• 19 تشرين الثاني 2025
  • أقلام مقدسية

 

 

 

 

بقلم : الشيخ  الباحث مازن اهرام 

 

في خَضَمِ الحياة ومعاركها وفي وسط مشاغل الحياة الكثيرة وصعوباتها وتحدياتها الأيام تمضي دون عوده.. وتبقى لنا الذكرى.. فكم من ذكرى عاشت.. وكم من أجسادٍ تتنفس ولكنها ماتت

"ثمة أيام أُسمْيهِا “أيام تغُيْرُ المصائر” لا أشكال لها ولا ألوان فقط محض أيام... كسابقتها قطرات الأيام قد تراكمت فيها   كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً     

غفلةٌ كلً يوم كالأمس الغوص في أعماق السيرة الذاتية حكايتنا اليوم بأسلوبها السردي المباشر الذي أصفه بـ "اللغة العارية"، حيث تتجنب المجازات الشعرية لصالح لغة واقعية وحادة لغة نيئة وفجة تنزع عنها أغطيتها، وتأخذنا إلى حضيض همجي تصير فيه الجريمة عارية ومعلنة؟

هذا الأسلوب يعزز من قوة البوح والاعتراف ويجعلنا نواجه الحقائق المؤلمة التي نسردها دون حواجز فنية مصطنعة ربما حالنا تُنْبئُ عن رواية القهر والعجز أعتبًرُ دائمًا أن الشعور بالعجز تجاه المحن والظروف المحيطة   هو من أكثر ما يزعج الإنسان ويفتك به عاينتُ في عيون من ابتلاهم ربي القهار عز وجل بهذه المآسي والكوارث الكثير من مشاعر العجز وقهر الرجال …وبؤس المنقلب 

قفز إلى خاطري حال أشقائي وأبنائي وبناتي من باتوا بالعراء دون مأوى ومن فقد الأهل والمنزل و .... آه ما أصعب الفقد.....

"سير ذاتية أعني أنها تستند بشكل كبير إلى الحياة   وتجاربها الشخصية. ومع ذلك، أبحث عن "ترميم فجوات الذاكرة" وعلى السبب الكامن ورائها، 

  مما يجعل العمل مزيجًا فنيًا بين الواقع والخيال السردي فمن قصص السجون   “خفايا المجهول” واللوحة الغائبة   وتخط خطوطا لخارطة في الغمام وتندي بدمع من القلب يخفق نبحث بين النقاط وبين الدوائر بين الخطوط وبين المعابر هنا خط أصفر ممنوع المرور قف تراجع أين المصير؟؟؟

أعْيَى البشر في غيابة الْجُبً وقعر البئر العميق والمظلم حيث تعيش كائناتها كابوسا دائما وسط أجواء الطرد من المكان تجاه المجهول أو الحجز الجبري المقصود في زنزانة أو سجن، ويبدو الحوار مع الآخر على شكل همس 

(لغة الطرشان) أو حوار مع الذات وسط أجواء منعزلة 

  يتخذ السرد صيغة البوح الذاتي في معظم القصص، فيكشف عالم الشخصيات المرعب، حين تبدو فيه شخوص القصص ضائعة لا تستطيع الإفلات من مصيرها المحتوم وطمس القلوب قبل العيون 

القصد مجازياً عن القيود أو "الأقفاص الذهبية" التي يفرضها المجتمع أو الظروف، فالخلاص يتطلب البحث عن حلول مجتمعية وسياسية أو فردية للتغلب على الشعور باليأس والخيبة، 

"الأقفاص الذهبية" في سياق الحروب وعدم اليقين وتبقى الأسئلة دون جواب وسط ظلام دائم، وتنقلات في المكان وعسف رهيب، يصبح فيه استثمار العيون واللسان سببا في الإذلال، واستثمار ضمير الأنا الجمعي يضفي على الحكاية طابعا مأساويا حادا لإشارته إلى كتلة صماء كناية عن السجن الكبير  

وتسرد قصة “اللوحة” معاناة السجين، في تخطي أسوار السجن، والخلاص من اللحظة التي تقيده إلى زمن سائب، خارج سيطرته، من خلال ذاكرته التي تبقى معينا نابضا بالحياة، على الرغم من مرور السنوات والأيام 

 القفص هو صعوبة مطلقه بان تعيش محبوس واسير لتسارع كالببغاء مقصوص الجناح   في القفص يتبع مزاجيات ذلك السجان المتعجرف الذي يجد فيه شتى أنواع العذبات ناهيك عن الأُمًم التي تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل فما السبيل في ظلمة الدرب العسير

ختام ... حًذارٍ ثم حًذارٍ ان تُدْخٍل نفسك قفصٌ انت صانٍعهُ فتموت بين حنايا القضبان    فالحريات الغير مدروسة قد تجردك من حريتك الإنسانية للأبد 

"قلا فوت مناص"