذلي 

أما الطريقـة الشاذلية أو الوفائيــة: وهـي تنسب إلـى الشيخ علـي بــن عبـد الله الشاذلي(ت656هـ/1256م) واشتهرت  في خلال  العصر  العثماني  في القدس  على يد  الشيخ  منصوربن علي  السطوحي  المحلي  المصري  نزيل القدس  والشام  الصوفي الشاذلي  المحلاوي   حيث أسس لأتباعه  زاوية  فوق  جبل  الطور  شرق مدينة  القدس

 و ينتسب  لها أيضاً من آل الدجاني وآل العلمي

عائلة الدجاني:

يتصل نسبها إلى خير البريّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهي من ذرية سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه بن سيدنا الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه وابن سيدتنا فاطمة الزهراء عليهم السلام اجمعين. وممن ذكرهم وشهد بانتسابهم لسيدنا الحسين الشيخ عبد الرحمن الأنصاري في “تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب”، قال في سليل أحد نزلاء المدينة منهم “بيت القشاشي، نسبة إلى القشاش هضمًا لنفسه بين أبناء جنسه. وأصلهم القطب الكبير الولي الشهير العارف بالله تعالى شيخ شيوخنا سيدي الشيخ أحمد بن محمد بن يونس القشاشي الدجاني نسبة إلى دجانة قرية من أعمال بيت المقدس. ان عائلة الدجاني مقدسية عريقة تمتد جذورها الضاربة في أعماق مدينة القدس منذ مئات من السنين، وأول من حمل اسم الدجاني هو أحمد بن علي بن علاء الدين. وُلد في دجانية من أعمال القدس الشريف خلال القرن الثامن الهجري، وقد عاش فترة من حياته في قرية دجانية بالقرب من القدس، ولما ارتحل عنها نُسِبَ إليها وظل يُعرَف بهذا الإسم هو وذريته. ويقال إنه لما خرج من دجانية حزن أهلها لفقدان دجانية لهذا الولي العارف الجليل، فأطلقوا عليها اسم “الجانية” (بعد حذف الدال) تعبيراً عن أنها قد جنت على نفسها بخروج هذا الولي من بين ظهرانيها..وحين نزل القدس سكن في دير صهيون ومقام النبي داود الكائن جنوبي القدس. في عام 856 هـ صدر فرمان من الباب العالي من السلطان سليمان القانوني بإسناد الإشراف على نظارة وقف النبي داوود عليه السلام في القدس لعائلة الدجاني, حيث كلّف الشيخ العارف أحمد الدجاني برعاية هذا الوقف, ومن بعد الشيخ أحمد الدجاني استمر أبناؤه وأحفاده في الإشراف على وقف النبي داوود عليه السلام.

وتعتبر عائلة الدجاني من العائلات المقدسية المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بالحركة الصوفية وخصوصاً في معقلها الخاص زاوية النبي داود في القدس على جبل صهيون. وقد حافظوا على إدارة الزاوية وخدمة زوار أهل هذا المكان المقدس. ولشدة ارتباط أفراد العائلة بتلك الزاوية فإن فرعاً منها صار يعرف بالداودي.

والشيخ محمد بن الشيخ القطب شهاب الدين أحمد الدجاني، سافر إلى مصر، ودرس في الأزهر الشريف، واشتغل في مذهب الإمام الشافعي، وأصبح مفتياً للشافعية في القدس، وشرح ألفية ابن مالك والرحبية، وصام الدهر أزيد من خمسين عاماً كما ذكر المحبي. توفي وقد جاوز الثمانين سنة 1026بمنزله بدير صهيون، ودفن في فستقية والده بمقبرة ماملاّ.

الشيخ درويش بن سليمان بن الشيخ محمد بن الشيخ القطب شهاب الدين أحمد الدجاني الشافعي المقدسي كان حافظاً للقرآن الكريم، وتفقه على الشيخ منصور بن علي المحلي في القدس، وأجازه في المشيخة على الفقراء لصلاحه وديانته. توفي في عاشر ذي الحجة سنة 1088هـ.

