- 7 تشرين أول 2025
- أقلام مقدسية
بقلم : د. حسين الديك
تحل اليوم الذكرى الثانية للسابع من أكتوبر 2023، ففي مثل هذا اليوم قبل عامين دخلت مجموعات مسلحة تابعة لحركة حماس الى داخل اسرائيل في ما يعرف بغلاف غزة ، في مشهد يعد سابقة تاريخية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على كل المستويات السياسية والعسكرية، مما أحدث حالة من التخبط والإرباك الداخلي في إسرائيل ، وفي المقابل أحدث حالة من الشعور بالانتصار فلسطينيا هذا الشعور الذي تبخر خلال أيام وربما ساعات بعد الرد الإسرائيلي القوي والحاسم على قطاع غزة .
فتاريخ السابع من اكتوبر عمل على تغيير وجه إسرائيل أمام العالم ومن الداخل اجتماعياً وسياسياً نحو مزيد من العقيدة الهجومية وأصبحت تتصرّف داخلياً وخارجياً كدولة تعيش صدمة كبرى وعملت المؤسسات العسكرية والسياسية في إسرائيل على اعتماد استراتيجية الحرب الوقائية كعقيدة عسكرية راسخة في الدولة وعملت على البدء بتطبيقها في الأراضي الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
استخدمت إسرائيل فائض ما لديها من قوة لتحقيق النصر المطلق على المدى القصير والمدى الاستراتيجي البعيد وقد نجحت في ذلك على مستوى الإقليم من خلال حربها على لبنان وإيران والتدمير الممنهج في قطاع غزة وفرض الحصار والإغلاق واستخدام التجويع كسلاح من اسلحة الحرب، بل امتد ذلك الى الضفة الغربية سواء بتدمير المخيمات واستمرار سياسة الضم والاستيطان وتدمير الكيان السياسي الفلسطيني المتمثل بالسلطة الفلسطينية من خلال البوابات والحواجز والاغلاقات وفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية وحجز العائدات المالية الفلسطينية.
كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وما زال المواطن الفلسطيني يدفع الثمن ومازال الجرح الفلسطيني ينزف يوميا بعد يوم ، ففي ميزان الأرباح والخسائر كان هناك خسائر فادحة وكبيرة جدا على الشعب الفلسطينية وتطلعاته السياسية وإنما على الصعيد الميداني فقد حولت اسرائيل غزة الى منطقة غير صالحة للحياة ، اضافة الى ما يقارب (67,160 )شهيد و ( 170,000 )جريح، وتدمير حوالي ( 80%)من قطاع غزة.
ولا زال الجرح ينزف …..