• 7 تموز 2024
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : محمد الصفدي

أما وقد اتضحت مآلات الأمور واسقفها سواء في غزه او في جنوب لبنان فقد اصبح الامر بيد نتنياهو ملك الهذيان الوحيد الأوحد… وبما أن الفاصل بين الحرب واللاحرب خيط رفيع فهو قد قرر أن يمارس لعبة الرقص الانتحاري على الحبال . 

سياسيا يناور ما بين المعارضة واليمين المتطرف يهدد هؤلاء بأولئك غير مدرك ان سكاكين الطرفين ستغرس في صدره وظهره قريبا عندما يفقد توازنه المترنح .وفي موضوع الصفقة يلعب لعبة اللعم : نعم ولكن ،ولكن ونعم .

 كما يرى الجميع لم يعد هناك تقريبا حديث عن الحرب في الشمال و التهديدات العنترية تتقزم وتتلعثم ، ولم يعد أحد يتحدث عن رحيل حماس من هذا العالم . عالميا يراهن نتنياهو على موسم الانتخابات وصعود ترامب واليمين الأوروبي الوشيك فقد يتغير اتجاه الرياح . 

وفي غزة يراهن على ابتسام القدر له فلربما يمسك بالسنوار وقيادة اركانه او بالأسرى او بعضهم مستندا لسيل من المعلومات الاستخبارية والفرضيات العالميه والعربيه .

 لم تكفيه تسعة أشهر من الأحلام حتى يقتنع بأن لعبته خاسرة وفشله محتوم !… لعبة نتنياهو تهدف الى كسب الوقت بالكذب والمزيد من الكذب قدر المستطاع هروبا من الاستحقاق القضائي الداخلي .

 لهذا الغرض بالتحديد يواصل مسلسل حماقاته من خلال الاستمرار في الرقص على الحبال في هذا السيرك الحربي الدموي . 

هو لا يكترث لحقيقة أن جيشه يستنزف ويضعف معنويا واعدادية حتى وان حاول إخفاء خسائره بستار الرقابه الصارمه . 

هو يتجاهل تصاعد المعارضة الداخلية ضده وتكتلها مع انفضاح لعبة التسويف التي يمارسها يوما بعد يوم . ولا تهمه أزمة بلاده الاقتصادية والمعنوية والردعيه والسكانية المعيشية تتعمق مثلما لم يكترث لزعزعة أركان الدولة المتعمقة التي أرساها الآباء المؤسسين الأوائل لدولة الاستعمار . مع انقشاع ضباب الأكاذيب والتعتيم والإنكار للواقع ، تتكشف الحقائق الميدانية فتلطمه وتتسرب من بين قبضته رغما عن أنفه: هزيمته واضحة أمام حزب الله. وانكساره امام حماس جلي استخباراتيا وميدانيا واعلاميا وعسكريا .

 نصره الوحيد يتمثل في تدمير الحياة الحضرية والبشرية في غزة وارتكاب جريمة إبادة موصوفة ضد الانسانية وهذه ليست بالمراجل ولا بالانتصار مهما حاول ترسيمها وفق خياله المريض مثلما يفشل في ترسيم اليوم التالي وفق مزاجه المضطرب . 

غالبية شعبه ترى اليوم أنه قد ورطها في مستنقع غزة والشمال بلا مخرج وألحق بها خسائر فادحة واستراتيجية ، فقط من اجل انقاذ رأسه ولسان حاله يقول لهم : انا ومن بعدي الطوفان….