• 10 حزيران 2024
  • أقلام مقدسية

بقلم : احمد الصفدي 

 

نتنياهو كان متعطشا لمثل هذا "الانجاز" خصوصا في هذا التوقيت الذهبي فنتائج عملية النصيرات وجوانبها لم تتكشف بعد ، وما يظهر منها في أغلبه سردية اسرائيليه امريكيه مفبركة كما هو الحال دوما في حربهم الدعائية النفسية التي باتت مع معروفة للرأي العام العالمي . 

سيقومون بتضخيم الانجاز لرفع المعنويات المحطمة وإعطاء حقنة أدرينالين لجيشهم المهزوم وإضفاء بعد إنساني على حربهم الإجرامية ومحاولة الإبقاء على التحالف الحربي الهش .

 لكن هذه العملية ورغم كل البهرجات والبهارات هي إنجاز يدل على الفشل بالتحديد لماذا ؟

 اولا العمليه التي تحرر ٤ اسرى بعد كل هذا الكم من القصف والبحث التوغلات والقتل وتدمير المستشفيات والكنائس والمساجد والكليات وبعد سبعة أشهر إنما هو فشل حقيقي في ظل العدد الإجمالي للاسرى الإسرائيليين . 

اين تخبئهم حماس والمقاومة ؟ وكيف تفشل استخبارات الغرب والعرب العاربه في كشفه؟؟؟ ثانيا مجريات العملية المتكشفة التي استخدمت أسلوب الأرض المحروقة والمجازر الإجرامية وقتل عدد هائل من الضحايا الفلسطينيين المدنيين وبشكل غير متناسب يدل على الفشل بحد ذاته وستكون له استحقاقاته لاحقا .

ثالثا الدور الأمريكي الضالع بالعملية والتي تتكشف رويدا رويدا سواء استخباريا او من خلال الرصيف الاستخباري العائم او بالمشاركة المباشرة بالقوات والعتاد تحت غطاء سيارات المساعدات وغيرها إنما هو دليل فاضح على فشل إسرائيل التي طالما تغنت احترافيتها للعمليات الخاصة ودربت جيوشا كثيرة وتاجرت بتجربتها تلك . اسرائيل هذه باتت عاجزة ولذلك استعانت بالشقيق الاكبر مباشرة وهذا باعتراف دولي أمريكي يظهر حجمه الفعلي لاحقا…. 

رابعا ان صح تصريح ابو عبيده بأن بعض الاسرى قد قتلوا بالعملية كما حدث سابقا ومرارا فذلك يعني ان الانجاز المفتخر هو انجاز فاشل .

 إذ كان بإمكان نتنياهو تحرير الرهائن أحياء بالتبادل التفاوضي وفي وقت مبكر سابق خامسا هذه العملية المفتخره مهما ضخموا حجمها ستبقى انجازا موقعيا تكتيكيا ولا تأثير له على الانجاز الاستراتيجي الذي حققته المقاومة كما يجمع أغلب المحللين حتى من اسرائيل نفسها . بعد زوال تأثير الأدرينالين سيتحول "الانجاز" الى ضربة مرتدة لنحر نتانياهو المتبجح ، ستعود الأمور إلى حجمها وسياقها ومسارها : حرب استنفذت نفسها و تراوح في مكانها و تخفق في تحقيق أهدافها المعلنة وتدفع اسرائيل ثمنا باهظا بشريا وماديا ومعنويا وسياسيا ودعويا واجتماعيا …

 فاتورتها المتزايدة توضع على طاولة الاستحقاق داخليا وخارجيا ولن توقفها عملية خاصة "ناجحه " تكتيكيا . الباحث في الشؤون الإسرائيلية.