وقد نشأ في مدينة القدس، وعاش في كنف عائلة مقدسية تأثرت باهتمام رجالاتها بالتصوف ومشيخة مقام وزاوية النبي داود، وقد اشتغل الدجاني في أواسط عمره في التصوف اقتداءً بآبائه وأجداده وصنّف كتباً ورسائل متنوعة مستلهماً ذلك من بيئةٍ عملت منذ زمنٍ بالعلم واشتغلت به. وتأثر بالصوفية وله علاقة بالشيخ الصوفي الكبير منصور المحلاوي، جعلت الأخير يشترط في وقفه على زاويته التي أنشأها في جبل الزيتون في القدس أن تكون المشيخة بها للشيخ أبي الفتح محمد الدجاني بن الشيخ صالح الدجاني.( عائلات بيت المقدس مجلة الفيصل: العددان 433-434)

عائلة العلمي

يقول الأستاذ مصطفى مراد الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين إن: (آل العلمي هم من السادة الأشراف في المغرب نزلت القدس واستقرت فيها ومنهم جماعة أقامت في اللد وغزة).

ويقول د. كامل العسلي إن عائلة العلمي (عائلة عريقة من الشرفاء الأدارسة الحسنيين قدمت إلى القدس من المغرب في زمن المماليك، وخرّجت كثيراً من العلماء والفقهاء والمفتيين والصوفية والزهاد وكان أشهرهم الشيخ الصالح محمد العلمي المتوفى سنة 1038 للهجرة والثاوي على تراب جبل الطور فيما يعرف بالزاوية الأسعدية) 

تسمية العلمي:

جاءت نسبة هذه العائلة  من كلمة (العلم) و كلمة العلم لغة حسب المعجم الوسيط/الجزء الثاني تعني سيد القوم .

ويعتقد أن هذا المعنى هو الذي نسبت إليه تسمية آل العلمي، فالواضح أن التسمية جاءت من المغرب العربي  وتعود إلى أحد أجداد هذه العائلة وهو القطب الزاهد والشيخ العابد (أبو محمد) عبد السلام بن مشيش (دفين قنة جبل العلم في المغرب) – القنة: قنة كل شيء أعلاه – وقنة الجبل معناها الجبل المنفرد المرتفع.. ويبدو بأن هذا الجبل قد ُسميّ (جبل العلَم) أي (جبل سيد القوم) نسبة إلى عبد السلام بن مشيش.

عائلة الأنصاري :

تملك عائلة الأنصاري جزء من الأراضي الواقعة وعقارات  في سفح جبل الطور من الجهة الغربية  ككرم التفاح وكرم الورد  ويُطلق على تلك الأراضي ( مرآية الأقصى  المبارك) لإهميتها

يعود نسب عائلة الإمام الأنصاري إلى الصحابي الجليل شداد بن أوس الأنصاري يروى أنه عندما دنت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قام شداد ثم جلس ثم قام ثم جلس فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يا شدَّاد ما سبب قلقك? فقال يا رسول الله ضاقت بي الأرض فقال صلى الله عليه وسلم :

(ألا إن الشام ستفتح وبيت المقدس ستفتح إنشاء الله تعالى وتكون أنت وولدك من بعدك أئـمـة بها إلى يوم القيامة إنشاء الله) فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم, فقد توفى شدَّاد رضي الله عنه سنة ثمان وخمسين من الهجرة وله خمس وسبعون سنة وقبره الطاهر ببيت المقدس في مقبرة باب الرحمة تحت سور المسجد الأقصى.

( راجع الأنس الجليل/ الجزءالأول ص 263).

وتحقيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الصحابي شدَّاد بن أوس الخزرجي الأنصاري هو الوحيد الذي خلف عقبا من الصحابة الاوائل الذين سكنو بيت المقدس , كذلك فإن كلمة إمام مفرد أئـمة تحقيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم

( انت وولدك من بعدك ائمة بها الى يوم القيامة) ولا ننسى حديث رسول الله ( اللهم بارك في الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار وزوجات ابناء الانصار)

ولقد حاولت يد الطامعين في الإستيلاء على الأراضي التي تملكها  عائلة الأنصاري حيث صدر بيان عن عائلة الأنصاري:

نحن آل الأنصاري في مدينة القدس ومتولي وقف الشيخ عبدالله ابراهيم الداوودي الأنصاري نعلن ان الأرض الواقعة في القدس على سفح جبل الزيتون وفي طريق الصوانة بجانب الجسر والى شرق مبنى حسبة القدس الشريف في وادي الجوز، وهي ضمن أرض واد عبيد الله المعروفة بأرض الصلاحية وتصل حدودها الى بئر المرصرص هي وقف خالص لعائلة الأنصاري ومؤجرة لبطركية دير الروم الأرثوذكس منذ مدة طويلة.

