• 4 آب 2022
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : سعادة مصطفى ارشيد

تميز هذا العام منذ مطلعه بالأزمة الاستثنائية التي تسببت بها الحرب الروسية الأوكرانية واستثنائيتها تعني أن الأمور من بعدها لن تكون كما كانت من قبلها وذلك بغض النظر عن الفريق المنتصر و الفريق المهزوم، هذا و عامنا لا يزال امامه خمسة شهور طوال حبلى بأكثر من ازمة تحمل طابعا استثنائيا على الصعيدين الدولي و القومي الإقليمي، من هذه الأزمات التي ننتظرها في مطلع أيلول القادم أزمة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة  وأزمة استخراج الغاز اعتاد (الإسرائيلي) مستفيدا من الدعم الغربي الذي يتلقاه و بدعم من فائض القوة الممنوح له على اعتبار العالم حديقة عبرية و مجالا حيويا مستباحاً من قبله , من القارة الامريكية الجنوبية الى الشرق البعيد وبالتالي لم يكن امرا استثنائيا افتراضه ان مياه لبنان والأردن من حقه فقط و له دون غيره كما كان يحدث منذ عقود و ان غاز شرق المتوسط من حقه على ذات الطريقة وخاصة اللبنانيين الذين عليهم ان يدفعوا ثمن تأييدهم للمقاومة و معارضتهم لمشاريعه , جوعا و قهرا و حرماناً. هذا (الإسرائيلي) لا يريد الاعتراف بأن ذلك كان ممكنا في زمن مضى و ولى الى غير رجعه , و ان ما يستطيع أن يمليه على دول كبيرة وثرية في الخليج او تلك المطبعة معه في العالم العربي , لا يستطيع أن يفعله مع لبنان الصغير الذي يملك مقاومة صغيرة في حجمها كبيرة في فعلها و بإرادتها القادرة على ردعه وعلى الدفاع عن حقوق شعبها , فإذا كان لبنان محروما من حقة في الدفاع عن حدوده البحرية او في استخراج ثروته النفطية والغازية , فلن تستطيع (إسرائيل) ذلك أيضا , إنها معادلة لا يفل الحديد الا الحديد . كان لتهديد شيخ المقاومة مفعولة السحري فقد سلم (الإسرائيلي) بجديته وحسب القناة العبرية الثانية عشرة : ان (إسرائيل) استنفرت كامل قواها البحرية و البرية و الجوية و الاستخبارية خوفا و استعدادا لما يمكن ان يحصل في حال انتهت مهلة المقاومة دون ان يتوصل الوسيط الاسرا-امريكي لإبرام اتفاقية , ثم تضيف القناة ذاتها بأن الحكومة (الإسرائيلية) مارست ضغطا على واشنطن للعمل بسرعة من اجل ابرام اتفاق مع لبنان قبل مطلع أيلول , و هو الموعد الذي تنتهى فيه المهلة التي حددها الشيخ حسن نصر الله .يقوم المبعوث الاسرا-امريكي بجولات مكوكية داخل لبنان و أخرى بين بيروت و تل ابيب .

في لبنان يسمع ولا بد وجهات نظر بعض ممن يزايدون في تطرفهم ضد مصالح بلادهم على من يلتقيهم في تل ابيب , و لو قيض له القيام بزيارات لعواصم عربية مطبعة لسمع مثل حديثهم او لو استمع الى فضائياتهم المسخرة للهجوم على المقاومة و الداعمة لوجهه النظر (الإسرائيلية) متفوقة في نقدها و هجومها حتى على شقيقاتها من القنوات العبرية . من اليوم حتى مطلع أيلول ستزدحم الوساطات و الضغوط والتدخلات , و ستحاول (إسرائيل) والولايات المتحدة بداية تمديد المهلة التي أعلنها الشيخ نصر الله هذا ان استطاعت , و لكنها في النهاية ستبذل اقصى الجهد ان تسلب حزب الله والمقاومة اللبنانية هذا الإنجاز –ان تم توقيع اتفاق- بالقول ان الاتفاق جاء نتيجة للجهد الأمريكي و الذي قد تنضم إليه وساطات عربية مطبعه, و (إسرائيل) و معها أولئك المطبعون لا يريدون ان ينعم اللبناني بفوائد الغاز و النفط الإيراني الذي يحمل بكتيريا التشيع , بإجمال القول تريد(إسرائيل) و حلفائها العرب المطبعون تجريد المقاومة من النصر ان تحقق وقطع حبل الفعل الإيراني الذي سيشعر به كل مواطن لبناني عندما يصل اليه الغاز و النفط من ايران . في أيلول القادم تتلاحق الأعياد اليهودية وسترتفع حرارة الانتخابات التشريعية (الإسرائيلية) التي ستجري في مطلع تشرين الثاني، حيث يتجمع تحالف عريض يضم الإدارة الديمقراطية في واشنطن مع عواصم خليجية وعمان ورام الله، تريد منع بن يامين نتنياهو من العودة لرئاسة الحكومة وتهدف لدعم الثنائي لبيد-غانتس، والاتصالات جارية والأموال مبذولة لقيادات فلسطيني الداخل من اجل ذلك. قد لا يكون من الحكمة ان يغامر أحد بالتأكيد على ان هذه الازمة ستنتهي باضطرار) الإسرائيلي لتوقيع اتفاق يستجيب لما تطرحه المقاومة، خاصة وان الثنائي لبيد وغانتس ومعهم أطراف عربية مطبعه يدركون ان أي اشتباك عالي المستوى مع لبنان او غزة سيكون في صالح نتنياهو انتخابيا وموعدنا مع أيلول ليس ببعيد