• 27 تموز 2024
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : محمد الصفدي 

 

 مسرحية العلاقات العامة وتجنيد الدعم وتحسين الصورة  البشعة التي نظمها نتنياهو في الكونغرس انتهت ، والآن سيعود مرغما الى واقع الحرب والأرض التي تشتعل تحت قدميه وفوق رأسه ويتصرف وكأنه قد أخذ جرعة ادرينالين بطولية امريكيه . هو سيواصل لعبة الكذب التي يجيدها،  وكانه يسيطر على الأمور ويعرف ماذا يفعل؟ والى اين سيذهب؟  وسيدعي أن كل ما يقوله كارهوه يدل على جبنهم  وضعفهم وجهلهم . 

هو وحده فقط يعرف ماذا يوجد وراء الأفق ، ويرى ما وراء البعيد البعيد خلف الضباب ، علما انه غير مدرك بأنه لا يرى ..!! 

ويا للمفارقة ماذا يوجد امام قدميه حتى !. نتنياهو بعرف ان مواقف الأمريكيين كلهم ستبقى داعمة لاسرائيل بشكل مطلق ، كائنا ما كان خاصة في موسم الانتخابات الحساس جدا . فتصريحات ترامب وهاريس البطة العرجاء بايدن ترمي للتناكف سياسيا والفوز بالأصوات والمال والدعم الإعلامي . 

هاريس تحاول الظهور بمظهر المتعاطف مع الكارثة الفلسطينية الانسانية حتى تكسب اصوات قواعد ديمقراطية وشعبية مناصرة لهم وفي نفس الوقت تقدم الولاء والطاعة لرواية اللوبي الصهيوني ، ولا توجه أي لوم لنتنياهو وجرائمه واكاذيبه. الان بعد محطة الكونغرس الهزلية السخيفة سيحاول نتنياهو كسب الوقت حتى انتهاء الانتخابات في مطلع العام القادم مستمرا حربه العشوائية و مراهنا على توسيع دائرة النار وخلط الأوراق في المنطقة برمتها وعلى امل امكانية انهاء المقاومة . والمفاوضات بالنسبة له مجرد وسيلة للخداع وكسب الوقت والاستنزاف سياسيا واعلاميا .

 من الواضح أنه يسير نحو مواصلة الحرب غير آبه بالوضع الداخلي ولا بالضغوط الخارجية ، وسقف اللعبة في نظره بات معروفا:

 المقاومة في نظره تختنق رويدا رويدا والعالم كله سيبقى متفرجا ، وأمريكا تغطي جرائمه في كل المنابر ، وهو والحالة هذه لا يجد ضيرا من اللعب على حافة الهاوية وتوظيف الوقت للنجاة من الهزيمة والمحاكمة التي تنتظره .

 وكسب الوقت المستقطع لعدة اشهر اخرى قد يخلصه حسب اعتقاده من أزمته ويظهره بمظهر البطل تماما مثلما ظهر بمظهر البطل التاريخي في مسرحية الكونغرس . 

هو يتناسى أن بطولة مسرحية الكونغرس المدفوعة بالمال الصهيوني الشندي لن تضمن له بطولة حرب غزة التي تستعصي على الحسم ولبنان الذي لقنه مرارا وتكرارا مرارة الهزيمة سابقا وحاضرا واليمن ضيف الشرف الذي هشم كرامته وردع المفتخرين فكشف عورته الأمنية المتغطرسه وعلى رؤوس الأشهاد.

 مسرحية الكونغرس منحته بعض المقويات للبقاء حيا يرزق لعدة أشهر قادمة ولذلك سيعمل بلا شك على زيادة بطشه في غزة أكثر فأكثر باحثا عن نصر إعلامي درامي ممسرح وعاملا على توسيع دائرة العنف لتوريط حلفائه . 

المفاوضات والمبادرات والمظاهرات الداخلية مجرد اوراق عنده لكسب الوقت لزيادة عمره السياسي المنتهي ووقته المستقطع والفوز بصورة البطل خليفة تشرشل وبن غوريون .

 محطة الكونغرس انتهت بالتصفيق المخزي للمتبجح الذي يماطل للبقاء حتى انتهاء محطة الانتخابات الأمريكية في نهاية العام ولكن ما بين المحطتين أمور ومفاجآت كثيرة فالشرق الاوسط ارض لا يمكن توقعها مسبقا ، كما يقولون عنها وحساباته ستتشوش بلا شك أمام حسابات محور المقاومة الذي لا ينفك يباغته في كل يوم بأمر جديد تارة بالاسلحة النوعية واخرى بالهجمات النوعية وثالثة باشتعال وتغير ساحات أخرى متحركة كالضفه وسوريا والعراق .نتنياهو يلعب بالنار التي احرق فيها اجساد اطفال غزه الغضة ولذلك بالتحديد ، عليه ان يعرف ان هذه النار لا ولن تكون بردا وسلاما عليه كما يحلم .