الشيخ منصور  بن علي  المحلاوي السطوحي الشافعي العالم  العامل  والفاضل الكامل  المشهور بالعبادة و العرفان  والبالغ  الى مرتبة  التفرد  في الزهد  وعظم الشأن  نزيل مدينة القدس  ثم دمشق والقاهرة   قال بن عبد الباقي  الحنبلي : ( وأقام  بالقدس معتكفاً على العبادة  وتلاوة  كلام الله  تعالى  وإلقاء  حديث  النبي صلى الله عليه  وآله وصحبه وسلم  فحسده أهل القدس  هلى حبه  الخفاء  وشهرته تأباه  وإقبال  الكبراء  والأعيان  عليه  وأظهروا عليه الشرور   وأسندوا  إليه   أموراًهو منها بريئ  فهاج إلى دمشق  فاستقبله  أهل  الشام  الاستقبال  الكلي .... علم التصوف  علماً وتعليماً  وتخلقاً وتحققاً وعلم  العقائد  وعلم المعاني  والبيان  وباقي  علوم اللغة العربية  بأسرها  وعلم  الحديث  روايةُ  ودرايةُ  .. وقد قرأت  عليه ألفية  ابن مالك  في النحو  وشروحها  كالمرادي  وابن  المصنف  وشرح الوضيح  وتلخيص  المعاني  للخطيب  القزويني  والسنوسية وشرحها   وجوهرة التوحيد  وشرحها  المختصر   زحضرتُ قراءة  أخينا الشيخ  حمزة عليه  رسالة  القشيري  في التصوف   وحضرت  قراءة  أخينا  الشيخ  كريم  العطار  الجامع  الصغير  وقرأت عليه  كتاب  الحِكم  لابن عطاء  الله  الإسكندري  وشروحه  وغير ذلك  وشرح  العقائد  للسعد  والقاضي  زكريا  على  إيساغوجي  وغير ذلك مما  لا يحضرني  من المطولات  والمختصرات  وأرشدني  لحفظ  القرآن  فجزاه  الله  عني  خير الجزاء  خير ما  جازى  شيخاً عن تلميذه   ومعلماً  عن معلمه  وكثيراً  ماكان  يدعو لي  جزاه الله خيراً  بقوله  : الله  يا ولد  يزيدك توفيقاً  وأرجو  الآن  السعادة  بدعائه

فالمصادر  أشارت  بشكل  واضح  لايقبل  التأويل  أن اليهود  في مدينة القدس  حاولوا تجاوز  بعض ما كان مرسوما  لهم من مواثيق  وعهود  من ذلك  حادثة  دخول  طبيب يهودي  إلى ساحات  الحرم  الذي  اعتبر  في حينه  خرقاً صارخاً وتدنيساً للحرم   والتي  ثار  على إثرها  أتباع  الشيخ  منصور  المحلاوي (منصور بن  علي  السطوحي  المحلي  المصري  نزيل  القدس والشام  الصوفي  الشاذلي  (المحبي  خلاصة الأثر ج4 ص423-425)وكان الطبيب اليهودي  قد حضر المدرسة  القايتبانية – الكائنة  في الجدار  الغربي  للحرم  من الباب الخارجي –

المدرسة الأشرفية في المسجد الأقصى

السلطانية، ويسمونها أيضا المدرسة السلطانية والمدرسة الأشرفية، وصفها المؤرخ العربي مجير الدين الحنبلي في كتابه , "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل " ب الجوهرة الثالثة للمسجد الأقصى.

بناها في الأصل الأمير حسن الظاهري باسم الملك الظاهر خوشقدم ( 875 هـ / 1470 م ) وكانت يومئذ تدعى السلطانية. ولما توفى الملك الظاهر ولم يكن بناؤها قد تم، رجا ( أي الأمير حسن ) الملك الأشرف قايتباي أن يتقبلها، فقبلها منه، ونسبت إليه فسماها : الأشرفية , ورتب لها مشايخ وفقهاء ومدرسين يدرسون التعاليم الصوفية.

