• 19 شباط 2021
  • حارات مقدسية

 

بقلم : الباحث الشيخ مازن اهرام

 

«حارة وحي الشرف» هو حي إسلامي يقع داخل حدود البلدة القديمة، ومساحته أكثر من 133 دونما، وقد وقع تحت السيطرة الإسرائيلية عام 1967، وهو ملاصق لحي المغاربة الذي هدمته المؤسسة الإسرائيلية. وبعد تهجير سكانه، لم يتبق في  «حي الشرف» إلا أفراد قلائل من الفلسطينيين، و عدة مساجد، بعض  منها مغلق وبعض منها  تقام فيه صلاة الظهر والعصر، ويمنع رفع الأذان فيهم

تقع حارة الشرف (اليهود) في البلدة القديمة في المنطقة الجنوبية من سور القدس على منطقة اليسار من دخول باب المغاربة ومساحة ما يُسمى حارة اليهود (١٢٢ دونماً تشكل ٦,١٣ ) من مساحة البلدة القديمة

ان حارة الشرف التي اقيم على انقاضها الجزء الأكبر من حي اليهود المعروفة بكونها حارة اسلامية   وكانت تعرف في القرن الخامس عشر باسم "حارة الأكراد" فإن الحي اليهودي بكامله من أراضي وعقارات جزء لا يتجزأ من البلدة القديمة ومن أملاك عائلات مقدسية معروفة وكذلك أوقاف إسلامية وذرية (و تعرف هذه الحارة اليوم بحارة اليهود لأنها تشكل مركزا سكانيا لليهود وهذه  الحارة كان يقطنها أتباع طائفتي السريان والأرمن، الى الطرف الغربي لحارة الشرف الاسلامية و بمحاذاتها، و أصبحوا بذلك يشكلون خمسة و شرين بالمئة (٢٥ (٪من مجموع هذه الحارة، و تم الاستيلاء كذلك في عهود لاحقة على حارة المسلخ التي أصبحت فيما بعد جزءا من حارة اليهود كان أول عمل قام به اليهود بعد احتلالهم مدينة القدس سنة (١٣٨٧هـ و ١٩٦٧ م) هو الاستيلاء على الحارة وتدميرها وتم احتلال الارض بعد اربعة أيام من احتلال القدس ،  وبذلك دفنت جرافات اليهود حارة وقفية اسلامية ، وحارة الشرف حي كان يقطنه المسلمون في البلدة القديمة  في مدينة القدس  ، في حارة الشرف حيث قام اليهود بطرد أهلها عند احتلالها في سنة ١٩٦٧ م وأسكنوا فيها اليهود بدلا من سكانها الأصليين.

أصل التسمية تعود إلى الأمير شرف الدين موسى بن علم الدين سليمان المشهور بابن العلم نسبة لوالده. وهو المنسوب اليه حارة العلم. وله ذرية معروفون. ويعرف والده بابن المهذب. وكانت وفاة العلم (أي شرف الدين) في حدود التسعين والسبعمائة. وكان شرف الدين موسى أحد رجال الخليفة الشامية. وهو مقيم بالقدس الشريف توفي سنة اثنتين وثمانمائة ودفن بالحارة المذكورة في تربة هناك معروفة به

ويلاحظ من قول مجير الدين الحنبلي أن شرف الدين دفن في حارة العلم. وكانت معروفة في القرن التاسع (الخامس عشر) ولكنها أصبحت فيما بعد جزءاً من حارة الشرف. ولم يعد الاسم نفسه – العلم – يستعمل. ويظهر من قول مجير الدين أن علم الدين الأب سكن في حارة العلم التي حملت اسمه بينما سكن إبنه شرف الدين في حارة الشرف، ولكنه دفن في حارة العلم. ورد اسم شرف الدين موسى في الأنس الجليل مع العلماء والفقهاء ورجال الدين والتصوف الشافعيين . وتدل كلمة "عين العارفين" الواردة في الأبيات المكتوبة على واجهة تربته أنه كان صوفياً، وتصفه الأبيات أيضاً بأنه كان من الصالحين. وهذه الابيات هي

هذه الحارة حازت شرفاً وإبتهاجاً بجوار الصالحين

سيما هذا الولي الشرفي علميُ الأصل عين العارفين

رحمة الله عليه دائماً وعلى أسلافه في كل حين

كما أن كاتب الابيات يصفه بأنه "علمي الأصل" وهذا الوصف يحمل معنى أكثر من "إبن العلم" وهي الكنيه التي كان شرف الدين يعرف بها ، يعني هذا – والكلام لا يزال للمرحوم الدكتور كامل العسلي – أن الابن – والأب بالطبع – كانا من آل العلمي، العائلة المعروفة بالقدس، وهي من العائلات الشريفة التي جاءت إلى القدس من المغرب .

