• 26 أيلول 2022
  • حارات مقدسية

 

بقلم : الباحث الشيخ مازن اهرام 

 

تزخر فلسطين بآثارها التاريخية التي تحكي قصصاً تعود لمئات وآلاف القرون، مثل مسجد بلال بن رباح، هذه الآثار التي تعرضت للكثير من المصاعب بعد الاحتلال خاصةً مع الأطماع الصهيونية التي وضعت أيديها على كثير من هذه الكنوز العظيمة، ففرضت القيود ومُنع الناس من الدخول، ومن هذه المساجد التاريخية التي وضعت اليهود يدها عليها مسجد بلال بن رباح في بيت لحم،

 فما قصته وما أسباب أطماع اليهود وهنا في البلاد المقدسة تم الاستيلاء على عدد من المقامات  بحجة  أنها يهودية المعتقد ولأسباب سياسية   ومن المعروف أن الشريعة الإسلامية تحترم الأنبياء لقوله تعالى (ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍۢ مِّن رُّسُلِهِۦ ۚ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ)(البقرة 285)وأن الأنبياء والمرسلين أُخوة في دين  الله الواحد وأن فلسطين مؤل الرسل وأرض المسرى والمعراج ومولد المسيح بمهدة فهي أرض مباركة وحولها  مبارك 

السيدة راحيل، شخصية درامية في العهد القديم، وفي الموروث الشعبي، حجزت لها مكانا فيه، رغم تبدل الأديان، وتطورها.

مأساة القبة، بدأت بعد تطبيقات اتفاق أوسلو، مباشرة، وعلى أذيالها، سالت الدماء، وارتقى الشهداء، معظمهم من الأطفال.

ومن سخرية القدر صرح جندي احتلالي لصحفي ألمانيّ: نحرس مقامًا فلسطينيًا، من الفلسطينيّين.  فالعجب العجاب 

مسجد بلال بن رباح يُطلق عليه أيضًا قبة راحيل أو قبر راحيل هو بناء ديني مملوكي/ عثماني يقع على الطريق الواصل بين القدس والخليل بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم في فلسطين. يُنسب إلى الصحابي بلال بن رباح وإلى راحيل زوجة النبي يعقوب ووالدة النبي يوسف. عليها السلام وهو مُقام على شكل قبّة ويُعتبر مُقدسًا بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود  

وقد تم ترميم مقام مسجد بلال بن رباح عدة مرات إذ كان تابعاً لإدارة الوقف الإسلامي حتى عام 1967م، فكان يقصده كل عابر سبيلٍ للصلاة فيه، وكان يُستخدم للصلاة على الأموات أيضاً، وبجواره قبرة إسلامية تحتوي على رفات المسلمين وبعد الاحتلال عام 1948م زاد استخدامه بسبب إقامة مخيمين للاجئين الفلسطينيين المجاورين فأصبح الإقبال عليه أكبر.

موقع مسجد بلال بن رباح ووضعه الراهن

يُعتبر موقع المسجد في مدينة البوابة الشمالية لبيت لحم، كما أنه بوابة القدس الجنوبية، وذلك بسبب وقوعه على الطريق الرئيسي بين مدن القدس وبيت لحم والخليل، ويمكن رؤية المقبرة الإسلامية في بيت لحم بمحاذاة المسجد

وبعد الفتح الإسلامي لأرض فلسطين حول المسلمون المقام -مع مرور الزمن- إلى مصلى أطلقوا عليه اسم مسجد بلال بن رباح، إذ تزعم رواية يتداولها السكان أن الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه أذن للصلاة في هذا المحل عندما مر به برفقة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زيارته لمدينة القدس.

 في أيام حكم العثمانيين للمنطقة شيد محمد باشا عام 1560 أربعة جدران جانبية للمكان، واستعاض عن هرم مبني من 12 حجرا بـقبة" أخذ المكان تسميته منها.