ولما زار قايتباي القدس في سنة 880 هـ /1475 م . و رأى المدرسة لم تعجبه فأمر بهدمها، وأرسل (884هـ/1479 م ) خاصكيا فهدمها، واعاد بناءها مضيفا إليه بعض العمائر، فبوشر بالبناء في 14 شعبان 885هـ/19 أكتوبر 1480 م) وانتهى في 877( سبتمبر 1482م) وقد استخدم في بناءها مهندسا نصرانيا من مهندسي القاهرة وتولى عمارتها القاضي فخر الدين بن نسيبة الخررجي، فجاءت آية في الابداع، حتى ان مجير الدين الذي وصفها ووصف قبتها قال : " أنها الجوهرة الثالثة في منطقة الحرم بعد قبة الصخرة وقبة الأقصى (المصلى القبلي)

تقع في الجهة الغربية من المسجد الاقصى المبارك بين المدرسة العثمانية (القدس) شمالا ومئذنة باب السلسلة (القدس) جنوبا.

والمدرسة قسمان : قسم داخل المسجد الأقصى المبارك، والآخر خارجه، والذي داخله عبارة عن طابقين : الأول كان مصلى الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك في أصله، ويستخدم جزء منه الآن كمقر لقسم المخطوطات التابع لمكتبة المسجد الاقصى ( ومقرها الرئيس في جامع النساء ) . والجزء الأكبر منه هو مقر ثانوية الأقصى الشرعية للبنات، وفيها أيضا قبر الشيخ الخليلي، وبعض الأجزاء الصغيرة التي تستخدم دورا للسكن . أما الطابق الثاني فمتهدم السقف وهو مسجد المدرسة ويرجع انهدام هذا الجزء لزلزال سنة 1346هـ/ 1927.

مبنى المدرسة جميل البناء، حيث اشتملت عناصره على صفوف الحجارة المشهرة ( الملونة باللونين الاحمر والابيض ) وامتازت بغناها بالعناصر المعمارية والزخرفية.

وانك لتقرأ على الجدار الباقي من جدرانها الكلمات الآتية منقوشة بالنسخ المملوكي (المماليك) الجميل وبأحرف كبيرة : " أمر بإنشاء هذه المدرسة الأشرفية مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي عز نصره بتاريخ مستهل شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثمان مئة وذلك في أيام مولانا المعز الأشرف الناصري سيدي محمد الخازندار ناظر الحرمين الشريفين عظم الله شأنه "

على حد وصف الوثيقة -  بعد أن استدعى  لمعالجة  وفد قادم  للزيارة من اسطنبول

 لإصابتهم  بمرض مفاجئ وما أن تناهى  إلى مسامع  الشيخ  المحلاوي  امر دخول  اليهودي  المذكور  حتى أوعز  لجماعته – الذين  كان محل إقامتهم  في رواق المسجد الأقصى  أسفل صحن الصخرة  المشرفة  - بمحاصرة المدرسة   والثورة  على  من سمحوا  بتدنيس  أرض  الحرم  ببراثن  اليهود  وليس ذلك فقط  بل ذهب  الشيخ إلى أبعد  من ذلك , عندما أفتى  بالسماح  بقتل  كل من وجد من اليهود  في القدس الشريف

تم نفي الشيخ منصور إلى الشام   لعدة سنوات وبعد أن تشفع له آغا الشام للعودة إلى بيت المقدس وقد إنتقل آغا بيت المقدس للرفيق الأعلى على أن لايقيم داخل البلدة العتيقة فبنى زاويته المعروفة على سفح جبل الطور  ونتيجة العوامل الطبعية حدث زلزال  ثُم أُعيد بناء  الزاوية على أنقاض  وأساسات  الزاوية  الأولى ,ومن الجدير ذكره أن اليوم أصبح مسجداً تقام فيه الصلوات  وهوعامر بالمصلين  والسكان المجاورين  للمسجد ويوجد له أمام  وسادن يشرفان على المسجد