إن البحث الأثري الحديث توصل الى معلومات جديدة تثبت ذلك. فقد اكتشف مؤخراً على الضريح لوحة رخامية مكسرة الأطراف ارتفاعها 45 سم وعرضها 75سم يرجع تاريخها الى سنة802هـ هذا نصه.

( بسم الله الرحمن الرحيم) كل من عليها فان ·ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام

·هذا قبر العبد الفقير الى الله تعالى ·موسى بن سليمان بن العلمي غفر الله له.

إن (فان برشم) الذي اكتشف الأبيات الشعرية (من العصر العثماني) التي سبق ذكرها لم يكتشف هذه اللوحة التي هي شاهد قبر شرف الدين موسى. فإن الضريح الصغير الذي ثبت عليه الشاهد مخبأ خلف باب حديدي مغلق قريب من الموضع الذي عثر فيه (فان برشم) على النقش الذي كتبت عليه ابيات الشعر. وكان من الصعب قراءة شاهد القبر مباشرة لأنه كان مختفياً وراء جدار يبعد عنه 15سم فقط. وعلى الجانب الآخر من الضريح كتبت آية الكرسي (الآية 256 من سورة البقرة)

أما قول صاحب الأنس الجليل عن شرف الدين موسى بأنه أحد رجال الخليفة الشامية. وكذلك وصفه بالأمير. فيعني أن شرف الدين كان أميراً من امراء حرس الخليفة في الشام أي واحداً من كبار الضباط

وكان أخوه الأمير زين الدين عمر بن علم قد تولى نيابة السلطنة في القدس ونظر الحرمين الشريفين في القدس والخليل وتوفي قتيلاً سنة 806 (الأنس الجليل 2/274)

وكان إبنه شهاب الدين أحمد أميراً حاجباً في القدس. كان يحكم بين الناس وترفع اليه الأمور المتعلقة بأرباب الجرائم وغيرها مما يرفع الى حكام الشرطة. وكان متولياً في سنة خمس وثمانمائة (الأنس الجليل 2/281)

حارة الشرف:

 هي منطقة سكنية قديمة في القدس كانت تملكها عائلة عربية تدعى عائلة شرف. وهذه الحارة كانت ملاصقة لحائط البراق، وتقع في جنوب شرق البلدة القديمة لمدينة القدس، بجوار حائط البراق، وأهلها جميعا من الفلسطينيين.

 ويقول الباحث الأستاذ  طاهر النمري “إن تسمية حي الشرف نسبة إلى أحد أكابر رجالات القدس ويدعى شرف الدين موسى، وعرفت ذريته ببني شرف، وعرفت منطقة سكناهم قديما بحارة الأكراد ثم سميت بحارة العلم. وشملت حارة الشرف العديد من الحارات والأحياء أبرزها حارة الحيادرة، والسلطيين، وحارة سوق البطيخ والشاي، وحارة الريشة، وحارة صهيون، وحارة اليهود. وجميع منازلها عامرة بسكانها. ومن عائلاتها العريقة عائلة ابو السعود الشهيرة الملاصقة لسور الأقصى الغربي

حي المغاربة:

 وهو أحد حارات أو أحياء حي الشرف، ويقع بجوار حائط البراق. وقد أوضح السيد النمري: أن حي المغاربة يتكون من مهاجري المغرب العربي  (تونس والجزائر ومراكش) نتيجة لعمل رائد قام به ابو مدين الغوث وهو مغربي، حيث استطاع امتلاك بضعة الدونمات بالحي وبدأ يسكن فيها من يأتي من المغرب العربي وبدأت تلك العائلات تنمو واتسع الحي وتفرع عن حي الشرف لتصبح مساحته 16 دونم.

