• 27 كانون الثاني 2025
  • حارات مقدسية

 

بقلم : الشيخ الباحث مازن اهرام 

خصص حديثنا في هذه العجالة للتسليط الضوء على صرح علمي تربوي يعتبر  من اهم الصروح التعليمية التي اقيمت في القدس 

 اننا نقصد  كلية روضة المعارف  والتي قام بتاسيسها  الشيخ محمد سليمان الصالح

انه بحق صرح علمي مقدسي ثقافي تعليمي تربوي يسعي لأثراء المحتوى المقدسي العربي وتنوير العقول العربية بالمعلومات الصحيحة والدقيقة كل ذلك من خلال كادر مشهد حضاري تعليمي تَشَوُّفُ سادتها الأماجد، وشبابها الرّوافد، لحمل مشعل التغيير وتقرير السبيل بتوفيق من الله ثم  الاتكاء على معالم التيسير، راجين نهضتها وإعادة هندسة سُؤددها الضائع وإقامتها على وِزان تمتد فيه أواصرها الحضارية المنيعة يُوسم من خلال حركته النُّظراء المؤهلون بوسم للمغفور الشيخ محمد سليمان الصالح أكثر من مكان في الترحال بين أحياء القدس كانت له بذرة صالحة ومحطة 

نسب الشيخ/ محمد الصالح

 (ولد عام 1284هـ وتوفي في 23 من ذي الحجة 1358هـ الموافق 2 من شباط 1940م)

الشخصية  

هو الشيخ "محمد سعيد" ابن الشيخ سليمان ابن الشيخ "محمد صالح" ابن الشيخ سليمان العالم الأزهري "ابو الهدى" ابن الشيخ يونس ابن الشيخ داوود الملقب "بأبي والوفا" وينسب الى الوفائية.  لقب جده الثاني بالصالح عرف وأجداده بالصلاح، فحملت العائلة لقب الصالح وهي عائلة مقدسية.  وكما هو مدون في حجج وقفهم الذري في مدينة القدس الصادرة عن قاضي القضاة في القدس - المحكمة الشرعية بتاريخ 1135هـ والثانية عام 1299هـ واخرى بتاريخ 1238هـ، وكذلك استنادا لما دونه والده وأجداده تناوباً على هوامش مخطوطاتهم وكتبهم المحفوظة لدى احفاده.  دفن رحمه الله مع والده في مقبرة العائلة بالساهرة في القدس.  في يوم وفاته رحمه الله، شهدت القدس مجدداً خسارة كبيرة لأحد ابنائها البررة وعم الحزن أرجاء القدس. 

 تعمم بثوب العلم والعلماء أُشير إليه بالسؤال الفقهي  توارث العلم كابراً عن كابر خلقاً و علماً ونسباً شريفاً أراد أن يبني أجيالاً في زمن تلاطمت به بحور الجهل فوقف كالطود العظيم وخاض بعزمه وإصراره جغرافيا العالم وارتحل البلاد والأمصار مكة والمدينة وإسطنبول والعديد من المدن ومن أقواله ومحبته للعلم أشار قائلاً طلب العلم من المحبرة إلى المقبرة و إذا توجهت لطلب العلم فداوم السير، وإياك والانقطاع، فقليل دائم خير من كثير منقطع، وإياك والكسل، فالجبال لا يصعد إليها مُقعَد، والقمم لا يعتليها ضعيف صاحب همة عالية وعزيمة فائقة كالنجم الذي يرشد  السالكين  في كبد السماء  بل كالنسر العالي على ما سواه يخفق بجناحيه ، فإن همة  شيخنا   علت  على أقرانه وأصر  في منهجه لغة الضاد علماً وعملاً  فبادر افتتاح مدرسة "روضة الفيحاء" في عهد الخليفة العثماني عبد الحميد، وعملت هذه المدرسة طويلاً وتخرج منها العديد من التلاميذ من شتى مناطق فلسطين والوطن العربي ، في حين كانت تفرض تدريس العلوم باللغة التركية (العثمانية) الراسخة هناك، لذا يعتبر وزارة تربية وتعليم أولى في العالم العربي لغة عربية 

مدرسة روضة المعارف الوطنية هي مدرسة أسست في القدس بسنة 1906م، على يد الشيخ محمد سليمان الصالح، بالاشتراك مع الشيخ حسن أبو السعود، إسحاق مصطفى درويش وعبد اللطيف الحسيني. أسست المدرسة بالزمن الذي كان به عدد المدارس الرسمية والوطنية قليلا، وطلب العلم كبيرا. وتعتبر أول مدرسة إسلاميّة في القدس مخصصة لتطوير مناهج حديثة تجسّد التوجّهات الثقافيّة والوطنيّة العثمانيّة والإسلاميّة توقفت بضعة سنوات  أثناء الحرب التي داهمت البلاد  وفي عام 1322هـ قام بتأسيس كلية روضة المعارف الوطنية بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى بالقدس فأصبحت مَعلماً يحتذى به، فأدارها ووضع نظامًا تعليميًّا خاصًا بها، وأنشأ فريق الكشافة وشجعهم وأحيا فيهم روح الوطنية والانتماء، وجعل منهم فرق كشافة مختلفة المسميات والمهام والتي كانت تشترك في المواكب الوطنية والحفلات السنوية، وأضاف آلات النشاطات الرياضية والآلات لمختبر العلوم، وتولت المهام بعد وفاته بنتاه بهيجة ونعيمة رحمهما الله