ومن أهم المعالم حارة  المنصورية كنيسة الجثمانية

كنيسة كل الأمم

 كنيسة الجثمانية Gethsemane: وتسمى أيضًا بكنيسة "كل الشعوب" لأن الدول اللاتينية التي شاركت في بناء هذه الكنيسة حوالي 16 دولة. هذه الكنيسة تعتبر من أجمل الكنائس في فلسطين والعالم. أما كلمة الجثمانية أو الجسمانية فهي كلمة آراميّة معناها "معصرة الزيت". وهي تقع في بستان مزروع بأشجار الزيتون القديم جدًّا. وفيه معصرة مصنوعة من الحجر، ومغارة يحيط بها السّور الّذي خرج السّيّد المسيح منه للقاء الأعداء

كنيسة كل الأمم (بالإنجليزية: Church of All Nations)‏ أو كنيسة الكرب (بالإنجليزية: Church of the Agony)‏ أو كاتدرائية الكرب (بالإنجليزية: Basilica of the Agony)‏ هي كنيسة موجودة على جبل الزيتون في القدس بجانب بستان جثيماني (بالإنجليزية: Garden of Gethsemane)‏. وهي تحفظ جزء صخري حيث يعتقد أن المسيح قد صلى هناك في الليل

بنيت الكنيسة في الفترة ما بين 1919 إلى 1924 وذلك بدعم مالي من عدة بلدان مختلفة (لاحظ الاسم). أكثر ما يميز الكنيسة هي واجهتها، وهي مدعمة بصف من الأعمدة في أعلاها لوحة فسيفسائية تصور المسيح بشكل رمزي على انه صلة الوصل بين الله والبشرية.

مهندس المبنى هو أنطونيو بارلوزي، والكنيسة الحالية مبنية على موقع كنيستين قديمتين: الأولى كنيسة صغيرة بنيت على عهد الصليبيين في القرن الثاني عشر وهجرت في القرن الرابع عشر، والأخرى هي بازيليك بيزنطية بنيت في القرن الرابع ودمرها زلزال في عام 746.

تقع أرض "الجتسمانية" بمنطقة وادي قدرون الذي يمتد على أربعة كيلومترات مربعة بين القدس وجبل الزيتون، وبنيت عليها كنائس "الجتسمانية أو "الجثمانية" -وهو الاسم الأكثر شيوعاً- وكنيستا "كل الأمم" و"مريم المجدلية"، ودير القديس ستيفان للروم الأرثوذكس. وله مُسنى آخر:

وادي النار هو أحد أشهر أودية فلسطين ويقع جنوب مدينة القدس، وهو واد يفصل بين مدينة القدس وجبل الزيتون، ويمتد من وادي الجوز عابرًا بركة سلوان إلى دير مار سابا وينتهي عند البحر الميت. ويبلغ ارتفاعه فوق سطح البحر حوالي 650م.

على سفوح جبل الطورالزيتون الغربية، حيث التقاء وادي الجوز ووادي قدرون في القدس المحتلة؛ تنحدر أسفل الشارع الرئيسي بقعة منسية عميقة سميت

"وادي عُبيد الله"، ورغم مساحتها الكبيرة وقربها من سور القدس والمسجد الأقصى الشرقي، فإنها تعاني من الإهمال، ويندر الحديث عنها في المراجع العربية المكتوبة، كما غابت تماما عن وسائل الإعلام.

يبدأ الوادي من تقاطع الشارع الرئيسي المؤدي إلى منطقة الصوانة، ويمتد حتى حدود كنيسة قبر السيدة مريم، في مساحة تقدر بنحو 1.5 كيلومتر مربع، ضمن وادي قدرون أو مريم، الذي يحيط بتلة المسجد الأقصى الشرقية، والذي زخر بالآثار والقبور على مر آلاف السنين.

على بعد 2 كم من القدس يسير الوادي إلى الجنوب الشرقي إلى أن يصل إلى زاوية السور الشمالية الشرقية ثم ينحدر شرقي القدس بين سورها من الجانب الغربي وجبل الزيتون وتل المعصية من الجانب الشرقي حتى يلتقي مع وادي "هنوم" المنحدر من الغرب، ثم ينحدر إلى مار سابا حيث يسّمى وادي الراهب ومن ثم يمتد إلى البحر الميت وهناك يسمّى وادي النار

تتبع أرض الجتسمانية -التي تعني معصرة الزيت باللغة الآرامية- ملكية القديسة حنة، جدة المسيح عليه السلام لأمه، وكان يتردد عليها هو وتلاميذه باستمرار ويجلسون عند المعصرة التي لم يعد لها أثر اليوم بفعل العوامل الطبيعية، وفق الروايات.

