• 12 شباط 2024
  • مقدسيات

 

  القدس - أخبار البلد - بعد أن كشفت  صحيفة هارتس الاسرائيلية النقاب عن اقرار الحكومة لاقامة مستوطنة كبيرة في راس العامود محاطة  بأسلاك شائكة وطرق أمنية وسيارات مدرعة وكاميرات متطورة  تكشف عن وجوه وهوية الأشخاص، عادت الصحيفة وكشف النقاب عن مخطط لبناء مستوطنة هي الرابعة في القدس الشرقية منذ الحرب على قطاع غزة  في السابع من أكتوبر تشرين أول الماضي  في ام طوبا لتكون بذلك الحكومة الإسرائيلية قد قررت  كسر جميع الأعراف وتحطيم كل المسلمات وإلغاء كل الحدود الفاصلة بين القدس الشرقية والغربية وإغراق الاحياء العربية بمئات  الوحدات الاستيطانية  السكنية في الوقت الذي لا يسمح للمقدسي ببناء غرفة واحدة ولا حتى ترميم القائم منه  بل ولا حتى بناء مرحاض بسبب التعقيدات  التنظيمية الإسرائيلية التي جعلت موضوع الحصول على رخصة بناء للعرب من الأمور شبه المستحيلة  ان لم تكن هي المستحيل بعينه ، مما أدخل القدس الشرقية بضائقة سكنية لا مثيل لها منذ احتلال المدينة ، وكما قال العديد من سكان  المدينة الذي رفضوا اعطاء اسمائهم خشية الملاحقة الإسرائيلية بان  الهدف من خلق هذه الضائقة الخانقة في السكن هو اجبار السكان على الرحيل الى خارج حدود بلدية القدس  وبالتحديد الى الضفة الغربية، مما يخدم أهداف المستوطنين واليمين المتطرف الذي يسيطر على الحكومة والشارع  في إسرائيل، ومن يقرر البقاء رغم ذلك فانه يعيش في ظروف ليست إنسانية  منافية للأعراف والقوانين الدولية لدرجة ان البعض حول الحوانيت الى غرف سكنية .

   ويذكر أنه منذ احتلال المدينة المقدسة عام سبعة وستين  حاولت الحكومة الاسرائيلية الحفاظ على التقسيم القائم بين القدس الشرقية  والغربية ورغم ذلك قررت الحكومة في نفس الوقت ومن خلال وزارة الإسكان بناء مستوطنات ضخمة في التلال المحيطة بالأحياء العربية فتم بناء مستوطنات بسغات زئيف التلة الفرنسية  جيلو  راموت وغيرها من مستوطنات 

تزامنا مع نشاط جمعيات استيطانية مثل "العاد " "عطيرت كوهانيم"  الممولة بالكامل من الحكومة الإسرائيلية وعملت بشكل مستقل في  خلق بؤر استيطانية صغيرة داخل الأحياء العربية  لتفتيت وحدة الأحياء العربية وخلق التوتر المستمر فيها ومنع اي تواصل بين الأحياء وهكذا تم بناء البؤرة في سلوان في الحي الاسلامي وحارة النصارى  داخل البلدة القديمة والشيخ جراح.

 ولكن في الأشهر الاخيرة  وبالتحديد منذ الحرب علي غزة هذا التقسيم لم يعد قائما لدى الحكومة الاسرائيلية الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل، حيث بدات هذه الحكومة من خلال عدة جهات وخاصة حارس املاك الغائبين في وزارة العدل ومدير أملاك اليهود قبل عام ٤٨  ايضا في وزارة العدل ومن خلال اللجان اللوائية مع شركات خاصة تدار من قبل الجمعيات الاستيطانية  باقامة مستوطنات يهودية كاملة بمئات الوحدات السكنية داخل الأحياء العربية، وهكذا تمت الموافقة على إقامة أربع مستوطنات يهودية كبيرة في كل من بيت صفافا، ام ليسون ،راس العامود وأبو ثور .