• 23 تشرين الثاني 2023
  • مقدسيات

  القدس - أخبار البلد - يعتبر فندق الامبسادور في حي الشيخ  جراح  من أكثر الأماكن  التي يفضلها المقدسيون لعقد اجتماعاتهم  أو لتناول وجبة طعام او لقضاء وقت مريح ، ناهيك عن كونه من الفنادق المفضلة للوفود السياحية الأجنبية لسهولة الوصول له .

 ووفق أقوال صاحب الفندق رجل الأعمال " سامي ابو ديه"  الذي تحدث على عجلة مع  "أخبار البلد "  فإن الفندق بدأ ينتعش مؤخرا بعد موجة الكورونا التي أسفرت عن نكسة في السياحة  مما اجبر ادارة الفندق على إغلاقه  لفترة طويلة ، وفي الآونة الأخيرة شهدت الحركة السياحة نقلة نوعية في عدد السياح الذين كانوا في الفندق لدرجة أنه لم تعد هناك غرف في الفندق وبقية الفنادق في القدس الشرقية لعدة أشهر قادمة  وبدا ابو ديه وغيره من العاملين في قطاع السياحة في فلسطين بتنفس الصعداء،  وفجأة بدون سابق انذار حلت عليهم كارثة أخرى تتمثل في الحرب على قطاع غزة والتي أدت إلى إلغاء حجوزات الوفود السياحية للأشهر القادمة  وما رافق ذلك من شلل تام في المدينة المقدسة التي تعتمد على الحركة السياحة.

وقال أبو دية الذي لا تفارق الابتسامة وجهه :"  أن جميع الحجوزات  في الفندق هذا الفندق في الفنادق الأخرى التي اديرها قد ألغت حتى شهر ديسمبر كانون ثاني القادم أي  حتى نهاية العام مما اضطرت إلى  إغلاق جميع الفنادق في القدس وبيت لحم والتي تحمل نفس الاسم أي الامبسادور  اضافة الى فندق ريتس العتيق في القدس و اخراج جميع العاملين في إجازة  حتى تتضح الصورة .

 ويضيف أن هذا الفندق الذي نتواجد فيه يعمل ولكن ليس بكل طاقته بسبب وجود أعداد كبيرة من الصحفيين الأجانب الذي حضروا لتغطية الحرب القاسية التي تجرى في قطاع غزة. 

 وأنهى سامي أبو دية  الذي هو واحد من أهم رجال السياحة في القدس وفلسطين فهي يملك شركة سياحة تعتبر الأكبر في فلسطين هي شركة نت NET وسلسلة فنادق  بقوله " الله يفرجها " في اشارة الى الامل الذي لا يفارقه دائما بأن الغد سيكون افضل.

 رغم أن جميع المؤشرات تؤكد أن قطاع السياحة قد تلقى ضربة قاسية سوف تستمر حتى ربيع عام ٢٤ على أقل تقدير ، كما قال الخبير الاقتصادي " ايهاب الجعبري" والذي عمل لسنوات في قطاع السياحة وادارة جمعية الأراضي المقدسة للسياحة الوافدة 

 والذي أضاف  في حديثه ل "أخبار البلد" انه وفق أحدث  إحصاءات الجمعية والمنشورة في موقعها الالكترونية  فإنه مكاتب السياحة الوافدة  وصلت خسارتها في شهر أكتوبر الماضي الى أكثر من عشرين مليون دولار  لوحدها  نتيجة إلغاء حجوزات  اكثر من ٢٤٠٠ وفد سياحي كان يخططون لزيارة اسرائيل والتي تشمل ايضا القدس وبيت لحم  والبقاء هناك ، وهذا يعني أن الخسارة هي أكبر بكثير  لجميع المرافق السياحية الاخرى مثل الفنادق والمطاعم والحافلات والمرشدين وحتى محلات البيع للسياح ( السنتواري) جميعها توقفت كليا عن العمل بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة . ناهيك عن توقف السياحة الداخلية للمدن الفلسطينية . وفقا لأقواله فإن معظم المطاعم في مدينة رام الله وبيت لحم قد توقفت عن العمل  بسبب غياب الزبائن من القدس ومن العرب من داخل إسرائيل نتيجة  إغلاق الحواجز حول المدن الفلسطينية.

