- 20 آب 2024
- أقلام مقدسية
في إطار التعاون بين شبكة "اخبار البلد" المقدسية والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية من أجل صقل المهارات والقدرات المهنية للطلبة في المجالات المختلفة بما في ذلك الصحافة فإن، الشبكة سنقوم خلال الفترة القادمة بنشر سلسلة التقارير والمقالات لمجموعة مميزة من الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين ، هذه المقالات والتقارير ذات طابع علمي واجتماعي واقتصادي.
وفي هذا المقام نخص بالشكر على هذه المبادرة في التعاون الصديق العزيز الدكتور "نزار الحرباوي" وهو الإعلامي الناجح الذي عرفناه في مجالات الإعلام المختلفة المحلية والدولية وفي المجال الأكاديمي أيضا
بقلم : إسراء محمد رشيد
لطالما نادى المثقفون بأهمية ودور ثقة المرء بنفسه كأساس لنجاحه وتميزه، ومسار لإثبات ذاته في الحياة مهما تقلبت ظروفها والعقبات التي تواجهه فيها ، والثقة بالنفس هي رضى الشخص وتقديره لجهوده وذاته والاحساس بأهميته بنظر نفسه.
ومما لا شك فيه فإن قيمة الانسان لا تتجسد بمظهره الخارجي، ولا بتقدير الناس له إن كان هو بشخصه لايقدر نفسه، فلكل شخص نظرة خاصة، وتطلعات مختلفة عن الاخرين، فالبعض متفائلبطبعه، والبعض محبط ياخي متثاقل، وغير هؤلاء وهؤلاء: مغامر تفاعلي متوثب.
يمر الإنسان بعدة ظروف لايمكنه التحكم بها ، ولكن يمكنه التحكم بردات فعله وتصرفاته تجاهها، ويعتبر عامل الثقة بنفس مهما جدآ بحياتنا للتعامل والتعايش معها ، أو مواجهتها ، فهي عبارة عن جهاز التحكم لتحديد مسارتنا ، وعليها تبنى الكثير من النتائج التي هي مصيرية فيما يتصل بهويتنا وشخصياتنا ومستقبلنا على حد سواء ، وبذلك؛ فعليك أن تغامر لتصل لحلمك، وخير سفينة تحملك لشطآن الأمان هي ثقة واضحة بنفسك، واعتماد عليها في الظروف شتى.
إن سعيك للنجاح ، ومثابرتك لتحقيق مستوى اجتماعي مرموق يعتبر تقديرآ لذاتك، وهي أيضآ ثقة تبني حولك سور حماية، لا يسمح لأحد أن يقلل من قدرك، أو أن يمتلك الحق في يقيم سلوكك، وهنا عليك أن لا ترضى بأقل مما تستحق.
على مر الأزمان ، مرت بين السطور والمؤلفات عبارات عميقة، تركت أثراً في نفوس وسلوك كثير من الناس، وقد أعجبني المثل العربي الهادف:
" عز نفسك تجدها " .. ويقول الرافعي: "مقامك حيث أقمت نفسك لاحيث أقامك الناس"
وعلى نفس المنوال، وفي سبيل نفسك القيمة ، يقول توماس جرسفون :" الثقة بالنفس والتفاؤل معديان ويا لنعم العدوى!"
لم يكن طرح هذا الموضوع اعتباطيا ، فنحن محور الكون، وجمال الوجود الفعلي بصفتنا الإنسانية، وبوجودنا واثقين نصنع المستقبل، ونغدو فيه نماذج نقدر أنفسنا بالمنازل التي تليق بها ، وعندما تكون أنت كل شيء لنفسك، واعلم أنك دوما ستبقى في المراتب الأولى ما اقتنعت بذاتك، وعززت بسمتك، وقدرت جسدك وعقلك ومنهج في التفكير والسلوك.
وفي الختام.. اقول بكل ثقة: ليس مهماً كيف يراك الناس، المهم فعلاً هو كيف ترى نفسك؟
التحديات التي تواجه الإنسان ليست بسيطة، ويمكن لها أن تكون معقدة جدا بصورة قد تغير مسار تفكير الإنسان ونظرته لكل ما حوله ، فتنقلب نظرته للزمان والمكان والإنسان بناء على هذه الظروف الوافدة، ومن هنا كانت أهمية بناء سياج داخلي من الثقة بالنفس يمكن لها أن تمنع تغلغل المشاعر السلبية وعوامل الإحباط لنفسه، وبالتالي ؛ تعطي الاستقرار والتوازن الداخلي له في مواجهة هذه التقلبات.