وفي حرب عام 1967, احتل العدو الإسرائيلي الجزء الشرقي من مدينة القدس. ودمر حارة المغاربة، التي كانت مساحتها 116 دونما، وفيها 136 منزلا، وزوايا دينية أشهرها (بومدين)، وأربعة مساجد، ومدرسة. وأصبحت أهم الآثار الأيوبية والمملوكية والتراث المغربي الأندلسي المميز ركاما. وطردت نحو 700 فلسطيني من الحارة، إضافة إلى ثلاثة آلاف من حارة الشرف المجاورة، والتي تحولت إلى تهويد القدس عن طريق دعم جماعات يهودية متطرفة إلى تغيير الواقع الديني الجغرافي بتدشين كنيس الخراب (معبد ها حوربا)، الذي أعيد بناؤه على بعد عشرات الأمتار من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، في ما يعرف حالياً بالحي اليهودي الذي قام على أنقاض حي الشرف أحد الأحياء الإسلامية في البلدة القديمة قبل هزيمة العرب في 1967م، وقد سمي بالخراب لأن العثمانيين هدموه عام 1721م، وكان بناؤه في القرن الثامن عشر الميلادي قبل هدمه بمدة بسيطة، وهو يظهر اليوم في قبة كبيرة (بيضاء) تزاحم المعالم الإسلامية في القدس كقبة المسجد الأقصى (الفضية) وقبة مسجد الصخرة (الذهبية). وتهويد القدس لا يقف عند تهديد المسجد الأقصى بالانهيار أو المعالم الإسلامية بالطمس فحسب، إنما في سرطان الاستيطان الذي راح ينتشر بشكل متسارع في جسد القدس

ومن المعالم في حارة المغاربة:

مقام حيدر غانم في قنطرة دار غنيم     

تقع زاوية الشيخ حيدر في حارة الشرف عند قنطرة تسمى قنطرة دار غنيم. ذكر مجير الدين الحنبلي وهو يتحدث عن الحارات المشهورة في القدس، حارة تسمى حارة الحيادرة، وأضاف أنها سميت كذلك "نسبة لزاوية به لطائفة الحيادرة" المذكورين. وقد جاء في نقش أن محمداً الحيدري هو الذي تولى عمارتها في النصف الثاني من القرن السابع الهجري. ولعل تاريخ بنائها يعود إلى سنة 674هـ/1275-1276م وهي خراب اليوم. وقد أزيلت، ولم يبق منها أثر، وذلك في أثناء إعمار ما يسمى الحي اليهودي داخل السور في القدس. وكانت هذه الزاوية تتألف من صحن مكشوف يحيط به عدد من الغرف، ويوجد قبر الشيح حيدر في إحدى تلك الغرف ، وتدل كلمة "عين العارفين" الواردة في الأبيات المكتوبة على واجهة تربته أنه كان صوفياً، وتصفه الأبيات أيضاً بأنه كان من الصالحين. وهذه الابيات هي

هذه الحارة حازت شرفاً               وابتهاجا بجوار الصالحين

سيما هذا الولي الشرفي             علميُ الأصل عين العارفين

رحمة الله عليه دائماً                 وعلى أسلافه في كل حين

كما أن كاتب الابيات يصفه بأنه "علمي الأصل" وهذا الوصف يحمل معنى أكثر من "إبن العلم" وهي الكنيه التي كان شرف الدين يعرف بها ، يعني هذا – والكلام لا يزال للمرحوم الدكتور كامل العسلي – أن الابن – والأب بالطبع – كانا من آل العلمي، العائلة المعروفة بالقدس، وهي من العائلات الشريفة التي جاءت إلى القدس من المغرب .

إن البحث الأثري الحديث توصل الى معلومات جديدة تثبت ذلك. فقد اكتشف مؤخراً على الضريح لوحة رخامية مكسرة الأطراف ارتفاعها 45 سم وعرضها 75سم يرجع تاريخها الى سنة802هـ هذا نصه

حي المغاربة والشرف""45000م2=5%من مساحة القدس القديمة،  بدأت  الإجراءات الصهيونية منذ احتلال القدس 1967م على فرض أمر واقع على حي المغاربة وتدميره وسلب أراضيه وقاموا بتسميته “الحي اليهودي"زورا وبهتانا.وباقي الأحياء الصغيرة %4

ويوضح المؤرخ المقدسي طاهر النمري، أن تسمية هذه الحارة بـ “حي الشرف"، تعود إلى أحد أكابر رجالات القدس ويُدعى شرف الدين موسى، وعرفت ذريته ببني شرف، في حين عُرفت منطقة سكناهم قديما بحارة الأكراد ثم سميت بحارة العلم. وشمل الشرف العديد من الحارات، أبرزها حارة الحيادرة  والسلطيين وحارة سوق البطيخ والشاي وحارة الريشة وحارة صهيون وحارة اليهود. وكان غالبية سكان الحي من المقدسيين الفلسطينيين، وعاش إلى جانبهم عدد محدود من اليهود.

