• 27 أيلول 2021
  • حارات مقدسية

 

 القدس – أخبار البلد – يتسأل الكثيرون من المقدسيين عن حكاية ذلك المسجد الصغير القابع في اقصى سور القدس من الجهة الغربية  محشور في زاوية السور الواصل  ما بين باب الجديد وباب الخليل،  وكأن سيدة ناسكة متعبدة هجرت الحياة  وفضلت البقاء هناك تعبدا وحماية للقدس من الغريب الغاصب المحتل ،  هذا المسجد تدور حوله الكثير من الحكايات والروايات  الشفوية بعضها يصل الى حد الأسطورة ،وبعضها يثب حالة الإهمال التي عانت منها المساجد لدرجة ان قسما من هذه المساجد قد نفيت شعائرها ومنها ما تم هدمه بالكامل او استبدل الغرض من تلك المساجد بأغراض دنيوية من قبل أصحاب نفوس ضعيفة  ، وهذه قصة تصيب الانسان بالآلم والغضب  على من ضيع المساجد وعلى من هدم المساجد وقبور الصالحين ودمر المقامات  التي كانت تزين حارات القدس  نورا وايمانا وتحكى حكاية عاشقي القدس من العباد الذي هجروا الدنيا من اجل حفنة من تراب القدس ، تم كل ذلك  لمصالح شخصية ضيقة واناني مستفحلة ،  وحتى باسم العنصرية في بعض الأحيان يتم الاعتداء على المساجد في قلب القدس القديمة لدرجة تلاشها بالكامل ، وهذه حكاية سنتأتى على ذكرها بالكامل في زمان غير هذا الزمان  .

 اما حكايتنا اليوم فهي مسجد السلطانة قمره ،ننشرها إعتمادا على عدة مراجع للأجيال القادمة ، ولثبيت حق ومنع لأي اعتداء في المستقبل.

 واليكم الحكاية

يقع مسجد السلطانة قمره ( اطلق عليه اسم القيمرية)  بالقرب من باب  الجديد في الجانب  الشمالي  الغربي من مدينة القدس في موضع كان يقع خارج باب الخليل  القديم، وقال المرحوم المؤرخ الاستاذ فهمي  الانصاري : أنشأ هذ ا  المسجد نائب  قلعة  القدس  الشريف  في النصف  الاول  من القرن  العاشر الهجري (   960هـ/ 1553م ) واُوقف  عليه جملة  من العقارات  وذهب أغلبها  مع الزمن  جراء نوازع  النفوس البشرية

 وكانت "قمرة" خاتون ابنة أحمد  الرومية  قد اشترت دارا في العام (960هـ/ 1552م)  يحدها من الجنوب دار نائب القلعة  الذ كور  ومن الغرب  المسجد الذ ي أنشأه.  ثم أوقف الدار  التي دفُنت  فيها  فيما بعد على نفسها مُدة حياتها  ، ثم على والدتها سلوناس ابنة عبد الله  الرومية  وبعد وفاتها يكون وقفا على أولاد وأحفاد نائب القلعة فإذا انقرضوا يكون  وقفا على مصالح  المسجد.

الوصف المعماري:

  وقد ورد في الوثائق والسجلات الشرعية وصفا  لهذا المسجد  والذي يقوم  الناحية  الغربية  من المدينة  المسورة  وبالتحديد  على يمين الداخل  من الباب  الجديد إلى حارة الجوالدة واليوم هي حارة   النصارى(وكانت  المحلة  التي يقع  بها  تُدعى محلة الجوالدة  بالقرب من باب الخليل.

إلى جانب هذا المسجد  كانت  تسكن  امرأة صالحة  اسمها (قمرة بنت عبد الله  التركية )  هي وامها  وكانت تملك العقار الذي  إلى جانب  الجامع  فرغبت  في فعل الخير فأوقفت  بيتها على مصالح  الجامع  الذي  تجاوره  ، كذلك من باب التأكيد لا توجد علاقة بين مسجد السلطانة قمرة ومسجد عكاشة فمسجد عكاشة تابع للسادة القيمريين وفيه مقامات للسادة القيمريين  في شارع شتراوس (حاليا) في القسم الغربي من مدينة القدس  فمسجد السلطانة قمرة يُنسب لقمرة بنت عبد الله التركي   وقد بناه نائب قلعة القدس  كم ورد سبقا( سيتم نشر حكاية ذلك المسجد لاحقا)