يوجد في الجتسمانية ثلاث كنائس، إحداها تحمل اسم الأرض وفيها قبر مريم عليها السلام والأيقونة العجائبية التي تحكي قصتها، وهذا حدث آخر مهم عند المسيحيين. فوفقا للأرشمندريت بصل، ظهر الملاك لوالدة المسيح في هذا المكان ليخبرها بأنها ستنتقل إلى الأمجاد السماوية بعد ثلاثة أيام، وأعطاها زنبقة كإشارة، لتعود إلى منزلها في "تلة صهيون". وبعدما انتقلت روحها إلى السماء، نقل التلاميذ جثمانها ليدفنوه في صخرة ضمن أملاكها في الجتسمانية.

وفي حوالي عام 337 ميلادية، بنت القديسة هيلانة الكنيسة على طراز البازيليك، ذات شكل طولي يتوسطها قبة لتحاكي شكل الصليب، ولتمسي ثالث أهم كنيسة للحجاج المسيحيين للأراضي المقدسة بعد كنيستي القيامة والمهد.

ويفضي الدرج إلى قبر مريم، وفي عيد الصليب تشعل النيران في إشارة إلى تقليد يعود إلى زمن القديسة هيلانة التي بنت 228 كنيسة في فلسطين التاريخية.

وارتبط الموقع بميثولوجيا اسلامية، شاعت حتى وقت قريب كما يمكن ان نستنتج مما كتبه محمد ثابت، في كتابه (العالم كما رأيته: جولة في ربوع الشرق الأدنى بين مصر وأفغانستان: رحلة محمد ثابت سنة 1932م).

وبعد ان يتحدث عن الباب الذهبي في سور المسجد الاقصى الشرقي يقول بان قبالة هذا الباب من الخلف: "جبل الزيتون الذي كان يأوي إليه المسيح للتعبد بين أشجار الزيتون، ويقول الناس إن الصراط (هكذا في الاصل) سيمتد يوم القيامة بين هذا المكان وبين قبة الصعود قبالته فوق جبل الزيتون، وسيمسك النبي بطرف السراط من فوق صخرة، رأيناها بارزة على سور الحرم، والطرف الثاني للسراط سيمسكه المسيح، ثم يمر الناس جميعاً من فوقه فمن جازه نجا، وإلا فالويل لمن هوى".

في قلب حديقة الجثمانية تقع كنيسة مريم المجدلية، والتى بناها قيصر روسيا الإمبراطور الإكسندر الثالث تخليدًا لأمه الإمبراطورة ماريا الإكسندروفنا.

الكنيسة التى تتميز بقبابِها السّبعة المذهّبة تم تدشينها في العام 1888 في احتفال حضره الأمير سيرجى الإكسندروفيتش وزوجته الدوقة إليزابيث فيدوروفنا.

وقامت الدوقة إليزابيث بإحضار اثنين من أشهر فناني روسيا في ذلك الوقت إلى فلسطين، وقام الفنان "إيفانوف" برسم أجمل أعماله وهى صورة القديسة مريم المجدلية وهي تروي للإمبراطور الروماني تيبيريوس عن الحكم الظالم بحق المسيح وصلبه، وتحمل القديسة مريم المجدلية في يدها اليمنى بيضة حمراء تمثل إعادة البعث والحياة الخالدة.

على يمين اللوحة صندوق خشبي مرصع بمنحوتات خلابة للقديسين والشهداء الذين يحوي الصندوق رفاتهم المقدسة، ويعتقد بأن أحد هذه المنحوتات يعود إلى القديسة مريم المجدلية.

وعلى يسار اللوحة توجد الأيقونة المعجزة للسيدة مريم العذراء والتي أحضرت إلى الكنيسة في العام 1930، حيث كانت موجودة في إحدى كنائس حاضرة مطرانية إلياس في لبنان لعدة قرون، ولكن عندما أتت النيران على الكنيسة دفنت الأيقونة تحت الركام وتحول لونها إلى السواد، إلى أنه وبفعل معجزة، بدأت بالتحول إلى اللون الأبيض خلال رحلتها إلى القدس.

