• 27 تشرين أول 2025
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : عبد الله  توفيق  كنعان*

    يأتي اختيار الأيام الدولية في العالم من قبل الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات ، ضمن سياق الاحتفال ببعض المناسبات ونشر ثقافة الوعي بها ، وربما يدخل الأمر في بعض الأحيان بأن يكون إعلانها مجرد إجراء إعلامي بروتوكولي مرتبط بالمعاهدات والاتفاقيات ، ولكن الأمر يختلف عند الحديث عن الأيام الوطنية والدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية ، فكل يوم منها هو صورة مؤلمة تعكس حجم المعاناة والاستعمار والاستيطان الاسرائيلي ومخططات الصهيونية وخرافاتها تجاه الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين من البحر الى النهر .

  واليوم الوطني للمرأة الفلسطينية الذي يصادف يوم 26 تشرين الأول من كل عام ،  والذي يصادف اليوم التاريخي الذي انعقد فيه مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس بتاريخ 26 تشرين أول 1929م،   في ظروف تاريخية تتزامن مع هبّة البراق ، بوصف المرأة الفلسطينية جزء أصيل من الحركة الوطنية  الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني وخطر المؤامرات الصهيونية ، وهذا اليوم هو تجسيد لمسيرة النضال والكفاح البطولية الخالدة والنموذج العالمي لرمز التضحية والعطاء الذي قدمته وما تزال المرأة الفلسطينية بما فيها المقدسية ، فهي الشهيدة وزوجة وأم الشهيد والأسير والأسيرة المعتقلة في ظلمات وعذابات سجون الاحتلال ، والمناضلة والإعلامية والكاتبة المثقفة والسياسية والمرابطة المدافعة في كل الميادين عن القضية الفلسطينية .

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية تبين أن كل تاريخ النضال والصمود الفلسطيني هو يوم شاهد على عظمة المرأة الفلسطينية وبطولاتها ، والتي رسخت اليوم بما تقدمه وما تزال من آلاف الشهيدات والجريحات والمعتقلات بانها النموذج الأكثر قداسة في العالم ، فكل التحية والاعتزاز بخنساوات القدس وغزة وكل فلسطين المحتلة ، وألف تحية اجلال لكل صامدة مرابطة حرة على أرض فلسطين والقدس تقف في وجه الظلم والاحتلال البربري ، فهي الزيتونة الشامخة الثابتة في أرضها في وجه مخططات التهجير والابادة الإسرائيلية الظالمة وفي سبيل الحرية والاستقلال .

   وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن على العالم ومنظماته الشرعية ومؤسساته الحقوقية والإنسانية والإعلامية مسؤولية أخلاقية توجب عليه حماية المرأة الفلسطينية وتمكينها ودعمها ، حفاظاً على وجودها وهويتها وحقوقها الراسخة في أرضها ، وسيبقى العار يلحق بقوى العالم التي تكيل بمكيالين وتنحاز لاسرائيل ، ولن يزيله إلا ضغطها على اسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي وحق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وعاصمتها القدس، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الداعم للشعب الفلسطيني مهما كان الثمن وبلغت التضحيات .

*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس