• 26 نيسان 2021
  • حارات مقدسية

 

 

بقلم : الشيخ مازن اهرام

 

المسحراتي أو المسحر، لقب يطلق على الشخص الذي يأخذ على عاتقه “إيقاظ المسلمين” في ليالي شهر رمضان لتناول وجبة السحور، والمشهور عن المسحراتي هو حمله للطبل أو المزمار ودقها أو العزف عليها بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر، وعادة ما يكون النداء مصحوباً ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية؛ ولكن مع تقدم الزمن وتطور المجتمع والتكنولوجيا بدأت هذه المهنة بالانقراض، واختفى المسحراتي من معظم الحارات والأحياء، بعدما كان مشهورا ومعترفا به بقوة في معظم الدول العربية.

ارتبط “المسحراتي” ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشعبية الرمضانية، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحراتي جولته الليلية في الأحياء الشعبية موقظاً أهاليها من أجل تناول وجبة السحور، فيقوم بالضرب على طبلته وصوته الجميل يصدح بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصا وهو يردد

(قوم يا نايم وحد الدايم يـا غافي وحـد الله يا نايم وحد مولاك اللي خلقك ما بنساك قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم

كان المسحراتي، لا يأخذ أجره، وإنما ينتظر حتى أول أيام “عيد الفطر” المبارك فيمر بالمنازل منزلاً   منزلاً   ومعه طبلته المعهودة، فيوالي الضرب على طبلته نهار العيد، فيهب له الناس بالمال والهدايا والحلويات ويبادلونه عبارات التهنئة بالعيد السعيد.

في البداية كان “بلال بن رباح” أول مؤذن في الإسلام وابن أم مكتوم” يقومان بمهمة إيقاظ الناس للسحور، الأول يؤذن فيتناول الناس السحور، والثاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع الناس عن تناول الطعام؛ ولكن أول من نادى بالتسحير كان “عنبسة ابن اسحاق” عام 228 هجريا، وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع “عمرو بن العاص” وينادي الناس بالسحور، ويعد أول من أيقظ الناس على الطبلة هم أهل مصر، أما أهل بعض البلاد العربية كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطنابير وينشدون أناشيد خاصة برمضان

في مدينة القدس كان المسحراتي قديماً ينشد القصائد التي يذكر بها النائم على أربع مرات، أما الآن، في قليل من الأحياء الشعبية فقط، يوجد المسحراتي الذي يكتفي بدق الطبلة قائلا عبارة

“يا عباد الله وحدوا الله، اصحى يا نايم وحد الدايم ..السحور يا عباد الله.

ولاتنسى أزقة البلدة القديمة في القدس الشريف في كل حارة  وزقاق وعقبة يوجد مسحراتى خاص ومن الطريف أن المسحراتي لا يغادر البيوت والشرفات حتى تنبعث الإضاءة من داخلها  فيطمئن أنه أيقظ  الصائمين لوجبة السحور والاستعداد لصلاة الفجر وصيام يوم جديد

تعتبر ظاهرة المسحراتي، جزء من التراث الفلسطيني الذي يعود لمئات السنين 

وقال عزام أبو السعود، الباحث المتخصص بشؤون القدس، لوكالة الأناضول:" بدأ المسحراتي في القدس في العصر المملوكي وذلك بغرض تنبيه الناس واعطائهم فرصة كافية للسحور". 

وأضاف أبو السعود وهو جامع للتاريخ الشفوي في القدس:" كانت كل حارة في القدس تختار شاب أو رجل ذا صوت جميل ليقوم بتسحير الناس خلال شهر رمضان، ومع نهاية الشهر يقوم الناس بإكرام المسحراتي بالمال وأحيانا بالأرز والطحين والسكر

يسعى الفلسطينيون مع حلول شهر رمضان من كل عام ان يحافظوا على العديد من الطقوس الرمضانية التي ترمز لذلك الشهر مثل فتح معظم التكايا في الاراضي الفلسطينية ابوابها طيلة شهر رمضان لتوزيع الغذاء على الفقراء والمحتاجين والسائلين.
وفي حين تستمد التكايا مواد تموينها من اصحاب الخير والميسورين والمتبرعين تشهد ابواب التكايا سواء كانت في القدس او الخليل او غيرها من المدن الفلسطينية توافد الفقراء والمحتاجون للحصول على وجبة افطارهم من تلك التكايا التي تعود في معظمها الى العصر العثماني.
وفيما ترمز كلمة تكية الى مكان يقدم الطعام للفقراء وخاصة في شهر رمضان الكريم الا ان اصل تلك الكلمة ما زال غامضا وفيه اجتهادات، فبعضها يرجعها الى الفعل العربي وكأ واتكأ، بمعنى: استند او اعتمد، واخرى تعتبر التكية هي الكلمة التركية المسايرة للخانقاه وللزاوية، ولذلك فان البحث عن التكايا في فلسطين يتناول الخوانق والزوايا التي أسسها العثمانيون فيها وأطلق عليها اسم تكايا؛ وكذلك الزوايا التي غلب عليها اسم تكايا في العصر العثماني مع انها انشئت قبل ذلك العصر والتكية أصبحت في المعنى الأكثر شيوعاً منشأة لتقديم الوجبات الشعبية المجانية للفقراء والمجاورين للمسجد، ولمن يقومون على خدمة المساجد
ومن التكايا الشهيرة في فلسطين تكية خاصكي سلطان في القدس وتكية سيدنا إبراهيم عليه السلام في الخليل التي ما تزال مقصدا للفقراء والمحتاجين منذ أن أسسها القائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي لإطعام الجيوش والقادمين إلى المدينة والتي تقدم الطعام للمحتاجين على مدار الأسبوع، وكذلك تكية فاطمة خاتون ابنة محمد بك وحفيدة السلطان قانصوه الغوري آخر سلاطين المماليك، وزوجة لالا مصطفى باشا من رجالات العثمانيين، التي بنت في جنين جامع جنين الكبير، وأقامت تكية بجواره تقدم الطعام والمأوى للأغراب والمسافرين والمعتكفين، وذلك اضافة الى تكية نابلس التي تواصل للعام الثاني على التوالي عملها الخيري لإطعام المئات من الصائمين المستورين ومن تقطعت بهم السبل خلال شهر رمضان المبارك بأشراف مباشر من لجنه زكاة نابلس الخيرية وبالتعاون مع عدد من المؤسسات على راسها محافظة نابلس.

وفي العصر العباسي كان المسحراتي ينشد شعرًا شعبيًا يسمى "القوما" طوال ليالي رمضان، وربما كان ذلك عائدًا لازدهار فن الشعر في ذلك العصر. أما بداية ظهور الإيقاع أو الطبلة في يد المسحراتي وغالبًا ما كان يصاحبه طفل صغير أو طفلة ممسكة بمصباح لتضيء له الطريق وهو يردد نداءاته المميزة " اصحى يا نايم وحد الدايم"

أو ينطق بالشهادتين بصوت أقرب الى التنغيم منه إلى الحديث العادي ثم يقول "أسعد الله لياليك يا فلان.

وفى تاريخ الدولة العباسية، يعتبر عتبة بن إسحاق أول الولاة، وكان واليا على مصر، أول من كانوا يسحرون الناس، فكان يخرج بنفسه سيرا على قدميه لإيقاظ الناس مرددا "يا عباد الله تسحروا، فإن فى السحور بركة"، ويخبط على أبوابهم بالعصا، بينما كان أهل الشام، يطفون المنازل ويعزفون الأناشيد وينشدون الأناشيد الخاصة برمضان لإيقاظ الناس.

وفي عصر الدولة الفاطمية أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمراً لجنوده بأن يمروا على البيوت ويدقوا الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور، ومع مرور الأيام عين أولو الأمر رجل للقيان بمهمة المسحراتي كان ينادي:

 " يا أهل الله قوموا تسحروا"، ويدق على أبواب البيوت بعصاً كان يحملها في يده.

ابتكار الطبلة "البازة":

وقد تطورت بعد ذلك ظاهرة التسحير على يد أهل مصر، حيث ابتكروا الطبلة ليحملها "المسحراتي" ليدق عليها بدلاً من استخدام العصا. هذه الطبلة كانت تسمى "بازه" وهي صغيرة الحجم يدق عليها "المسحراتي" دقات منتظمة، وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة،


آلات موسيقية مختلفة للتسحير:

بعد ذلك، أخذت شخصية "المسحراتي" بالتطور، وأُدخلت الآلات الموسيقية في أساليب التسحير، لحث الناس على الصيام والقيام، كما اعتمدت الأناشيد، والمدائح، والأدعية في نداءات التسحير، لإطفاء جرعة روحانية عليها، بالإضافة إلى القصص المرتبطة بروح شهر رمضان المبارك.

