• 11 أيلول 2023
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد - عندما استولت بلدية القدس على مدرسة خليل السكاكيني التاريخية في حي الشيخ جراح وحولتها مرة لمدرسة ذكور وتارة مدرسة للإناث  قال المقدسيون بأن هذا لصالح المدينة وأبنائها رغم قناعتهم أن بلدية القدس لا تعمل اي شي في القدس الشرقية إلا وفق رؤية يهودية اسرائيلية ومخطط واضح ، وهذا ما اتضح لاحقا لهذا الاستيلاء حيث أفرغت البلدية المبنى التاريخي الذي كان مقرا للمغوفر له الملك المؤسس عبد الله الاول اثناء تواجده في القدس حيث كان يحرص على المشاركة بصلاة الجمعة في المسجد الأقصى وكان ينزل في هذا المبنى الجميل الذي يعود لعائلة النشاشيبي والذي شهد لحظات تاريخية هامة في حياة القدس العربية الزاخرة بالعراقة والاصالة .

 هذا المبنى أعلنت البلدية أنه سيتم تحويله لمركز ثقافي موسيقي لخدمة سكان المدينة !!! ولكن ما حدث هو أن المبنى فارغ من أي نشاط  مرئي للعين المجردة  على الاقل لأهل البلد وقد يستخدمه اليهود فقط، وبهذا تكون البلدية قد نفذت مخططا بإخراج كل المدارس العربية من حي الشيخ جراح تدريجيا فبدأوا بمدرسة خليل السكاكيني وقريبا مدرسة عبد الله بن الحسين  .

 والان خرجت علينا بلدية القدس العزيزة الرحيمة على سكانها العرب لابعد حد  بمشروع لرفع ذوق المقدسيين من خلال إقامة مركز ثقافي شامل في قطعة الأرض التي كانت متنفسا للمقدسيين لركن سياراتهم فيها ، وكان موقفا هاما ،  والان البلدية بدأت عمليات الهدم والتجريف  التي تتقنها جرافات البلدية بشكل يفوق الخيال ( فهي الخبيرة بهدم المنازل وتحريف المنشآت العربية ) بتحضير الأرض لهذا المشروع  الذي يشمل إقامة مسرح بالقرب من مكتبة البلدية، وكأن القدس لا مسرح فيها ولا ثقافة ولا فن .

 قصة هذا المخطط طويلة  اليكم الحكاية من أولها  حيث تنفرد " أخبار البلد" المقدسية بنشر تفاصيل المشروع الاصلية قبل أن تقوم بلدية القدس بالاستيلاء على الفكرة وتحريفها لتعميق تهويد المدينة ، تلك الحكاية حصلت عليها  من الملف الاصلي لهذا المشروع : 

خلفية فكرة المشروع

ان المجتمع المقدسي يمر بظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة بالمقارنة مع باقي المدن، فلا يوجد على سبيل المثال بنية اقتصادية مثل المصانع و المحلات التجارية والتي تغلق أبوابها الساعة السادسة والمواصلات التي تتوقف الساعة السابعة، ونتيجة لذلك أهل المدينة ينحصرون في بيوتهم وثقافتهم يستقونها من جهاز التلفزيون.....الخ.

المدينة بحاجة لمركز ثقافي متطور كبير يستوعب مختلف النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية ليكون ملتقى ومنبرا متنفسا لسكان القدس، ونظرا لعدم وجود مركز ثقافي وفني يليق بالمدينة المقدسة، يهدف إلى تنمية وتنشيط الحياة الثقافية والفنية والتخفيف من معاناة أهلها، إضافة إلى منح الفرصة للأدباء والشعراء والفنانين التشكيليين والموسيقيين والممثلين والمخرجين لتقديم أعمالهم بحرية كاملة، وإعطائهم فرصة اللقاء مع نظرائهم من دول أخرى من خلال مشاركتهم في مهرجانات سيعمل هذا المركز على تنظيمها و تعرض المجتمع المقدسي لمختلف الفنون، فبالتالي هذه الديناميكية ستخلق الحياة في المدينة وتنعشها اجتماعيا واقتصاديا وسياحيا.

كان هناك محاولات عديدة، مجهودا خاصا لشخصيات مرموقة ومحترمة في البلد لإقامة هذا الصرح حرصا على مستقبل القدس وهويتها، لكنها باءت بالفشل لأسباب عديدة منها على سبيل المثال:

  1. عدم توفر قطع  أرض في محيط المدينة تصلح لهذا الغرض، وأن وجدت قطعة  تصلح لهذا الغرض تشرف عليها الأوقاف الإسلامية تكون بعيدة عن المركز.