في فبراير من العام 1905 ترملت الدوقة إليزابيث حيث تم إغتيال زوجها من قبل قاتل محترف، وبعد جريمة القتل أولت إليزابيث الاهتمام إلى عملها الديني حيث بنت دير الرحمة في موسكو والذي ضم كنيسة ومستشفى وعيادة للمرضى الزائرين ومدرسة للفتيات اليتيمات.

وأصبحت إليزابيث الأم العظمى للدير والمعلمة للراهبات الـ 17 الذين وهبوا كل وقتهم لزيارة ورعاية المرضى والفقراء والأطفال المساكين. كما أنشأت إليزابيث مستشفى في القدس وشركات تقوم بمساعدة الحجاج الروس على تغطية تكاليف رحلاتهم للحج إلى القدس.

مع نشوب ثورة العام 1917 إنتهت قصة العائلة الملكية في روسيا، ورحلة أليزابيث إلى الإعدام بدأت عندما تم اعتقالها في العام 1918 في اليوم الثالث بعد عيد الفصح حيث تم نقلها إلى خارج موسكو مع راهبة مخلصة إسمها بربارة.

وفي عشية الخامس من يوليو من العام 1918 تم إلقاء الدوقة إليزابيث فيدوروفنا مع آخرين من أعضاء العائلة المالكة والراهبة بربارة إلى عمق منجم قديم مهجور ليتم قتلهم بالمتفجرات التي ألقيت من بعدهم.

في العام 1921 تم نقل رفات إليزابيث فيدوروفنا والراهبة بربارة إلى القدس ووضعت في تابوت حجري تحت أقواس كنيسة القديسة مريم المجدلية، وبعد أكثر من خمسين عام على ذلك، في العام 1981 تم تطويبهن كقديسات شهيدات، وتم نقل رفاتهن إلى الجزء الرئيسي من الكنيسة حيث يرقدن اليوم في أضرحة رخامية.

 

 

(1)     انظر ترجمته  في  المحبي  خلاصة  الأثر  (1/175) الزركلي  الأعلام  (1/92كحالة  معجم المؤلفين  (1/148)

(2)     طائفة اليهود  في مدينة القدس  من بدايات الحكم العثماني  إلى قبيل  قيام الحركة الصهيونية (922هـ/1516م)-(1315هـ/1879م)الدكتور ابراهيم

(3)     ربايعة / المجلة الأردنية  للتاريخ والأثار المجلد 2 العدد2 /2008م

(4)     س.ش.القدس 198, أواخر  جمادي الأولى 1109هـ/1689م) المحبي  خلاصة الأثر ج4,ص423

(5)     جواهر القلائد في فضل المساجد بواسطة حسام الدين بن موسي عفانة

(6)     الطريقة  الشاذلية أو الوفائية  وهي تنسب  إلى الشيخ  علي بن عبد الله الشاذلي (ت656هـ/1256م) واشتهرت  في خلال العصر العثماني  في القدس  على يد الشيخ  منصور  المحلاوي  أثناء  إقامته في بيت المقدس حيث أسس لأتباعه  زاوية فوق  جبل الطور  شرق مدينة  القدس  على أن يكو  مشايخها  من آل الدجاني  وآل العلمي       

المراجع:

(س.ش.القدس 133,18جمادي  الثانية 1052هـ/14 أيلول  1642م)ص2, س.ش.القدس 135 /7جمادي  الأولى (1055هـ/1 تموز 1645م , ص499,س.ش.القدس 135,18 جمادي  الأولى (1055هـ/14 تموز 1645م)ص560-561, المحبي خلاصة الأثر ج4,ص424.

(س.ش.القدس 198 ,أواخر  جمادي الأولى(1109عـ/1689م),ص 105 المحبي , خلاصة الأثر  ج4, ص423) (المحبي  خلاصة  الأثر  ج4 ص 423- 425)

المراجع^ Arte e storia di Gerusalemme. 3000 anni della Città Santa, Bonechi & Steinmatzky, 1999