 في القرن الـ19   أضاف موسى مونتيفيوري -وهو ثري يهودي بريطاني- غرفتين إلى دهليز القبة، فصار مظهر القبر على الوضع الذي ما زال عل يخوض مسجد بلال بن رباح (قبة راحيل) وسط مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ساحة صراع ومواجهة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، وتصاعدت حدة هذه المواجهة بعد سيطرته عليه، وإبعاد المسلمين من أنحائه، وتحول إلى كنيسٍ يهودي، ويعاني المسجد التغييب والتغريب والحصار الملتف حول جنباته الأربع، حيث حجبه الاحتلال وعزله بشكل كامل عن مرأى المواطنين في تلك المدينة، التي أصبح الجدار الإسرائيلي يتلوى حولها كأفعى

سيطرت إسرائيل على المكان عقب احتلالها للضفّة الغربيّة بعد حرب 1967. ورغم أنها لم تحدث تغييرات كبيرة فيه فإن الفلسطينيين لا يمكنهم الوصول إلى المسجد، وأغلبيّة زوار المكان هم من اليهود، حيث أحاطت القبّة بأسوار بعد إنشاء جدار الفصل ويفصل الجدار المنطقة الشمالية من بيت لحم عن قبة راحيل التي ترتبط بطريق مع مستوطنة غيلوا القريبة 

لقد أقام الجيش الإسرائيلي حاجزًا دائمًا قرب قبة راحيل عام 2005، أُطلق عليه اسم حاجز قبة راحيل (أو حاجز 300 العسكري)  

أصدرت الحكومة الإسرائيلية بتاريخ 21 شباط/ فبراير 2010 قرارًا يقضي بإدراج موقعيّ قبة راحيل والحرم الإبراهيمي في الخليل ضمن قائمة التراث القومي اليهودي. إلاّ أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أدانت القرار الإسرائيلي في تشرين الأول

أكتوبر 2010، وأكدّت أنهما جزءان من التراث الإسلامي في فلسطين. 

من هي راحيل

راحيل بنت لا بان هي الزوجة الثانية للنبي يعقوب (إسرائيل)، النبي يعقوب تزوجها بعد سبع سنوات من زواجه من أختها الكبرى ليا بنت لا بان، وكانت راحيل تتميز بصفات حسنة منها الجمال والذكاء والعبادة لله    وهي أيضاً الأخت الصغرى لزوجته ليا بنت لا بان، وهي أم النبي يوسف عليه السلام وبنيامين  

 توفيت راحيل حين اشتد ألم الولادة بها أثناء إنجابها لابنها الثاني بنيامين، مرضت زوجته راحيل وتوفيت، وقام بدفنها في الموقع. في عام 1560 ودفنها زوجها النبي يعقوب في مدينة بيت لحم بفلسطين، وأكثر زوار القبر هم من اليهود، حيث يذهبون إليه لقراءة الكتب المقدسة.

يؤمن معتنقو الديانات السماويّة أن يعقوب قد مرّ في القرن السابع عشر قبل الميلاد بطريق الخليل عندما ماتت زوجته راحيل عند مدخل بيت لحم، فقرر دفتها وبناء قبر هرمي من 12 حجرًا. وقد تحوّل القبر بعد الفتح الإسلامي لفلسطين في القرن السابع للميلاد إلى مُصلّى إسلامي يُعتقد أن بلال بن رباح أذّن فيه. وقد شهد المكان تغييرات في العصر المملوكي والعثماني حتى القرن التاسع عشر، حيث تمّت إضافة بعض الجدران وغرفتين إلى المبنى الأصلي 

أشار سيدنا اسحق عليه السلام على ابنه يعقوب بالذهاب إلى مدينة حران في العراق لخطبة إحدى بنات خاله ليا وراحيل بعد أن تدينا بدين سيدنا إبراهيم ذهب سيدنا يعقوب وطلب منه خاله خطبة راحيل طلب منه خاله ان يكون صداق رحيل أن يأجره سبع سنوات ظل سيدنا يعقوب يرعى لخاله لمدة سبع سنوات كاملة وبذلك قد أوفى شرط الزواج   من رحيل ولكنه تزوج أختها الكبرى ليا وأنجب منها عدد من الأبناء، هم روبيل شمعون، لآوى، يهودا، ايساخر زابلون وبعد سبع سنوات أخرى تزوج من راحيل