في الحارة الفلسطينية العتيقة عدا المخبز والمسجد، تنتصب أيضاً أقواس كبيرة لمبنى ضخم، ظلت قائمة لتكون شاهدة على هوية المكان وأهله، تنتصب الأقواس لتتاخم الفرن وتقابل المسجد من مسافة ليست بعيدة، تفضي أزقتها إلى درج قديم يوصل إلى شارع السلسلة، يعرف باسم "درج الطابون"، ناله الطمس والتغيير أيضاً. لكن جغرافية المكان ظلت صامدة رغم تغير السكان وتبدل الأحوال.

شكلت إعادة المستوطنين اليهود لحي الشرف (حارة المغاربة) داخل أسوار البلدة القديمة في القدس إلى تهجير ما يزيد على (6,500) مواطن فلسطيني خلال شهر حزيران من عام 1967 وشهر نيسان من عام 1968. (انظر إلى الخريطة 50). لقد جرى بناء "حي اصطناعي" استيطاني يهودي على أنقاض أملاك الفلسطينيين المدمرة دون إعطاء شيء من الاعتبار لعمارة الحقبة المملوكية السائدة في البلدة القديمة (القرن13-15).  نتيجة لذلك، فرضت مجمعات الشقق الحديثة، والمواقف، ومنصات مراقبة السياح ومحلات بيع الملابس حضورها في حارة المغاربة (حارة الشرف) على حساب وتاريخ وجماليات عمارة الأحياء الإسلامية، والأرمنية والمسيحية. ومثل كل المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، فإن "الحي اليهودي" في حارة المغاربة مرتبط مباشرة مع البنية التحتية وخدمات القدس البلدية، بواسطة باب النبي داوود وباب المغاربة الذين يتم استخدامهما كمحطات للمواصلات العامة اليهودية ونقاط تفتيش

كشف النمري أن حي المغاربة بدأ باستقبال المهاجرين من المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب) نتيجة لعمل رائد قام به أبو مدين الغوث وهو مغربي، حيث استطاع امتلاك بضعة الدونمات بالحين وبدأ يوطن فيها من يأتي من المغرب العربي، وبدأت تلك العائلات تنمو واتسع الحي وتفرع عن حي الشرف لتصبح مساحته 16 دونما، وأصبح يستقبل الأهالي من تشاد ونيجيريا و النيجر في وسط وغرب إفريقيا. اشتغل سكان الحي في صناعة السمن البلدي، وكان هناك معصرة لزيت السمسم “السيرج” وصناعة الصابون وحياكة المطرزات والأنسجة المغربية والمأكولات المغربية.

كان المغاربة ودودين في التعامل الاجتماعي، وقد أحبهم أهل القدس، وهناك عائلات مقدسية خرجت عن "تعصبها المقدسي" وصاهرتهم. كانت مدارسهم شبيهة بالكتّاتيب يدرّس فيها القرآن الكريم والحديث النبوي واللغة العربية والفقه والحساب، وكانت ورسوم التسجيل عينية تعطي للمدرس كالصابون أو القماش.

وعقب احتلال شرقي المدينة العام 1967 أمهل مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي سكان الحي أسبوعا لإخلائه، ونفذ قراره بهدم وردم حارة المغاربة وجعله ساحة للوقوف أمام حائط البراق الذي يطلقون عليه "حائط المبكى"

إسلامية البراق

أبدى الفلسطينيون العام 1929 احتجاجا على تجاوز اليهود للشروط العثمانية، وعلى أثر الاحتجاجات أرسلت الحكومة البريطانية (سلطات الانتداب) لجنة (شو) العام 1930 للتحقيق في موضوع النزاع وقررت بأن حائط البراق هو وقف إسلامي، فيما أطلق عليه اليهود لاحقا اسم «المبكى”، ومنعت اللجنة اليهود من إحضار المقاعد للجلوس عليها، ومنعتهم كذلك من وضع الأوراق بين الجدران، وسجل حينها القرار في عصبة الأمم وسجل كوثيقة من وثائقه.

تتركز حفريات ساحة البراق في الفترة الراهنة في الطرف الجنوبي الغربي للساحة بهدف هدم عدد من الأبنية الإسلامية التي تعود إلى عصور وحقبٍ مختلفة، وزعم الاحتلال انه وجد في المكان الذي شرع البدء بحفرياته أثار الرواق الملكي الذي كان يسير عليه الملك للدخول إلى الهيكل، فيما تتواصل شبكة الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى أو ساحته ومحيطه داخل سور المدينة وخارجه، بهدف تأسيس مدينة مقدسة يهودية بموازه البلدة القديمة التي تحوي المقدسات الإسلامية والمسيحية، واستدعى هذا الهدف خلق وجود يهودي فوق الأرض وتحتها في ساحات الأقصى ومحيطه عبر مشروع يطلق عليه “خاتم سليمان” يوفر إقامة سبعة فنادق بين بابي المغاربة والنبي داوود بموازاة سور القدس من ناحيته الجنوبية الخارجية،