  2.   وإمكانية الحصول على الترخيص ضئيلة، و بحاجة إلى أكثر من ثلاث سنوات قبل الحديث عن البناء والذي يحتاج لثلاث سنوات على الأقل إذا توفر التمويل اللازم.

  3. مبنى سينما القدس في شارع الزهراء والذي كان مغلق منذ عام 1987 وتم استئجاره من قبل المرحوم فيصل الحسيني منذ أكثر من عشرة سنوات ليكون مركزا ثقافيا في مدينة القدس،  على أمل إن يقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل إقامة مركز وصلت إلى طريق مسدود. 

وفي نهاية عام 2003 أرسل الاتحاد الأوروبي لجنة متخصصة لعمل دراسة لهذا الموضوع، ورصد مبلغ يقارب 3500000 دولار لبناء مركز ثقافي في مدينة القدس، يدار من قبل المؤسسات الفلسطينية التي تعمل في المجال الثقافي.  واجتمعت هذه اللجنة  مع المؤسسات الفلسطينية الثقافية المختلفة، وقد أجمع الجميع على أهمية وجود مركز ثقافي في المدينة، واقترحوا أن يجري العمل على شراء قطعة أرض وإقامة بناء جديد بدلا من استئجار مبنى سينما القدس.

وتقوقع المشروع بسبب عدم إمكانية المؤسسات الثقافية من تغطية المصاريف الجارية خصوصا إن المؤسسات الداعمة لا تقوم بتمويل هذه المصاريف، وأيضا عدم وجود قطعة أرض.  فبناء على ذلك اجتمعت هذه اللجنة مع بلدية القدس وبحثت الموضوع بحيث أعلمتها بوجود قطعة الأرض التابعة للبلدية في ملعب الروضة ومخصصة لهذا الغرض، كما عرضت عليها تنفيذ هذا المشروع على أن يدار من قبلها لاحقا أي البلدية. لم يتم الاتفاق. وكما هو معروف إن الاتحاد الأوروبي يرغب إن يدار هذا المشروع الثقافي من قبل المؤسسات الثقافية الفلسطينية الموجود في المدينة.

الطرح من جديد لإقامة هذا المشروع مع مسرح الحكواتي

في بداية عام 2004 تم تعيين السيد عوديد فيلدمان كمسئول ثقافي جديد في بلدية القدس وطلب الاجتماع مع مدير مسرح الحكواتي وبحث معه موضوع المركز الثقافي ورغبته بالتعاون مع مسرح الحكواتي كونه مؤهل لإدارة المشروع لتاريخ الحكواتي بكفاءاته وقدراته وخدمته الثقافية والفنية لأهل القدس. وطلب مدير المسرح مناقشة هذا الموضوع مع مجلس إدارة الحكواتي، فبناء عليه عقدت جلسة في البلدية بحضور أعضاء من المجلس ( الاسماء محفوظة ) من طرف البلدية عوديد فيلدمان، فايد بدارنة، شالوم  جولدشتين والمهندس شلومو خياط بصفته مصمم المبنى.  ومن خلال هذا الاجتماع تم مشاهدة مخطط المبنى وإمكانية الحصول على الترخيص والتكاليف البناء والتي تقدر ب12،000،000 دولار.

توضيحات 

  1. المكان: المكتبة العامة والأرض التي حولها ملعب الروضة علما بأن هذه القطعة من الأرض تم امتلاكها من قبل أمانة القدس قبل عام 1967 لتنفيذ مشاريع للخدمات العامة، وبعد عام 1967 امتلكتها بلدية القدس.

  2. المشروع يتضمن بناء يشمل القاعات التأليه:

  • مسرح كبير يتسع 600 مقعد للعروض المسرحية الكبيرة الحفلات الموسيقية، نادي السينما، اجتماعات واحتفالات

  • قاعة لشتى الاستعمالات للمسرح التجريبي والورشات المختلفة.

  •   قاعة استقبال كبيرة تستخدم للمعارض والفنون التشكيلية وبعض الحوانيت.

  • مكاتب بحجم 240 متر.

  • موقف سيارات تحت الأرض يتسع ل 200 سيارة.

  • ساحات خارجية وحدائق عامة ومدرج يصلح للمهرجانات مسرح هواء طلق.