كلية دار وقف الصخرة

ويتوصل هذا البناء من مدخل في الجانب الجنوبي للواجهة الشرقية، يحيط به مقعد حجري على كل جانب من جانبيه يعرف معماريا بالمكسلة، ويصعد إلى بابه على ثلاث عتبات، ويتألف من مصراعين على مرتفعين يعلوهما عقد نصف دائري للإنارة والتهوية تتخللها قضبان حديدية عل شكل أشعة الشمس، ثم قوس دائري فوق الباب. ويؤدي المدخل إلى دهليز منكسر نحو الشمال، ثم ساحة تتوسط مرافق الدار التي يصعد اليها من عتبات حجرية، تقع في اتجاه الشرق، لتؤدي بدورها إلى جميع غرف الطابق العلوي. ويتخلل الغرف الشمالية لهذا البناء الكبير أبواب تصل بعضها ببعض، فهي بشكلها العام لا تكاد تبتعد عن أجواء التدريس وتقسيم الصفوف الدراسية التي ما زال خريجوها يذكرون فعالياتها بدقة.

تقع على مفترق خط السعدية وخط المئذنة الحمراء، وسط بيوت حارة السعدية التاريخية. تنسب إلى مؤسسها الشيخ محمد الصالح، الذي اسسها ابتداء في زاوية الأدهمية الواقعة خارج سوق القدس، مقابل ما بين بابي العمود والساهرة في سنة (1324هـ/1886م) ثم انتقلت الى مقابل زاوية الهنود وتسكنها اليوم عائلة مقدسية   والواقع أنه تم نقلها كثيراً رغم حداثة تأسيسها. فبعد خروج الجيش العثماني من القدس، نقلت إلى مجموعة من المدارس التاريخية في القدس الى (الجاولية والمحدثية والصبيبية) حتى استولى الإنجليز على المكان سنة 1938م وجعلوه نزلاً لجيشهم. ثم نقلت إلى دار معتوق مقابل الفندق الوطني، ثم إلى دار الدقاق في شارع الزهراء التي عرفت فيما بعد باسم فندق الزهراء حتى أغلقت سنة 1948م.وقد نشرت الروضة مجلة تحمل اسمها، وكان فيها مكتبة وفرق كشافة. وقد تم تناول نماذج من المدارس التي شغلتها في الثلث الأول من القرن الأول من القرن العشرين. أما دار وقف الصخرة المشرفة فقد انفردت دراسة حارة السعدية فيما تقدمه من معلومات حيث تفيد أنها تتألف من طبقتين، ويظهر فيها ثلاث مستويات معمارية، منها: مستويان معماريان عثمانيان خالصان، ومستوى ثالث يمزج بين الطراز العثماني والطراز المقدسي المحلي من فترة الانتداب البريطاني، حث يعلوه القرميد الأحمر سطح البناء.

أولاده: هم المحامي وقاضي الصلح الشاعر سليمان (ابا غالب) 

- الآنسة المرحومة بهيجة –  أسست مدرسة الست بهيجة خلف دار أهرام شارع الرشيد   بجوار بيت عزيز شحادة ولقد تعلمنا بتلك المدرسة في بداية حداثتنا مع إخواني وأذكر أن الوالدة كانت تلقي إلينا (العصرونية) ساندويش من خلف الجدار الذي يفصل بيتنا والمدرسة 

المرحومة وجيهة – المرحومة منيرة –  المرحومة خديجة – السيدة روضة - الآنسة المرحومة زكية – المرحومة وفية - المرحومة نعيمة.  

والده: هو الشيخ سليمان ابن الشيخ "محمد صالح" ابن الشيخ سليمان العالم الأزهري المعروف بأبي الهدى، وكما ورد بمخطوط حجة جده الوقفية الصادرة عن مجلس الشرع بتاريخ 1238هـ، حيث رمز له القاضي معرفاً: 

الحاضر امامنا الحافظ سليل الحفظة الصالحين إبن عمدة المدرسين. هومن مشايخ مدرسين الزاوية الوفائية. وهذه إحدى زوايا الحرم القدسي الشريف وتقع عند بباب الناظر تجاه المدرسة المنجكية وهناك دار من معالمها تعرف بدار الشيخ شهاب الدين ابن الهائم، ثم عرفت بزاوية بني أبي الوفا (الوفائي) وكانت قديماً تعرف بدار معاوية.  سار الشيخ سليمان على نهج والده وأجداده.  توفي رحمه الله في الثالث من رمضان عام 1299هـ، دفن في مقبرة الساهرة مع والده. وفي وفاة والده الشيخ "محمد صالح" كتب على هامش مخطوطه كانت وفاة والدنا في 18 من رمضان يوم الأحد 1287هـ. 

تلك العائلة الكريمة كان لها إسهام في إنشاء مدرسة كبيرة معاصرة في مدينة الكويت الشقيق   وأُخرى في عمان  

المصادر 

المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف/رجال من فلسطين – عجاج نويهض/أعلام الفكر والأدب في فلسطين – يعقوب العوادت (الكاتب الملثم) ص: 342و343/الموسوعة الفلسطينية – الصادرة عن هيئة الموسوعة الفلسطينية/معجم العشائر الفلسطينية – أعلام رجالاتها في الأدب والجهاد والسياسة المجلد الأول ص:449/ المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف/ رجال من فلسطين – عجاج نويهض/ أعلام الفكر والأدب في فلسطين – يعقوب العوادت (الكاتب الملثم) ص: 342و343/ "روضة المعارف الوطنية (كلية)". الموسوعة الفلسطينية. مؤرشف من الأصل في 2017-08-10 الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية: تأسيس روضة المعارف الوطنيّة العثمانيّة الإسلاميّة