كنيس الخراب من الداخل

أو خربة الحاخام يهودا التقي (هو كنيس يهودي يقع في البلدة القديمة لمدينة القدس. ويقوم الكنيس اليوم على أطلال كنيس بُني لأول مرة في عام 1700 فيما كان يسمى "دير الإشكيناز"، ثم هدم وبني عدة مرات

وأثناء حرب 1948 دمر الكنيس، وحدثت عدة محاولات لوضع تصميم جديد لإعادة بنائه، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ حينها. وفي عام 2001 قررت الحكومة الإسرائيلية إعادة بناء الكنيس، ورصدت له ميزانية بقيمة 12 مليون دولار تقاسمتها مع يهود متبرعون حول العالم. وبدأ بنائه عام 2006 فور الانتهاء من وضع خرائط هندسية على أساس صور قديمة للكنيس قبل هدمه عام 1948.

وكانت إسرائيل في قرار حكومي آخر قد أوكلت مهام إدارة كنيس الخراب إلى ما يسمى "بصندوق تراث حائط المبكى"، وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية تتابع شؤون حائط البراق بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية. يرتفع كنيس الخراب 24 مترًا وتشمل قبته 12 نافذة، مطلية باللون الأبيض، ويقع على مسافة 300 متر من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وبجواره ملاصقة يقوم المسجد العمري التاريخي المغلق ، ظل الكنيس على حاله حتى 25 مايو 1948 عندما حاصر الجيش الأردني بقيادة عبد الله التل مجموعة من قوات عصابات الهاغانا داخل هذا الكنيس، وطلب الأردنيون من الصليب الأحمر أن يخرج جميع المتمركزين داخل كنيس حوربا حتى لا تقوم القوات الأردنية بقصف الكنيس، فاستغلت العصابات الصهيونية الكنيس كمعسكر حربي ورفضت قوات الهاغانا الخروج من الكنيس. وفي 26 مايو 1948 أعطى عبد الله التل قوات الهاغانا مهلة 12 ساعة للخروج، وإلا يقصف الكنيس، وبالفعل تم طرد عصابات الهاغانا التي تمركزت داخله.

يعود تاريخه للقرن الـ18م عندما قام اليهود برشوة عمال الدولة العثمانية ليقوموا ببنائه في 1721 هدمه العثمانيين لعدم دفع الضرائب ولذا سمي بكنيس الخراب ، في 1864 تم بناؤه بعد عدة محاولات ،في 1948 هدمه الجيش الأردني لكون عصابات الهاجانا اليهودية استعملته كمعسكر لها، في 2006 بدأ العمل فيه يعتبر "أكبر وأعلى كنيس يهودي" يبنى بالقرب من المسجد الأقصى ،أقيم على حساب المسجد العمري وأرض وقفية إسلامية في حارة الشرف، وهو حي إسلامي احتلته إسرائيل عام 1967

المآرب الإسرائيلية

ويدلل تزامن افتتاح الكنيس في القدس المحتلة مع اليوم العالمي من أجل بناء الهيكل المزعوم على حقيقة نوايا ومآرب الاحتلال من وراء بنائه. ومن بين الأهداف غير المعلنة لبناء كنيس الخراب، بنظر خبراء يتابعون قضية القدس ومقدساتها، ما يرتبط باختلاق تاريخ عبري موهوم في القدس دعما للمزاعم السياسية الإسرائيلية في المدينة، وهذا ما يؤكده عالم الآثار الإسرائيلي مائير بن دافيد الذي ينفى كونه موقعا أثريا بخلاف المزاعم اليهودية الرسمية. هذا إضافة لمحاولة إخفاء معالم الحرم القدسي ببناء مقبب مرتفع يحاكي شكله الخارجي باعتباره المعلم العمراني الأوضح والأبرز في القدس من مختلف جهاتها. من جهتها، ترى مؤسسة الأقصى أن ما يسمى كنيس الخراب مشروع تهويدي من الدرجة الأولى مرتبط ببناء الهيكل الثالث المزعوم تتبناه المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة وشركات استيطانية تابعة لها. وتظهر صور فوتوغرافية جديدة أن هناك رسومات كبيرة لعدة معالم إسلامية داخل قبة "كنيس الخراب" كالمسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم باعتبارهما معلمين يهوديين وفق قائمة المواقع اليهودية التراثية التي أعلنتها إسرائيل بداية شهر مارس سنة 2010.