وقد تنوعت الأساليب التي استخدمها "المسحرون" على مر الزمن. حيث اختلفت بين دولة وأخرى. فمنها من استخدمت "البوق"، ومنها من استخدمت "النفير"، كذلك فإن بعض البلدان استخدم فيها "المسحراتي" الطبل أو الطبلة كوسيلة للتسحير، لذلك سُميّ "بالطبال" أو "أبو طبلية"، وبعضها الآخر استخدم "الدف"،

و"الطنابير" و"الصفافير" و"القيثارة" و"العيدان"، و"الصفافير" و"الطار"

النساء يسحرن أيضاً:

ومن النوادر الطريفة في سياق الحديث "المسحراتي"، أن التسحير لم يقتصر على الرجال فقط، إذ تطوعت بعض النساء لتسحير الصائمين. وقد أنشد الشيخ زين الدين بن الوردي في إحدى المسحرات في ليالي رمضان قائلا":

عجبتُ في رمضان من مسحره بديعةِ الحسن إلا انها ابتدعتْ

قامتْ تسحرُنا ليلاً فقلتُ لها: كيف السحورُ وهَذي الشمسُ قد طلعَتْ


طرائف التسحير:

تجدر الإشارة إلى أن بعض "المسحراتين" كانوا يبتدعون أسلوباً خاصاً بهم، حيث كانوا يرددون أغاني تحمل معها الطرافة والفكاهة للتودد من الناس، للفت الأنظار والتميز عن غيرهم من المسحراتيين. فكانوا ينظموا قصصاً فكاهية مغناة، تدور حول مواقف ساخرة تعبر عن إدراك لمشاكل اجتماعية معينة.

فينقل عن أحد "المسحراتية" في مصر أغنية حوارية كان يرددها في ليالي رمضان ويقول فيها:

"يا ست هدية يا وش الهنا

بدعليك تتهني ويسعدك ربنا

ليه بس دايماً كل ما آجي هنا

ما سمعش منك غير كتر الكلام

واقف على باب بيتكم شايف

صينية محشية بالجوز والحمام

ومن بعيد شامم ريحة ملوخية

قولي على عقلي يا واد السلام"...

 

"أصحي يا نايم وحد الدايم. وقول نويت بكرة إن حييت. الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم". نداء يتجدد كل عام مع حلول شهر رمضان، ويجوب به المسحراتي شوارع والأحياء من خلال قرع الطبول لإيقاظ الناس لموعد تناول طعام السحور...

أما في عصر المماليك فقد ظهر "ابن نقطة"، شيخ طائفة المسحراتية والمسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد، وهو مخترع فن "القوما"، وهى من أشكال التسابيح، ثم انتشرت بعد ذلك مهنة المسحراتي بالطبلة التي كان يُدق عليها دقات منتظمة بدلًا من استخدام العصا

وإذا انتقلنا إلي كتب التاريخ نجد روايات عدة عن المسحراتي، والذي يُرجح البعض أنه بدأ يعرف طريقه إلى شوارع مصر في رمضان من عام 238 هجرية، وأن أول من صاح به هو والي مصر أيامها عتبة بن اسحق. وقد استهوت هذه الشخصية أحد المستشرقين وهو المستشرق الإنجليزي إدوارد لين الذي زار مصر مرتين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، وشغف شغفًا كبيرًا بعادات المصريين وتقاليدهم ودون ملاحظاته في كتابه المعروف باسم "المصريون المحدثون. شمائلهم وعاداتهم

يقول فيه عن المسحراتي: "يبدأ المسحراتي جولاته عادة بعد منتصف الليل ينشد أناشيد ينادي فيها صاحب البيت وأفراد أسرته فردًا فردًا ما عدا النساء، ويردد أيضًا أثناء تجواله على إيقاع الطبلة كثيرًا من القصص والمعجزات والبطولات الإسلامية عبر التاريخ

واستطاعت التقنيات الحديثة بما تحمله في طياتها من "وسائل إعلام وغيرها من الوسائل التكنولوجية" أن تجعل من "المسحراتي " من عادة رمضانية تتوارثها الأجيال ويتعاقب عليها المريدون -ممن يجدون فيها رونقًا روحانيًا كبيرًا وشغفًا لا مثيل له-إلى مُجرد فن ومقطوعات تُذاع سواء على الراديو أو في التليفزيون، وأصبحت مثل الكثير من مظاهر التراث التي آن لها أن تندثر

ولما انتقل المسحراتي للتليفزيون أصبح هو مسك الختام للإرسال التليفزيوني في رمضان عندما كان الإرسال ينتهي في منتصف الليل، أما الآن، ومع امتداد ساعات الإرسال طوال الـ24 ساعة، وعادة الناس وحبهم للسهر في ليالي رمضان، اختفى الدور الحقيقي لمسحراتي الشارع، ولكنه رُغم ذلك سيظل مظهرًا رمضانيًا وتقليدًا لا غنى عنه في عصر التليفزيون والفضائيات

