• 24 آيار 2023
  • نبض إيلياء

 

بقلم : خليل العسلي 

 

من يدخل على الموقع الالكتروني لمجلس الاسكان الفلسطيني في القدس ( شركة غير ربحية)  تظهر له باقة ورد هي عبارة عن دوار جميل للغاية يعتقد للوهلة الأولى أنه قد دخل خطأ لأحد المواقع العالمية الخاص بالبيئة  او انه امام مشروع إسكان في أوروبا الخضراء وليس في القدس القاحلة ، حيث تم استخدام تقنية عالية في التصوير الجوي والمساحات الخضراء التي اختفت تقريبا من القدس ، والبنايات الجميلة والاكثر استخفافا للعقل هي صور السيارات الرياضية من نوع فيراري وغيرها من السيارات الرياضية الشبابية( انتبهوا إلى الشبابية)  ونسي أو تجاهل القائمين على المجلس حقيقة انه من لديه سيارة من هذا النوع لن  يأتي للسكن في مشاريع مجلس الإسكان في القدس ، الاستغراب هو ان من يشاهد هذه الصور في الموقع الالكتروني (غير المكتمل) لا يشعر أن هذا المجلس هو ليس نفس المجلس الذي نعرفه ، و نعرف عنه الكثير. من الأشياء التي نعرفها ان المجلس هو من اجل اسكان الطبقات الوسطى في القدس .

 من الأشياء التي نعرفها  عن المجلس أنه منذ كنا أطفال ولا زال مجلس إدارته كما هو لم يتغير وأن رئيسه الحالي على حاله متربع على عرشه منذ عقود من الزمن ، وغير قابل للاستبدال. والاغرب اننا لم نسمع او نقرأ عن اجتماع للهيئة العامة للمجلس  للاستماع إلى التقرير المالي والاداري، وتجديد الثقة اللامتناهية بادارة المجلس ، الا ان كانت ادارة المجلس  يعمل بما جاء في الحديث النبوي الشريف " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود"

 والله نحن لا نحسد ولكن من حق هذا الشعب في القدس أن يعرف كل من يجرى في مؤسسات القدس العامة والخاصة طالما أن هذه المؤسسات تشحد على اسمه الملايين من الدولارات وطالما أنها ترفع شعار رفاهية وتعليم هذا الشعب المسكين في القدس …

 من الأشياء التي نعرفها عن مجلس الاسكان انه يتعامل باموال الشعب الفلسطيني وان هذه الاموال يجب ان تذهب لحل المعضلة الابدية في القدس الا وهي الاسكان، لا تكون عائقا آخر أمام حل مصيبة الاسكان.

 لهذا فانه من المنطقي ان تكون اسعار الشقق عنده اقل من الاسعار في القطاع الخاص المقدسي الجبار الذي لا يعرف الرحمة والرأفة بشباب القدس، بل أن هذا القطاع الخاص المحصور في عدد قليل من المسيطرين على قطاع الإسكان يطبقون المخطط الاسرائيلي بالتخفيف من عدد المقدسيين وخاصة الشباب فالاسعار المجنونة والتي جعلت من المستحيل على شاب أن يحصل على شقة ، ولم يبق هذا القطاع الخاص ومعه ايضا مجلس الاسكان أي خيار سوى الرحيل عن القدس ، مما يريح إسرائيل … 

 ما نعرفه عن مجلس الإسكان أنه لا فرق بين القطاع الخاص غير الرحيم وبين مجلس الاسكان فألاسعار نفس سعر السوق غير العادل ففي آخر مشروع قام به المجلس  بيعت الشقق بما لا يقل 450 ألف دولار لجميع الشقق سواء كانت على البحر أو في الجبل  سواء كانت مساحتها مئة وخمسين مترا او كانت تسعين مترا، سواء كانت في الأعالي تعانق الغيوم أو  كانت في قاع الواد وتحت الدرج ، وهذا ليس عدلا على الإطلاق حتى القطاع الخاص الجشع يبيع الشقة حسب موقعها والمواصفات التي تتمتع بها . ووفق الخبراء الذي توجهنا اليهم فانه يتضح ان تكلفة الشقة لا تزيد عن 280 ألف دولار، لتكون نسبة أرباح المسيطرين على الإسكان في القدس من مجلس اسكان ومن رجال أعمال كما هي في اوروبا  وامريكا 10% إذا تخلوا عن جشعهم  قليلا لصالح المدينة المقدسة وأهلها.

 ما نعرفه عن مجلس الاسكان انه بما انه مؤسسة للشعب  ومن مبدأ الشفافية يجب أن ينشر ميزانيته بشكل دوري في وسائل الإعلام ليطلع عليها الشعب الذي من اجله اقيمت هذه المؤسسة الوطنية والتي تهدف الى اسكان الفقير ومتوسط الدخل والشباب، لان الاغنياء لن يسكنوا  في الاسكانات، إلا إذا اشتروا هذه الشقق بالجملة على اعتبار أنها مشاريع تجارية وليتم بتأجيرها طالما ( باسعار جنونية، مما يعمق ازمة السكن في القدس ) ، هذا الوضع يعني أن مبدأ مجلس الإسكان الفلسطيني الموقر هو من يدفع يأخذ، إما ومن لا يملك الفلوس فعليه أن يعيش في الخيمة ، أو يرحل ….

 للحديث بقية…