كنيس الخراب في عيون اليهود هو رمز للقدس وتراثها اليهودي، وقد تم تصويره في العديد من اللوحات الفنية، كما ورد ذكره في عدة أعمال أدبية وثقافية. فقد تم تصوير الكنيس، على سبيل المثال، في لوحات فنية للفنان يوسف غايغر وللفنان جوناثان كيس-ليف، وفي أعمال الفنان الناجي من الهولوكوست موتكه بلوم. وقد شكل قوس الكنيس خلال عقود رمزًا للحي اليهودي في القدس في أعمال الفنانين الذين صوروا بلدة القدس القديمة

الحقيقة الثابتة   

أكّدت عائلة البشيتي في محافظة القدس أنّ لديها أوراقًا ثبوتية بملكية موقع "كنيس الخراب" الذي افتتحته حكومة الاحتلال أخيرًا قرب المسجد الأقصى المبارك

وقال بيان باسم ديوان آل البشيتي : إنّ هذا الكنيس أُقيم على أنقاض عقارات وأوقاف تعود للعائلة، مؤكدًا أنّ لدى العائلة كافة الأوراق الثبوتية والحجج التي تُثبِت ملكيتها لهذا العقار، إضافةً إلى ملكية العائلة لعقارات عديدة في محلة الشرف وأشار البيان إلى أنّ مدير وقف العائلة المرحوم الحاج هشام عرفات البشيتي كان قد سكن العقار المذكور الذي تَمّ تحويله إلى كنيس

وبينت عائلة البشيتي أنّه "تمت مصادرة هذه الأوقاف العام 1967م على أيدي الاحتلال، وقد أعلن في وقته أنّ هذه المصادرة قد حصلت لما تتطلبه استخدامات المصلحة العامة، ولم تستخدم هذه العقارات المصادرة وفق ادعاءات حكومة الاحتلال وقتئذ القاضي باستخدامها للمصلحة العامة

وأشار البيان إلى أن العائلة ممثلة بديوانها العام قد حاولت مرارًا التوجه إلى المحاكم المحلية والدولية من أجل تثبيت الحق المقدسي في تلك البقعة من القدس، إلا أن الجهات الإسرائيلية الرسمية رفضت بشكلٍ قاطعٍ التعاطي مع هذا الملف بحجة أن "دولتهم" لا تعترف بملكية الفلسطينيين لأية بقعة من هذه الأراضي

آلزواية الفخرية وال أبو السعود

آل أبو السعود من أقدم العائلات المقدسية حيث تقطن القدس منذ نيف وسبعة قرون، وللعائلة أملاك كثيرة فيها منها الزاوية الفخرية التي تضم أحد أهم وأكبر المكتبات في بيت المقدس المعروفة بالمكتبة الفخرية، وكانت الزاوية الفخرية تعرف كذلك باسم الزاوية الرفاعية، وكانت داخل الحرم القدسي الشريف ويتولى الإشراف عليها شيوخ من عائلة أبو السعود.

ويورد الدبَّـاغ اسم الشيخ محمد طاهر بن عبد القادر بن رشيد بن مصطفى بن محمد بن أبي  السعود (1272-1339هـ) (1855-1920م) من بين أسماء أشهر علماء بيت المقدس في القرنين التاسع عشر والعشرين، ويذكر أن نسبه يتصل بأحد وزراء المأمون العباسي واسمه داوود، ولعل هذه يفسر إطلاق بعض المراجع على آل أبو السعود لقب الداوودي أيضا، وهو لقب يطلق أيضا على عائلة آل الدجاني الداوودي المقدسية، ويورد كتاب (معجم العشائر الأردنية) روايتين لسبب إطلاق لقب الداوودي على آل الدجاني،

إحداهما لأنهم يتولون سدانة مقام النبي داوود عليه الصلاة والسلام،

والثانية نسبة لأحد أجدادهم وأسمه داوود بن سليمان

ويتحدَّث الدبـَّـاغ عن الشيخ طاهر أبو السعود الذي كان مفتياً للشافعية في بيت المقدس والذي كان عضواً في اللجنة الإدارية للجمعية الإسلامية المسيحية في القدس،  وبلغت شهرته عاصمة الخلافة العثمانية الأستانة فأصر شيخ الإسلام في الدولة العثمانية الشيخ عبد الله أفندي دري زاده وهو تركي على استضافة الشيخ أبي السعود في الأستانة بعد أن سمع عن علمه ومناقبه من قاضي العسكر في الدولة العثمانية موسى أفندي الخالدي (المقدسي)