ووفقًا للعديد من المصادر التاريخية، فإن الصحابي الجليل بلال بن رباح، يعتبر أول مسحراتى فى التاريخ، حيث طلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم   أن يجوب الطرقات ليلا لإيقاظ الناس للسحور، وذلك لجمال صوته العذب، كما ظهر دور "المسحراتي" مرة أخرى فى العصر الفاطمي، وذلك بأمر رسمي من الحاكم بأمر الله، ولكن بشكل آخر، حيث أمر جنوده بالذهاب إلى المنازل وإيقاظ الناس، وذلك بعد أمرهم بالنوم مبكرا بعد صلاة التراويح

وبدايات التسحير تعود إلى عهد النبي حيث كان الصائمون يعرفون جواز الأكل والشرب بآذان بلال، ويعرفون الإمساك عنه بآذان ابن أم مكتوم.

وفي الحديث الشريف: "إن بلالاً كان ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم"... وبذلك يُعتبر مؤذن الرسول الأكرم الصحابي بلال بن رباح أول من نادى للسحور.

ويُذكر في هذا المجال أن الرحالة إبن جُبير قد وصف التسحير في مكة المكرمة عند زيارته لها في شهر رمضان المعظم للعام 578 هـ إذ كتب:

... "إن التسحير خلال شهر رمضان كان يتم من خلال المئذنة التي في الركن الشرقي للمسجد الحرام، وذلك بسبب قربها من دار شريف مكة، فيقوم المؤذن الزمزمي بأعلاها وقت السحور داعياً وذاكراً على السحور ومعه أخوان صغيران يجاوبانه".

أضاف: ... "كانت تُنصب في أعلى المئذنة خشبة طويلة يُرفع عليها قنديلان من الزجاج كبيران لا يزالان يوقدان مدة التسحير، فإذا قرب تبين خطا الفجر ووقع الإيذان بالقطع مرة بعد مرة، حط المؤذن المذكور القنديلين من أعلى الخشبة وبدأ بالآذان"...

وحسب الخالدي، "فإن المسحراتي يلعب أيضًا دورًا هامًا في تعزيز الترابط الأخوي بين المسلمين والمسيحيين في القدس، تثبيتًا للمفهوم التراثي والثقافي المشترك". تعتقد الخالدي أن ذلك يأتي من دخول بعض المسيحيين على هذه "الحرفة الموسمية، في إشارة رمزية للتعايش بين أبناء الديانتين"، كما قالت.

"المسحراتي" في القدس أصبح إشارة رمزية إلى التعايش بين المسلمين والمسيحيين

المسحراتي

ارتبط اسمه بشهر رمضان، ووثّقت حضوره العديد من المسلسلات الدرامية، يُطلُ علينا كل عام بلباسه التقليدي وطبلته الصغيرة، يمشي على مهله ويتجول بهدوء قُبيل أذان الفجر بين زقاق الحارات، ليوقظ الناس بعبارات غنائية روحانية، وينادي أهل المنطقة "يا نايم وحد الدايم".

لكن هذه الصورة التقليدية الجميلة للمسحراتي لم تعد اليوم كما كانت، فقد دخلت إليها تصرفات سلبية، الأمر الذي وصل لحد مطالبة بعض المواطنين بإنهاء هذه الظاهرة "بعد تشويهها وخروجها عن هدفها وشكلها" كما يقولون، فيما دعا آخرون لإبقائها والحفاظ عليها كونها جزءًا من الموروث الثقافي والمشهد الرمضاني.

أكلات رمضان

في فلسطين. "أبيض أو أخضر" أول أكلات الأمهات الرمضانية

نساء فلسطين: نطبخ الأبيض حتى يهل علينا رمضان بأيام بيضاء وسعيدة، ونطبخ الأخضر تفاؤلا بأن يعود علينا في السنوات القادمة وأيامنا خضراء مزهرة وجميلة

و"الأخضر والأبيض" في المائدة الفلسطينية، يعنيان الملوخية الخضراء أو اللبن الرائب المطبوخ على هيئة منسف أو بوصفات أخرى، وبهما تفتتح مناطق واسعة في فلسطين شهر رمضان كل عام

تقليد "أخضر أو أبيض"

