• 29 حزيران 2024
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : محمد الصفدي 

 

تزداد المؤشرات عن أن الحرب في غزة قد دخلت النزع الأخير وفصل الختام بالرغم من جعجعات نتنياهو الحالم وشريكيه الاهوجين سموتريتش وبن غفير. هذا الثالوث الأحمق الفاشي هو الأخطر على مصير إسرائيل وبقائها في المنطقة إذ أنهم لا يضيعون فرصة لتحطيم توازنات الستاتيكو سواء الخارجيه او الداخليه مزعزعين بذلك كل الأسس التي مكنت هذا النظام الاستعماري العميق المكفول غربيا من البقاء رغم جرائمه الفظيعة . 

ان حرب غزة الإجرامية مثلت لهذا الثالوث غير المقدس فرصة سانحة للبطش الفاشي الإجرامي محاولين نقل الواقع القائم في غزة والضفة إلى واقع تهويدي جديد راكبين موجة الانتقام عن هجوم اكتوبر الصادم الذي غير مجرى الأحداث في الشرق الاوسط. 

محاولتهم هذه تتجه نحو الفشل لان الميدان هو سيد الموقف والفيصل وليس المحاولات الاسقاطية العبثية التي يقوم بها نتنياهو في غزة او سموتريتش وبن غفير في القدس وفي الضفة . 

ان حرب غزة في طريقها الى الانتهاء حسب كافة المؤشرات اذ ان الهجوم الاسرائيلي يراوح مكانه يتحول الى حرب استنزاف مكلفة، المقاومة صامدة وفعاله ومتجدده ، الاحتياط منهك ، الأزمات الاسرائيليه والتجاذبات تتفاقم والاستقطاب يتصاعد .

ان محاولة التصوير بأن الخطط الحربية تسير على ما يرام وان مركز الثقل ينتقل للشمال رغم ان الخطة لم تتحقق . تغير اللهجة المخففه واللغه المستخدمه ضد المقاومة يؤكد حالة الوهن الإسرائيلية والتراجع التدريجي تمهيدا لإنهاء  الحرب المتعثرة بأي شكل كان . 

هم دخلوا غزة ولكنهم عالقون ولا يعرفون كيف يخرجون منها وخروجهم يصطدم بجثث الأطفال الباردة والأحياء المدمرة التي تسببوا فيها بشكل اجرامي. لعنة غزة تلاحقهم مهما حاولوا الفرار منها . دق طبول الحرب الشمال مثير للسخرية ومؤشر للعمى السياسي . الكل يتساءلون كيف يمكن للجيش المستنزف الذي لم يتمكن من تركيع غزة المحاصرة الصغيرة ومقاومتها أن يغير مساره شمالا وان يعيد انتشاره في الشمال!؟ ، هذا الا اذا كان جيشا اسطوريا خارقا!….

 وهو بالمناسبة نفس الجيش الذي يشكل الآن فرقة احتياط عشوائيه متسرعة لسد النقص الفادح في عديدة والتهرب المتزايد من الخدمه ويعجز أمام ترسانة حزب الله الرادعة وفي المقلب الآخر يهدد خصمه الشمالي بشكل هزلي مضحك بالثبور وعظائم الأمور ! 

إسرائيل نتنياهو التائهة المنقسمة بلا قيادة جماعية ومعارضة آخذة في التعاظم و مثخنة بالأزمات لا يمكنها أن تبدأ حربا جديدة مخيفه مع خصم فتاك ماهر ومسنود كحزب الله . كل التهديدات هي هروب من فشل غزة ومحاولة لخلق مبرر وتسويغ الانسحاب من مستنقع غزة من طرف واحد . في اقصى الاحوال قد يشن حملة تحريكيه محدودة في الشمال لتغطية عورته المهتوكه في غزة وتعويم الفشل هناك وخلط الأوراق وسيفشل ايضا . كل هذا يشير إلى أننا قد وصلنا الى فصل الختام وفي اقصى الاحوال ستنتقل المعركة مع حماس وحزب الله الى الشارع الاسرائيلي المنقسم بدءا من السابع من تموز وصولا الى اسقاط نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إنهاء الصراع بالتسويات ، وهذه التسويات ستكون بالضرورة انعكاسا للميدان سواء في غزة المدمرة المنتصرة او في الشمال الذي تحطمت قواعد الاشتباك فيه وأصبحت لصالح حزب الله . ملك اسرائيل الأخير نتنياهو سيدخل السجن عن جنايته الداخلية التي هرب منها الى حين وسيصبح مطلوبا في دول العالم عن الإبادة الجماعية ومملكته ستدخل فصل الدولة المارقة الإجرامية العنصرية بفضله وبفضل ثالوثه غير المقدس و أفعالهم المشينة .