 فتوجه موسى أفندي الخالدي إلى بيت المقدس مبعوثا من شيخ الإسلام واصطحب الشيخ أبو السعود وأولاده وأحفاده مع خدمه إلى عاصمة الدولة الأستانة التي كانت تسمى أيضاً دار السعادة، وقدمت للشيخ وأعقابه داراً واسعة قريبة من مسجد الفاتح ومجاورة لدار شيخ الإسلام، وكان الشيخ أبو السعود قد بلغ مئة واثنتي عشرة عاماً من العمر،

 وعندما سمع السلطان العثماني محمود خان أن الشيخ راغب بزيارته للسلام عليه أصرَّ أن يقوم هو بنفسه بزيارة الشيخ رعاية للقاعدة المعروفة (القادم يُزار) اعترافاً منه بفضل الشيخ أبو السعود وعلمه، ولكن الزيارة لم تتم حيث دخل الشيخ أبو السعود في غيبوبة، ولم يلبث أن توفي إلى رحمه الله ودفن في المقبرة المجاورة لمسجد سيدنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه

ويذكر كتاب (عائلات القدس المتنفـِّـذة في النصف الأول من القرن الثامن عشر أن بعض علماء عائلة آل الحسيني وعائلة آل اللطفي كانوا يتولون في بعض الأوقات مشيخة الإفتاء للمذهب الشافعية التي تناوب عليها العديد من آل أبو السعود، وبعد انتقال الشيخ أبو السعود إلى الأستانة أصبح الشيخ ياسين أبو السعود مفتياً للشافعية،

وبعد وفاته إلى رحمة الله في عام 1927م خلفه الشيخ حسن أبو السعود الذي كان من خطباء المسجد الأقصى المبارك،

 وكان من رجالات وهو الذي قاد بعد صلاة الجمعة 16/8/1929م في ذكرى المولد النبوي مظاهرة إلى حائط البراق الشريف الذي كان اليهود بتشجيع من المستعمرين الإنجليز قد وضعوا طاولاتهم وكراسيهم أمامه ورفعوا أعلامهم عليه بزعم أنه حائط المبكى المقدس عندهم، وقام المتظاهرون بإحراق الأعلام والرايات اليهودية والطاولات والكراسي وطردوا اليهود من المكان.

وكانت الزاوية الفخرية او الخانقاه الفخرية مجاورة لجامع المغاربة من جهة الغرب داخل سور المسجد الأقصى المبارك،  وعُرفت باسم الزاوية الفخرية نسبة إلى القاضي محمد بن فضل الله الملقب بفخر الدين الذي كان قد أوقفها لله تعالى،

ويذكر الدبـَّاغ (أن مسؤولية الإشراف على الزاوية الفخرية انتقلت إلى عائلة أبو السعود قبل حوالي 400 عام وقد أقدم اليهود على هدم الزاوية في 15/6/1969م في إطار مخططهم لطمس الهوية الإسلامية لبيت المقدس

 (الزاوية الفخرية) المجاورة لحارة المغاربة التي هدمها اليهود في إطار مخططهم لتهويد القدس، ويذكر أنهم من العائلات القديمة في القدس،

مسجد العمري الكبير:

 مسجد أثري، يعود تاريخه إلى عهد الخلافة الراشدة في فلسطين، حيث سُمي نسبةً إلى الخليفة عمر بن الخطاب. يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة المغاربة. اُدخلت على المسجد إصلاحات في العهد الأموي، وتحديدا عصر عبد الملك بن مروان. وهو اليوم محاط بالكنس والمتاجر التابعة للمستوطنين اليهود المُقامة على أنقاض الدور ومحلات السكن العربية. وللمسجد مئذنة يبلغ ارتفاعها 15 متر.
بني المسجد العمري الكبير في العهد المملوكي بأمر من السلطان سيف الدين قايتباي الأشرفي على مساحة تقدر بنحو 21 مترا مربعا، وكان يشكل حتى عقود مضت وجهة لسكان الحارات القريبة من حي الشرف وخاصة الصوفيين الذين كانوا يعتبرونها زاوية صوفية تعقد فيه فرقهم حلقات الذكر والابتهال إلى الله. 

بقي المسجد العمري الكبير مفتوحا أمام المصلين من الفترة المملوكية حتى بعد احتلال مدينة القدس بخمس سنوات، وفي عام 1972 بدأت سلطات الاحتلال بالتعدي على حق العبادة في المسجد، فمنعت المسلمين من أداء صلاة الفجر فيه بذريعة أنهم يشكلون إزعاجا للمستوطنين المحيطين بالمسجد. 

