• 14 كانون أول 2025
  • أقلام مقدسية

بقلم : محمد صفدي  

تجمعوا من كل صوب وحدب وجاؤوا من أقاصي الدنيا من ببن ركام المذابح والإبادة والحروب والمهاجر والشتات .. جاؤوا ليس إلا لرفع الراية.. راية فلسطين الخفاقه

منتخب فلسطين "الفدائي " هو الوجه الآخر لل"بارتيزان " في معمعان الحروب . هو غصن الزيتون الذي رفعه عرفات مقابل المارتين  باليد الأخرى. هذا المنتخب بطريقة تجمعه وتكاتفه وتالفه وتكامله تجسيد رياضي حضاري للحلم الفلسطيني الذي كان والذي سيكون …

الكثيرون منا ومنهم لا يعرفون ان فلسطين كانت سباقة في مبارزة الرقي الحضريه رياضيا وفنيا وثقافيا وعمرانيا منذ قرن ونيف  . فيها اول المطارات وأول الإذاعات وأول الفنانين والموسيقيين والكتاب والأدباء والاقتصاديين والحرفيين والقائمة تطول …

من هنا كانت البدايه الى ان حل البلاء والابتلاء فتفرق الجمع شذرا وانتثر الى اقطاب العالم .. وهذا لم يكن اختراعا بل هو امتداد لسيرورة تاريخية تراكمية منذ آلاف السنين .. اجل نحن لم نأتي من العدم ولا من المعادلة الصفرية بل اننا جذور ضاربة في عمق التاريخ والحضارة.. الفدائي هو  تجسيد لحكاية الوجه الحضاري الفلسطيني وهو جزء من ملحمة البقاء وإعادة التشكل والانبثاق الروحاني الحضري رغم الوجع والالم والعوائق والظلمات . فرقنا الفنيه والثقافيه والرياضيه خاصة الفتيات والنساء يسجلون ملحمة الكينونة ويقولون للعالم نحن هنا ! اجل انها معادلة الحياة التي نبغي مقابل الموت الذي يفرضونه علينا ….

ليس مهما ان نفوز بالتحديد فالفوز والخساره كأس دوار على الجميع لكن المهم هو الوجود والحضور النوعي ورفع الراية والصوت والمشاركة  في كل المحافل وهو ما يدحض رواية الخصوم باننا مجرد عابرين بين الكلمات العابرة من اللاشئ واللامكان .. 

الفدائي بالأمس وما قبله  اثبت ان الثروة والجاه والرفاهية لا يضمنان التفوق والجودة النوعية وأن الإرادة والعزيمة والإصرار والانتماء كفيلان بمعادلة الفجوة الضخمة ولو بعد حين 

فلسطين تتقدم وتتميز في كل المحافل والميادين بسواعد أبنائها وبناتها . الرقي يستوجب ضبط النفس والرفعة والتسامي وعدم التباكي واثارة النعرات والارتياب ..

علينا ان نسلم بقصور القوة والحظ أحيانا وان نتعلم من نقاط ضعفنا وأن يجسد مثالا للاخلاق والانضباطية العالية .

هذه هي غايتنا الحقيقيه اما الفوز  فسيأتي بلا شك والمؤشرات واضحة جدا وباعتراف الاختصاصيين …

من خرجوا من تحت الركام وضيق الحال قاوموا بضراوة وجداره أشقائهم القادمين من الرخاء وسعة الحال وهذه بحد ذاتها معادلة نصر لا خساره ..

طوبى لكل السواعد البارتيزانيه في كل الميادين والساحات سواء فازوا او لم يفوزوا  …