 وأكد الجعبري  ان الذي يعمق الازمة بل الكارثة الاقتصادية التي يعيشها القطاع السياحي في فلسطين هو غياب الدعم الحكومي لكل العاملين في هذا القطاع  على عكس الحكومة الاسرائيلية التي تقوم بتعويض كل المتضررين في السياحة نتيجة ذلك .

في شارع صلاح الدين توقفت حافلة سياحية نزل منها عدد من السياح المسلمين تبدو ملامحهم أنهم من جنوب شرقي آسيا وعند سؤال السائق الذي طلب عدم ذكر اسمه  قال انه احضر هذا الوفد من جسر الملك  حسين قادما من الاردن وانه من ماليزيا لن يبقى سوى ثلاثة ايام أو أقل من اجل زيارة الحرم الشريف / المسجد الاقصى،  سيقوم الوفد بمحاولة زيارة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل أن تمكن من الوصول إلى هناك . 

 وقال توني خشرم  مستشار سياحي معتمد  ان هذا الوفد قادم على مسؤوليته الشخصية وبدون أي تنسيق مع الشركات السياحية ، واصفا الوضع السياحي الحالي بانه كارثي بكل ما في الكلمة من معنى فالمصيبة لا تتوقف عن مزودي الخدمات السياحية المباشرين مثل الفنادق بل  تمتد لتصل الى المزودين غير المباشرين والذين توقفوا عن العمل كليا والبطالة عندهم مرتفعه جدا، تلك البطالة سوف ترتفع بشكل غير مسبوق خلال الأشهر القادمة.

 وأضاف خشرم في حديث ل " أخبار البلد " إن الحركة النشطة التي كانت بداية هذا العام في السياحة بالقدس دفعت الكثيرين من مزودي الخدمات السياحية الى الاستثمار عن طريق  أخذ القروض  من البنوك  فهناك من قام بتجديد فندقه وهناك من قام بشراء مطاعم والبعض الآخر اشترى حافلات سياحية كبيرة، وهناك من قام باستيراد مواد سياحية  من الخارج ، بل ان هناك من قام بشراء كل منتجات بيت لحم من خشب الزيتون للسياح استعدادا للموسم السياحي القادم  والذي يبدأ في شهر أكتوبر وينتهي في شهر فبراير او مارس القادم، كل هذه الاستثمارات ذهبت  مع الريح ولم تبقى الا الخسائر والقروض والفوائد البنكية عليها ، كل هذه الخسائر  تعني أنه لو عادت الحركة السياحية للانتعاش  فإن مزودي الخدمات السياحية المباشرة وغير المباشرة  سوف يحتاجون وقتا طويلا للخروج من كارثتهم الاقتصادية .

 وكان خشرم الذي شغل في الماضي منصب رئيس جمعية السياحة الوافدة قد أكد في ورقة إحصائية ( مرفقة كامله) قد خلصت الى ان اقتصاد القدس يعتمد أساسا  على السياحة الوافدة من اجل الثبات  والصمود والإصرار على  البقاء في المدينة ، وتضمنت الورقة احصائية مفصلة بعدد المنشآت السياحية في القدس لعام ٢٠٢٢

وأنهى توني خشرم صاحب الخبرة الطويلة في قطاع السياحة حديثه بالقول ان كل منزل في القدس  تقريبا قد تضرر من الكارثة التي ضربت قطاع السياحة في المدينة المقدسة ، ولا أحد يعرف كيف ستكون عليه الأوضاع في المستقبل القريب ، ولا نملك في اليد أي  حيلة .. ما علينا الا انتظار الفرج  ".

الشعور بقلة الحيلة ازاء ما يحدث في القطاع السياحي هو الشعور السائد لدى كل من سامي ابو ديه ، وإيهاب الجعبري ،توني خشرم وجميع من يعتاش من السياحة .