الوصف  العام   المسجد بيت الصلاة عبارة عن  بناء مربع  الشكل وهو ملتصق  بسور القدس  العثماني  من الجهة  القبلية والغربية والشمالية بمعنى ثلاث جهات  وله فناء  من الناحية  الشمالية  والشرقية  ويقع مقامها  في الجهة الجنوبية في غرفة خلوتها

الوقفية:

أما موقوفاته  فمقام قمرة ومبناها  وحكورتها هي بعض ما وقف عليه  وقد اقتطعت  من موقوفاته  قطعة  بُني عليها  مغفر  في العهد التركي  حين فُتح باب  في سور القدس الذي يُسمى الباب الجديد والذي قُدم  الطلب من قبل المجاورين  بتاريخ (15 كانون الاول سنة 1885م) وبعد خروج الاتراك  استغلته البلدية

 وقد ورد  في  دليل  مدينة القدس  (منارات مقدسية  لعام 2010هـ/ 1431م)أنه يتوصل الى المسجد  عبر  مدخل بسيط يؤدي إلى ساحة  مكشوفة  يقوم في جزئها الغربي  بيت الصلاة  وهو مربع الشكل  تعلوه قبة  ترتكز على  قاعدة  مثمنة  تتكون  من أركان  بيت الصلاة  الأربعة الأصلية واربعة  أركان  معقودة اُقيم كل واحد منها على جدار منه وهناك محراب  في منتصف  الواجهة الجنوبية  عبارة عن حنية مجوفة داخل  الجدار .

 وفي الجهة الجنوبية  الشرقية تقع غرفة الضريح  ومن الجهة الجنوبية  الغربية  الإيوان الكبير على امتداد  الطريق العام يتصل بها باب رئيس الى  الشارع العام على شكل قوس له دفتين كبيرتان وربما هذا  المدخل الرئيس للمقام  والبيت.

 ويرد  من  وثائق مؤسسة إحياء  التراث  والبحوث الإسلامية   إشارات  حول  شؤون  المسجد  وموظفيه ما يدل على أدائه لرسالته  حتى عام (1948م) حيث لحقت به أضرار  خلال  الحرب  .

وفي عام (1950م) باشرت البلدية بالقدس العربية بالتنسيق  مع  إدارة الاوقاف  في إعمار  ما تهدم  من عقاراته، وتواصلت عملية الاعمار  فيه  بعد عام (1967م) حيث أزيلت  الاستحكامات  العسكرية المقابلة له،  وقد سلمته  البلدية إلى الاوقاف  التي بدورها  اعادت وصل التيار الكهربائي  عام (1973م) كما استرجعت  أرضا مجاورة  للمسجد مساحتها  شملت  البيت الكبير والمدخل الرئيس  والباحات  من الجهة الجنوبية بعد وضع اليد عليها من قبل الغير هناك , وفي عام (1990م) باشرت الاوقاف الاسلامية  تعميرا شاملا  بالتعاون مع امام المسجد  وجمع المال من دولة الكويت الشقيق. والان تم إشغال المسجد ومرافقه بصرح تعليمي  وتربوي  من خلال  جمعية المسجد الاقصى المبارك(  روضة  الهدى) وإنشاء  مكتبة  ومكان لتعليم الحاسوب .

المراجع:

 

المراجع:

1: سجل شرعي 27 و: 2022 .

2: سجل شرعي 27و 2023

3  القدس  في العهد العثماني (922هـ/ 1516م)ـ(974 1566م)

د محمد غوشه  منثورات   وزارة الثقافة/عمان (1430هـ/2009م)

 (ص110 )

4: الاستاذ فهمي الانصاري إحياء التراث , مساجد

5: الملك غليون فتح باب الجديد

6 : راجع كنوز القدس : م . رائف يوسف نجم وآخرون صـ 318).

7 :  دليل  مدينة القدس  (منارات مقدسية  لعام 2010ه/ 1431م)

8 : وقفية أمينة الخالدي حصلت على أربعة  اسهم من وقفية القيمرية

9 : عائلة الخالدي: يحتفظ أبناء هذه العائلة بوثائق وقفية مهمة وكثيرة في خزائن المكتبة الخالدية في القدس المجاورة لباب السلسلة أحد الأبواب الغربية للمسجد الأقصى، ومن أبرزها أوقاف الشيخ صنع الله الديري الخالدي المتوفى سنة 1140هـ/1