  • مكتبة عامة ( القائمة حاليا)

وبسبب شعور أهالي المدينة في قسمها الشرقي بالتمييز ونقص الخدمات التي تقدمها بلدية القدس ما بين شطري المدينة، وافقت بلدية القدس على إن يكون للمركز حرية مطلقة وبدون أي تدخل في الإدارة وفي الشؤون الفنية والمضمون والمواضيع.

3. مسرح الحكواتي المركز الوحيد في مدينة القدس والذي يعمل على احتضان الحياة الثقافية منذ أكثر من عشرين سنة، مهدد من صاحب العقار بزيادة  أجرة المقر أو أزاله. ويحق لهذه المؤسسة إن يكون لها بيتا وان تكون عنوان في الصدارة دائما وان ترتاح أخيرا وتتطور ككل مسارح العالم بالحداثة والتقنيات وأيضا المنفعة الاقتصادية من أجرة الحوانيت والموقف. مؤسسة تعيل ربما مئة عائلة.

اقتراح الاتفاق مع البلدية لتنفيذ المشروع

 بسبب النقص في الخدمات الثقافية التي تقدمها بلدية القدس في المجال الثقافي، وعليه هنالك رؤية تشكيل مجلس شعبي من 40 شخصية من أهالي المدينة. يعمل هذا المجلس على إجراء الاتفاقات وإقامة المركز الثقافي في مدينة القدس بحيث تكون إدارة هذا المركز مستقلة استقلالية  كاملة وتعمل على توفير حرية كاملة للتعبير للفنانين المقدسين، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن نشاطات المركز موجهة للجمهور العربي في شرقي المدينة، وتعمل بحسب قوانين الجمعيات القائم حاليا في المدينة، ومسئولة عن إيجاد التمويل أجنبي أو عربي لتنفيذ المشروع. وتكون مسؤولية البلدية القدس توفير الترخيص اللازم لإقامة المبنى.  وبالنسبة للأرض هنالك إمكانية أن تقدم البلدية الأرض منحة دون مقابل للمجلس الشعبي  او امكانية ان تمنح الأرض مع أجرة معلومة و لفترة طويلة حوالي خمسون عاما. ومع العمل على ضمان الإعفاءات الضريبية".

 وفعلا تم الاتفاق حيث وصلت والثلاث نسخ من العقود وصلت إلى مسرح الحكواتي وكان التفاوض على ٢٥ سنة والاجرة الفان وخمسمائة دولار وتم التفاوض على ٩٩ سنة ولكن رفض وتم الاتفاق على ٤٥ سنة وإذا فشلت الجمعية في التنفيذ  يذهب المبنى إلى جمعية أخرى تعمل في نفس المجال 

وايضا تم السماح في عمل مخطط جديد للمسرح غير المخطط الذي رسمه المهندس شلوموا خياط من البلدية  وقام بذلك المهندس سنان عبد القادر  ونتيجة لذلك كان خلاف بين  بعض من اعضاء  مجلس ادارة المسرح منهم من   كان مع ومنهم من  كان ضد  علما انه كان هناك موافقة مبدئية من جهات عليا لأخذ المشروع وتنفيذه

 البلدية لم توافق على تقديم منحة لترخيص ولكن طلبت بدفع مبلغ تسعون الف دولار بدل الترخيص ولكن وعدت في تسهيل مهمة الترخيص إضافة إلى السماح في اربع مداخل المواقف

 للعلم فقط فلقد  تم تقديم هذا المشروع لوكالة الأمم المتحدة undp  طلبا للتمويل والذي يصل الى  بمبلغ ٢٢ مليون دولار. 

 ووفق المعلومات للاسف فان هذا المشروع الذي كان من شأنه أن يحدث التغيير المطلوب في الوجه الثقافي للقدس  فلم يخرج إلى حيز التطبيق بسبب التغيرات الإدارية في مسرح الحكواتي حيث بقيت الاتفاقية على مكتب المدير العام ولم تتم متابعة الموضوع  وتغيرت الأحوال وتدهور الأوضاع في القدس لنصل الى ما وصلنا اليه الان ، تلقفت البلدية هذا المشروع وعدم الاهتمام من الجانب العربي واستغلت الفرصة وقررت تعميق سيطرتها حتى على المشهد الثقافي في القدس تنافس المؤسسات المحلية والتي قد يختفى بعضها عن المشهد المقدسي عامة قريبا .