• 25 أيلول 2023
  • مقدسيات

 

القدس - أخبار البلد -  في مصادفة غريبة عجيبة تدل على الزمن الذي نعيشه  في القدس التي لا تزال تعاني وستبقى تعاني طالما أن هناك من يستغل اسمها حتى آخر نفس .

 فلقد جرى اجتماع في رام الله بمشاركة  العشرات من الجمعيات التي يقال انها تعمل في القدس من أجل تنمية المدينة ( مسكينة القدس..) والبحث  عن سبل تطوير العمل بين هذه الجمعيات والوزارات الفلسطينية.

 قائمة اسماء الجمعيات تجعلك تصاب بحالة  من الغثيان لانها باختصار وكما يقال في العامية خداع واضح للمقدسي  فالعديد من تلك الجمعيات لم تصل القدس بل بقيت في رام الله او بيت لحم، بعض هذه الجمعيات لم تقدم كسرة خبز لمقدسي ولم تعمر بيتا أو تعلم طفلا جميع هذه الجمعيات لم تساهم بصمود مقدسي  ،بل هي إما حبر على ورق أو دكانة اخرى من دكاكين امتصاص التمويل الداخلي والخارجي تحت اسم المدينة المقدسة .

 في مكان آخر وفي نفس التوقيت  توجهت مجموعة من الأشخاص غير المعروفين الى بلدية القدس الإسرائيلية  لتقديم قائمة باسمائهم للمشاركة بالانتخابات البلدية الشهر القادم ،  مما حدى ببعض الصحفيين وهو الصحفي داود كتاب الى التفاخر وكتابة تقرير بعنوان  " عندما كسر المقدسيون هذا التابو" ويقصد قرار مقاطعة المشاركة في الانتخابات البلدية  الاسرائيلية منذ احتلال القدس عام سبعة وستين هذا الموقف المبدئي الذي يتمشى مع الشرعية الدولية التي تعتبر القدس محتلة ، تعيد الفصائل الفلسطينية التي لا تعاني من نقص في الشرعية والتمويل  التأكيد عليه في  مرة قبل الانتخابات البلدية إسرائيلية ، الذي حدث هذا العام هو أن  تعميق القناعة لدى الغالبية من المقدسيين ان التطرف هو سمة المجتمع اليهودي والمؤسسة الرسمية الاسرائيلية وانه حتى لو قرر الفلسطينيون المشاركة فإن هذا سيكون بمثابة جائزة للتطرف اليهود الذي وصل لحد العنصرية، واعترف بهزيمة الشرعية الدولية 

 وكما قال أحدهم  ل " أخبار البلد" ان كسر التابو كما يعتبره البعض بأنه انتصار هو بالحقيقة هزيمة مخزية لكل المقدسيين  وان الايام القادمة سوف تظهر لنا  وجوه وتاريخ من يقف وراء كسر التابو واكاد اجزم ان جميع المرشحين في القائمة مرتبطين بشكل او باخر بالبلدية او المؤسسات الرسمية الاسرائيلية على حد تعبير هذا المقدسي  . 

 وقال مقدسي آخر بالتأكيد أن هذه القائمة سوف تلقى مباركة العديد من الجهات العربية الخارجية والداخلية لأنها تتمشي مع مصلحة تلك الجهات التي تتمنى  التخلص من معضلة القدس ومن أهلها بكل الوسائل .

 وكتب الصحفي الصديقي داود كتاب في مقالته بالقدس العربي  ما يلي : " يتطلب كسر مقاطعة دامت 56 سنة فصلا حديديا بين السياسة والأمور الحياتية. قد يكون على قمتها الإسكان، والذي يعاني منذ عام 1967 من سياسة ممنهجة تمنع تطوير أي حيٍّ فلسطيني في حين تعمل ليل نهار على بناء مستوطناتٍ كبيرة للإسرائيليين. كما شكّل وصول متطرّفين يهود في البلدية وفي الحكومة إلى مواقع صنع القرار، وإصرارهم على الهدم الممنهج للمنازل المقدسيين، حالةً لم يستطيع أحد معالجتها. ولذلك أصبحت المشاركة في المجلس البلدي أكثر أهمية من أي أمر سلبي متعلق في موضوع شرعنة البلدية الموحدة من جانب واحد مناطق لا يزال العالم يعتبرها محتلة.

المسافة إلى قيام أي مقدسي بعمل مؤثر لصالح الصمود الفلسطيني في القدس طويلة، رغم كسر التابو الحالي، فالاختلاف الفكري الفلسطيني يعني أن المشاركة في الانتخابات لن تكون بالنسبة الكبيرة التي يستطيع من يجرى انتخابهم تشكيل كتلة معارضة أو حتى كتلة حاكمة. كما وقد شكلت المعارضة الفصائلية للمشاركة عزوف قادة عديدين لهم خبرة واسعة وحضور قوي ومتابعة كبيرة، ما ترك الباب مفتوحا لبروز شخصيات مهنية، أو ممثلي عشائر، أو عائلات، أو تجمعات اجتماعية بدلا من قيادات سياسية" .