في مدينة القدس، العاصمة وأكبر المحافظات وسط فلسطين، يشيع تقليد "أخضر أو أبيض" أيضا. "من المعروف أن عائلات كثيرة في المدينة تطبخ الملوخية أو اللبنية"، أي اللبن باللحم والأرز، في افتتاح أيام شهر الصيام

الأخضر سيد السفرة

وإلى جانب "الملوخية"  ويتم تقديم طبق "العجة"، وهو عبارة عن أقراص مقلية مكونة من البيض والبصل والبقدونس، كمقبلات يومية تنفرد بها عائلات الخليل، وخاصة البلدة القديمة منها، عن باقي الموائد الفلسطينية التي تعتبر الفلافل والحُمص أهم المقبلات خلال شهر رمضان

 إن "الخلايلة" لا يبدؤون شهر رمضان بالأبيض؛ أي الأكلات المطبوخة باللبن الرائب، لأنه الطبق المخصص للولائم، والتي تبدأ عادة في الأسبوع الثاني من شهر الصيام، ويُقدم فيها اللبن المطبوخ باللحم إلى جانب الأرز، ويقدم معه أيضا "يخنة الفاصولياء الخضراء" كطبق رئيس

إلى جانب الأبيض والأخضر، يحضر حساء الخضار أو الفريكة مكونا أساسيا على مائدة رمضان؛ لكن في التراث، "كانت الجدات والأمهات سابقا يقدمن حساء مكونا من حبوب العدس الصحيحة، حتى نبقى بصحتنا الكاملة من أول إلى آخر يوم في شهر رمضان"

 

الحلويات المقدسية

 المطبق

يعتبر المطبق من الحلويات التي اشتهرت بها مدينة القدس منذ القِدَم وتعتبر من الحلويات الرئيسية للمقدسيين في شهر رمضان، وهي عبارة عن عجين مرقوق محشو بالجوز أو الجبن مع القطر.

من الحلويات الي بيحبها المقدسيين في العزائم والولائم حلويات

القطايف

القطايف... أشهر حلويات رمضان من العصر العباسي

تعتبر القطايف أشهر الحلويات العربية الشعبية التقليدية في شهر رمضان الفضيل.

وجاء في بعض الروايات أنها تعود للعصر العباسي ومنهم من قال الأموي والدمشقي

وذكر في التاريخ ، أن أول من تناول القطايف هو الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك سنة (98 هجري) في رمضان. وهناك العديد من الروايات حول تسمية القطايف بهذا الاسم، حيث أنّ هذه الرواية تعود للعصر الفاطمي، إذ أن الطهاة كانوا يتنافسون في تحضير أنواع الحلويات في رمضان، وكانت فطيرة القطايف من ضمن هذه الحلويات، وتم تحضيرها بشكل جميل ومزينة بالمكسرات ومقدمة بطبق كبير، وكان الضيوف يتقاطفونها بشدة للذّتها، لذا أُطلق عليها هذا الاسم وتشتهر بها فلسطين وسورية والأردن ولبنان.

"الكلاج"

الكلاج هو رقائق عجين محشو بالجبن أو الجوز مع القرفة وهو من الحلويات التي يفضلها المقدسيون في شهر رمضان المبارك، ويكثر الطلب عليها في العزائم والولائم

من المشروبات المشهورة في القدس، مشر

مشروب العرقسوس بكثرة في البلدان ذات البيئات الحارة، ويعتبر تقليدًا شائعًا خلال شهر رمضان، إذ تكاد لا تخلو مائدة إفطار منه. وترجع هذه العادة لفترات تاريخية قديمة، حين كان الجنود والمسافرون يتناولون خلاصة العرقسوس، في ساحات المعارك والصحارى لتخفيف إحساسهم بالعطش أثناء المسيرات الطويلة  ،و أيضا شراب الخروب

والخشاف

هو مشروب يعود في أصوله إلى تركيا، وهو عبارة عن نقيع تمر، يضاف إليه قطع فواكه سكرية مجففة ومكسرات، يشتهر شربه بين المقدسيين عند الإفطار في شهر رمضان للتخلص من الشعور بالعطش.

ويعتبر التمر الهندي أحد أبرز المشروبات المحببة والمفضلة لدى المقدسيين الصائمين في شهر رمضان المبارك، ولا تكاد تخلو مائدة في هذا الشهر منه، ويشتهر هذا العصير بلونه وطعمه المميز وهو ذو فائدة صحية عالية

ختاماً

باقة أزهار وورود وسلة بخور وعود، وكل عام وأنت بخير ورمضان عليك يعود. يسعدك ربي يا ستات الكل وكل رمضان بالفرحة يطل وتهنئة لكن قبل الكل.