• 17 حزيران 2024
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : عزام توفيق أبو السعود

 

يأتي عيد الأضحى هذا العام ، ونحن نعتصر ألما لما حل بغزة ، قلعة الصمود، وخط الدفاع الأول عن العروبة التي تكاد تختفي معالمها، غزة هي خط الدفاع الأول والأخير لعروبة أنستها تفاصيل الحياة الغربية، والانبهار بأمريكا، والإعتقاد بأن أمريكا تحمل مفاتيح كل العالم، أنستها معنى التضامن والوحدة ومعاني وهدف النضال لإستعادة حقوق مسلوبة . غزة اليوم تحطم هذه المفاتيح، وتقلب الطاولة على رؤوس من جلسوا حولها، مهللين وضاحكين عند زيارة رئيس أمريكي يقول عن نفسه أنه صهيوني حتى العظم، أو لأحد من مسؤوليه الذين يزورون العواصم العربية هادفين الى عصر العروبة المتبقبية في غزة، حتى وإن رفعت الشعارات الإسلامية التي تعتقد أن العالم الإسلامي قد حاد عنها، وعن الشريعة الاسلامية الصحيحة التي يريد الغرب تحريفها، لتخدم مصالحه ومصالح ربيبته إسرائيل.. 

نعم : غزة التي تذبح هي التي تعيد للإسلام أصوله التشريعية وتذكرنا بأن باب الجهاد لا زال مفتوحا، فإن غابت الدول العربية وزعاماتها عن الايمان بذلك، فإن غزة تعيد تعليمها للعالم الاسلامي أولا وللعالم العربي ثانيا الذي يتمتع بأحضان أمريكا الزائفة، التي لا هي دافئة، ولا هي حميمة، ولا هي موثوقة، فهي تغير اتجاهاتها كلما اقتضت مصلحتها ذلك .. 

نعم : غزة الجريحة تذكر العالم كله بالمعاني الانسانية التي يريد أن يخفيها، ويبقي العالم أسير المعاني المصلحية .. غزة تعلمنا الصبر .. تعلمنا الصمود في وجه أعتى القوى الظالمة .. وتضحك علينا ونحن المهرولون نحو الغرب ، بالرغم من قناعتنا بأن مصالح الغرب لن اكون أبدا في صالحنا، ورغم ذلك نتنسك بذَنَبِ الغرب الذي يجرنا نحو هاوية تلو هاوية .. 

نعم : غزة هذا العيد ترينا أن لا عيد لنا طالما نحن مطأطئي الرؤوس ، نؤيد ما تريده أمريكا دون أن نعرف ماذا تريد، فقط لمجرد أنه قادم من أمريكا .. أمريكا التي لا تستطيع أو لا تريد أن تسير في طريق الصواب، بل تريد دوما إفتعال الأزمات والحروب لتبقى هي من يبيع الأسلحة الأكثر فتكا بالشعوب .. أمريكا التي تلعب الشطرنج ، وتعتبرنا بيادق اللعبة، تضحي بنا وقتما تشاء لتضمن عرشها وفيلها وأحصنتها وقلاعها قوية .. 

نعم : غزة تعلمنا القراءة والتمعن في القراءة لمعرفة ما تخفي السطور والكلمات من معان ليست في مصلحتنا .. غزة تعلمنا القراءة وفهم ما نقرا، لا أن نصفق ونؤيد ما تقترحه أمريكا من أفكار مغلفة بكلمات لا معنى لها إلا خراب بيوتنا .. 

في هذا العيد يجب على العرب والمسلمين بمعنوا التفكير فيما تقوله غزة، وأن يدعوا ويدعموا غزة، لا أن يكونوا وسطاء في الضغط عليها، يجب عليهم أن يعترفوا بأن رجال غزة الصناديد هم من سيوجه العالم نحو العدل ... نحو الحق .. نحو الصبر لتحقيق الآمال .. لقد نجحوا مع جيل الشباب الغربي، وسيغيرون بوصلة التفكير الغربي المستقبلي  نحو دحر المصالح المتغيرة، والتفكير بإنسانية، وبعقلانية وبمنطق وبأن أي رجل أو إمرأة أو طفل في العالم، أينما كانوا لهم نفس القيمة، ونفس الحقوق، وليس أي منهم سيدا والآخرين عبيد له، ومنفذين لأوامره الجائرة ، مقابل مساعدات تجعل من يساعدوه بلا كرامة .. 

أخيرا أقول لأهل غزة  إن قلوب شعوب العرب والمسلمين معكم ، وليت قلوب قادة العرب والمسلمين تكون معكم، وأن معاني عيد الأضحى أنتم قريبون منها أكثر من كل القيادات العربية والاسلامية ، لكنكم أبدا لن تكونوا أنتم الأضحية !! ولا حول ولا قوة إلا بالله.