وفي عام 1982 تجرأت بلدية الاحتلال مرة أخرى على المسجد، ومنعت المسلمين من أداء صلاتي المغرب والعشاء فضلا عن منعهم من أداء صلاة الفجر، واقتصرت صلاة المسلمين في المسجد على صلاتي الظهر والعصر حتى عام 2000 حيث أغلق المسجد تماما ومنع المسلمون من الصلاة فيه أو رفع الأذان. 

:

مسجد الديسي

يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة المغاربة، في الجهة الغربية الجنوبية من المسجد الأقصى. في حارة الشرف من البلدة القديمة  ، وتحديدا في حارة الأرمن على طريق خط داود؛ حيث يبعد حوالي 750م عن المسجد الأقصى المبارك، ويشرف على حارة تاريخية في القدس هي حارة المغاربة التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي علم 1967م وهو اليوم مُحاط بمواقع يهودية،ومسيحية أرمينية،

 بعد هدم البيوت الوقفية أثر حرب 1967م وإقامة المساكن اليهودية على أنقاض الأوقاف الإسلامية في تلك المنطقة، وتفريغ ساحة تُستعمل كموقف للسيارات

ويطلق عليه عدة أسماء منها المسجد العمري نسبة إلى عمر بن الخطاب، ومسجد المعصرة لوقوعه بجانب معصرة لزيت الزيتون، ومسجد المصبنة حيث كان يصنّع الصابون من زيت الزيتون، ومسجد المذبحة لقربه من مسلخ؛ وسمي أخيرا بمسجد الديسي نسبة لعائلة الديسي التي كانت تشرف عليه وتخدمه وجميع الأسماء والمسميات جميعها تُؤرخ تاريخياً أن الحي كان موقعاً تجارياً وأن المهن المتداولة تُكمل بعضها  البعض, كذلك الدرب السالك المؤدي إلى البلدة القديمة يُعتبر المدخل الرئيس من الجهة الغربية  للقدس العتيقة

 

المراجع:

هيئة أشراف بيت المقدس وفلسطين

د. كامل العسلي في كتابه (اجدادنا في ثرى بيت القدس))

عائلات بيت المقدس خضر  عباس مدونة

دفتر الصرة الصلطانية  لسنة  (1282هـ/1865م) الورقة 24أ

الأنس الجليل ,ج2, ص52

عائلات بيت المقدس/خضر عباس مدونة

المجلة الأردنية للتاريخ والأثار    المجلد 4/ العدد4/ 2010م)

الصرة السلطانية لعلماء   القدس الشريف وفقرائها في العهد العثماني

111,1317هـ/1700,1900م) محمد ماجد صلاح الدين الحزماوي

بيت المقدس في العهد العثماني   (1516-1918م) الأرشيف  العثماني  مصدر الدراسة   القدس  مطلع العهد العثماني /أ. د. هند أبو  الشعر / جامعة آل البيت الأردن .

التطور  العمراني    والتراث المعماري  لمدينة القدس  الشريف  بواسطة  يحي  وزيري .

د. محسن محمد صالح /  مدير  عام  مركز الزيتونة  للدراسات  والاستشارات  / بيروت

رزق الله /ص 29-33 (sent-ahadath200/dowalia/iolarbic/net.islamonline.www

مركز المعلومات الفلسطيني / التصنيف : فلسطسن الهوية / تاريخ النشر (17/3/2010م

المؤرخ مصطفى مراد الدبـَّـاغ في الجزء العاشر من القسم الثاني من كتاب (بلادنا فلسطين مصطفى الدباغ

المؤلف الدكتور أسماء جاد الله خصاونة الجزء التاسع من القسم الثاني من كتابه بلادنا فلسطين (تاريخ صدور الكتاب 1975م)

المؤلف الباحث محمد حسن شرَّاب كتاب معجم العشائر الفلسطينية

المؤلف الباحث حنا عمَّاري، (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين)

المؤلف الباحث عبد الحكيم الوائلي (موسوعة قبائل العرب)

المؤلف المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة (الصفوة- جوهرة الأنساب - الأردن)

الأستاذ عجاج نويهض في كتابه  (رجال من فلسطن))

المؤلف الباحث فائز أحمد أبو فردة موسوعة عشائر وعائلات فلسطين –القدس-مدنها وقراها)

20) ألمؤلفه الباحثة بيان نويهض الحوت القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948م)

المؤلف الباحث حنا عمَّاري معجم العشائر الفلسطينية

مساجد بيت المقدس، محمد الكفراوي، نادي الخريجين العرب، القدس، 1983، ص 21

مؤسسة احياء التراث والبحوث الإسلامية / أبو ديس