تأخر إنجاب راحيل في بداية زواجها، وطلبت من الله تعالى أن يهبا الذرية الصالحة من يعقوب فاستجاب الله تعالى لدعائها أنجبت راحيل ولدا حسنا جميلا وأسمته يوسف وكان يشبه السيدة سارة جدته لأبيه زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام كان يوسف أحب الأبناء لأبيه وأقربهم إلى قلبه 

عاشت راحيل مع سيدنا يعقوب حوالي إثني عشر عاما في بلدها العراق وكانت تؤمن بالله تعالى ولا تعبد الأصنام في حين أن عبادة الأصنام كانت منتشرة هناك أوحى الله تعالى إلى سيدنا يعقوب أن يعود إلى بلاد المقدس وهي بلاد أبيه وجده فعاد مع عائلته كلها إلى قرية حيرون في أرض كنعان حيث كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يعيش في مدينة الخليل

أنجبت راحيل الإبن الثاني وهو بنيامين وكان هو ويوسف أحب الأبناء إلى سيدنا يعقوب عليه السلام كان أخوه سيدنا يوسف يكرهونه ويحقدون عليه بسبب حب سيدنا يعقوب له وتفضيله له عليهم، وعندما شعر سيدنا يعقوب بكره باقي أبائه ليوسف خاف عليه وطلب منه ألا يقص عليهم الرؤيا التي رآها عندما رأى أن إحدى عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له حتى لا يزيد حقد إخوته عليه ويمكرون له مكرا سيئا 

غاب سيدنا يوسف عن أبويه   أكثر من أربعين عاما كانوا يعانون خلالها من الهم والحزن والفراق

 

 

المراجع

كتابة: ريهام عبد الناصر آخر تحديث

كتاب بعنوان (القدس، العيزرية وبيت لحم). صدر في لندن عن توماس نيلسون وأولاده، عام 1887م

بلال بن رباح (المتوفى سنة 20 هـ) صحابي ومؤذن النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومولى أبي بكر الصديق. كان بلال من السابقين إلى الإسلام ومن المستضعفين الذين عُذّبوا ليتركوا الإسلام حيث كان عبدًا لبني جمح من قريش، فعذبه سيده أمية بن خلف بعدما أعلن إسلامه، فاشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه. اشتهر بلال بصبره على التعذيب، وقولته الشهيرة تحت التعذيب «أحدٌ أحد». ولما شُرع الأذان، اختاره النبي محمد   صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ليكون مؤذنه الأول. بلال بن رباح حبشي الأصل  قيل إنه  من مولدي الحجاز، حيث كانت أمه «حمامة» أمة لبني جُمح كان بلال من السابقين الأولين إلى الإسلام، وكان مستضعفًا كونه كان عبدًا لبني جُمح، فعُذّبَ بلال ليترك دين الإسلام

المسجد بنهاية القرن التاسع عشر – مكتبة الكونغرس

السير موسى حاييم مونتيفيوري   ثري ومالي بريطاني يهـودي، زعيم الجماعة اليهودية في إنجلترا، ومن كبار المدافعين عن الحقوق المدنية لليهود في إنجلترا والعالم. وُلد في بريطانيا لأسرة إنجليزية ذات أصول إيطالية سفاردية استقرت في إنجلترا في القرن الثامن عشر. وبدأ عمله كسمسار في بورصة لندن حيث حقق ثراءً سريعاً. وقد ارتبط بعائلة روتشيلد المالية الثرية من خلال المصاهرة، الأمر الذي ساعده في مجال أعماله. وقد كان مونتفيوري من أوائل المشاركين في تأسيس البنوك الصناعية بالتعاون مع المؤسسة الإنجليزية ـ الأمريكية العاملة في مجال الماس والمال والتي اشترك في تأسيسها إرنست أوبنهايمر اليهودي الثري رجل الصناعة والمال في جنوب أفريقيا. وقد حقق مونتفيوري ثروة طائلة من خلال أعماله، وهو ما مكَّنه من اعتزال العمل عام 1824. وقد كان مونتفيوري ثاني يهودي يتولى منصب عمدة لندن وأول يهودي يحصل على لقب «سير».